* افتتح الفنان الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية معرض "ما بين..." للفنانة أماني فوزي بقاعة عرض "ايزيس" بمتحف محمود مختار بالجزيرة. يتضمن المعرض مجموعة منتقاة من أعمالها الخزفية في أسلوب عرض مبهر وقطع تعكس شغفها بهذه الخامة مما دعاها الي الابداع في التجريب لتشكيل مقطوعاتها الخزفية المتناغمة. من خلال متابعة أعمال الفنانة نلاحظ اهتمامها الواضح بالمفاهيم الجمالية والزخرفية في الفن الاسلامي وهو ربط ينطوي علي رغبتها في تضمين العمل الخزفي دلالات التأصيل للمرجعية الثقافية والهوية الاسلامية في محاولة للاستفادة من وحدات وموتيفات الفن الاسلامي في النقوش والأشكال والزخارف واستغلتها جميعا لاثراء السطح الخارجي للقطع الخزفية. الرؤية الفنية هي فكرة التجريب وامتداد لرؤي سابقة تنطلق لادراك مفاهيم تشكيلية جديدة وارتبطت رؤية الفنانة بالتجريب في التفكير والاحساس والادراك والخبرات المكتسبة وتفاعلها مع التراث الثقافي بتعمق وتأمل لاثراء ذلك الفكر بمفاهيم الفكر الابداعي واعادة صياغته وخلق حلول سواء للشكل أوللعناصر التشكيلية ودراسة العلاقات الأساسية بينها من خلال معرفة امكانات الخامة المستخدمة في العمل الفني وتطويعها وحيث ان الطين ما بين مرحلتي التشكيل والحرق خامة متمردة لا تنصاع الا لفهم دقيق ومرجعية واعية للرؤية الواضحة في العمل الفني والمُحركة لفكرة الابداع. فكان معرض "ما بين.." رؤية للزمان.. ورؤية للفنان.. فالزمان هوذلك الحيز غير الملموس الذي يشكل تاريخ الانسانية والتراث الثقافي وبالتالي فقد أثر وأثري فن الخزف المعاصر. كما أن الفن الاسلامي أحد الأوجه للثقافات الزمانية المؤثرة في هذا الفن فقد أكمل الخزّاف المعاصر مسار الابداع والتطوير فيه. ومن ثم نجحت أماني فوزي في استيعاب الهوية الثقافية واستحضارها في عناصر الابداع الخزفي مستلهمة من النبع الروحاني لتاريخ الفن الاسلامي وتجلي هذا التأثر علي أسطح قطعها الخزفية رغبة منها في التواصل والربط والاستفادة من القيم الفنية في تناغم مرئي داخل منظومة منسجمة في اطار عرض متكامل لرؤي متنوعة للوحدات الاسلامية التي تعبر عن الايقاع الزمني داخل بناء الشكل الخزفي وعناصره. هذا التجسيد للعناصر النباتية والزخرفية في الفن الاسلامي كان المثار المهم لايجاد حالة بصرية للغة تشكيلية تحمل من الايقاع المطلق ما اختزلته من الذاكرة البصرية لحلول وتجريد معاصرين. امتزجت فيهما ذاكرتها المرئية من الفنون المعاصرة والحداثية مع الجذور النابعة من الهوية مما ضاعف من الامكانات التعبيرية والحيوية في التشكيل علي الأسطح وزادت من براعة منحوتاتها الخزفية قدرتها علي التواصل والانتقال من السكون الي الديناميكية فنري التقاء الخطوط مع مستويات الغائر والبارز في بلورة احداثيات بنائية متكاملة ذات وحدة عضوية واحدة استخدمتها بتعدد رؤي متباينة. ولعبت تلك التناغمات الحركية - بين الأشكال والمساحات بالتبادل والتجميع والتناوب أوبالتتابع والحذف والاضافة - دورا كبيرا كبوابات للكشف عن دلالات غير معتادة بصريا للفن الاسلامي مما أدي الي اكتساب القطع الخزفية المعروضة تلك الطلاقة والمرونة في التأليف بين العناصر الفنية المتضادة منها أوالمترابطة. وتضافرت كل تلك العناصر في اثراء العمل الفني ودراميته وتشهد كل قطعة خزف باخلاص الفنانة لابداعها وما يؤكد ذلك غزارة انجازاتها الفنية وتنوعها. المعرض يوضح هذه التجربة الفنية المتميزة وهو حالة مسترسلة من الاستمتاع بفن الخزف وجمالياته شديدة الخصوصية. أماني فوزي أستاذ الخزف المساعد بقسم التعبير المجسم بكلية التربية الفنية. جامعة حلوان. أقامت العديد من المعارض الخاصة منها "صياغات خزفية معاصرة- 2010" و"حوار بين خزف وزجاج" و"خزف أونلاين- 2013" و"ولا حاجة 1- 2013" و"ولا حاجة 2- 2016". وشاركت بالعديد من المعارض الجماعية وورش فنية للتقنيات الخزفية وحصلت علي عِدة جوائز وشهادات تكريم عن مشوارها الفني في مجال الخزف.