منذ أيام قليلة نجحت أجهزة الأمن في القبض علي تاجر أجهزة كهربائية لاتهامه بالنصب والاحتيال علي المواطنين والاستيلاء منهم علي أكثر من 40 مليون جنيه بحجة توظيفها مقابل فائدة شهرية ثم امتنع عن سدادها أو رد الأموال لأصحابها بعد عدة أشهر من انتظامه في الدفع.. ومنذ ساعات أعلنت الادارة العامة لمباحث الأموال العامة عن القبض عن شخص آخر بمدينة نصر استولي عمن المواطنين علي أكثر من ثلاثة ملايين جنيه بحجة توظيفها.. هذه النوعية من النصابين اعتاد الاعلام ان يطلق عليها لقب "المستريح" نسبة إلي الشخص الذي كان يحمل هذا اللقب ونصب علي المواطنين في عدة ملايين كبيرة وضخمة.. وقبل اطلاق هذا اللقب علي هؤلاء النصابين عانينا من ظاهرة "الريان" واشرف السعد وغيرهما الذين لهفوا تحويشة العمر من المصريين بحجة توظيفها واعطائهم فائدة ثم ضاعت الأموال والفائدة. وللأمانة فإن وسائل الاعلام قد بح صوتها خلال السنوات الطويلة الماضية لتوعية المواطنين بخطورة هذه الظاهرة ورغم ذلك نجد البعض يقع ضحية للنصابين الجدد أو المستريحين الجدد ونفاجأ كل فترة بخبر هروب النصاب الفلاني أو ضبط العلاني.. الأمر الذي يستدعي ضرورة دراسة هذه الظاهرة من جانب خبراء وعلماء الاقتصاد والنفس والدين. يجب علينا ان نبحث عن الاسباب الحقيقية وراء عدم التعلم من هذه الدروس وتكرار الظاهرة ويجب الا يقتصر الأمر علي وسائل الاعلام فقط بل يجب الوصول للمواطنين في كل مكان وبأي وسيلة لافهامهم وتعريفهم بمواطن الخطورة بدلا من البكاء والنحيب علي تحويشة العمر التي ضاعت ولن تعود. الغريب ان اقوال الضحايا بعد ضبط كل مستريح واحدة.. كان يدفع لنا فائدة شهرية أعلي من فائدة البنوك واستمر في السداد عدة شهور ثم امتنع عن سداد الفائدة وهرب. الاقوال مكررة عقب كل حادث يتم فيه ضبط الجاني وفي بعض الأحيان يهرب المستريحون الجدد إلي الخارج وتهدأ الأمور ثم تعود مرة أخري لدائرة الضوء بعد سقوط مستريح جديد. الأمر نفسه ينطبق علي أولئك الذين يحتفظون بمبالغ مالية ومشغولات ذهبية في منازلهم تتعدي قيمتها ملايين الجنيهات والعصابة الأردنية التي تم ضبطها أخيرا خير مثال بعد أن استطاعت سرقة ما قيمته حوالي 140 مليون جنيه من منازل الأغنياء.. ورغم مناشدات الاعلام والأمن الا ان العرض مستمر.. متي يفيق المصريون من المستريحين الجدد. حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.