إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يظن أن قضية القدس سوف يطويها النسيان بفعل الزمن فإنه بذلك يكون واهماً.. لأن هذه القضية ستظل هي الشغل الشاغل للأمتين العربية والإسلامية. بل لمعظم دول العالم. القدس أيها الرئيس الأمريكي ليست مدينة عادية سوف ننساها علي مر السنين والأزمان.. بل هي مدينة مقدسة تضم المسجد الأقصي أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.. وقد أسري برسول الله محمد صلي الله عليه وسلم منها وعرج به إلي السماوات العليا حتي وصل إلي سدرة المنتهي. وقد يكون قرارك بالاعتراف بها عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتك إليها سبباً في تفاقم الموقف بالمنطقة. وربما تبدأ منها حرب لا يعرف أحد كيف تنتهي. ليس من حقك يا سيد ترامب أن تعطي مدينة لها قدسية خاصة ولها تاريخ قديم ليس لدي المسلمين فقط. بل ولدي المسيحيين أيضاً لإسرائيل وهي ليست حقاً لها.. وقد جعلت أمريكا ومن قبلها بريطانيا من هذه الدولة شوكة في ظهر العرب.. وسوف نقتلع هذه الشوكة في يوم ما قرب أم بعد ونضعها في أعين من أسسوها ومن عاونوها بالسلاح لتنغص علي العرب حياتهم. وإن لم تر ذلك في حياتك يا سيد ترامب فسيراه خلفاؤك من بعدك.. والأيام دول كما يقولون.. فالضعيف لن يظل ضعيفاً إلي الأبد. والقوي لن يظل قوياً إلي ما لا نهاية. الدول العربية مازالت نشطة في مقاومة هذا العدوان. وتواصل مساعيها لإبطال قرارك يا سيد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.. وقد بدأت الدول العربية مساعي دبلوماسية لاقناع الأممالمتحدة بالاعتراف بدولة فلسطين اعترافاً كاملاً علي أن تكون القدسالشرقية عاصمتها علي حدود ما قبل 1967. ستة من وزراء الخارجية العرب اجتمعوا يوم السبت الماضي في عُمان عاصمة الأردن لمتابعة قرار سابق للجامعة العربية رداً علي اعترافك يا ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل.. وهذا تحول جديد في سياسة أمريكا تجاه منطقة الشرق الأوسط!! في هذا الاجتماع تم تشكيل لجنة من مصر والمغرب والسعودية والإمارات والسلطة الفلسطينية وترأسها الأردن عقب الاجتماع الطارئ الذي عقدته الجامعة العربية في القاهرة ودعت فيه الدول العربية الرئيس ترامب للرجوع في قراره بنقل السفارة الأمريكية إلي القدس. وقد صوتت الأممالمتحدة بأغلبية كبيرة 128 دولة مقابل 7 دول ضد قرار ترامب بشأن القدس قالت الجمعية حينذاك إن قرار ترامب سيؤدي إلي الكثير من العنف في المنطقة. ووصفت هذا القرار بأنه خرق للقانون الدولي. قال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي إن الوزراء الستة سيقدمون توصيات بعدد من الإجراءات لاجتماع كامل لوزراء خارجية الجامعة العربية في اجتماع سيعقد قريباً في وقت لاحق من يناير الحالي. أضاف أننا سنواجه قرار ترامب بالسعي لإصدار قرار من الأممالمتحدة للاعتراف بدولة فلسطين علي حدود 1967 علي أن تكون عاصمتها القدس. وكان قرار ترامب قد أغضب الدول العربية والحلفاء الغربيين الذين يرون أنه ضربة خطيرة لجهود السلام ويهدد باندلاع المزيد من العنف في المنطقة. أكد عادل الجبير وزير خارجية السعودية موقف بلاده من القدس. وأنها ستظل عاصمة لدولة فلسطين.. وأن هذا الموقف ثابت ولم يتغير. كما أعلن الصفدي أنه لا أمن في المنطقة بلا دولة فلسطينية تكون عاصمتها القدس مؤكداً رفض بلاده اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. هكذا يتأكد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن العرب والدول الإسلامية سيستمر كفاحهم من أجل القدس لتبقي عاصمة لفلسطين.. حتي لو أدي ذلك إلي أن يفقد العرب كل العرب صداقة أمريكا لأنها انحازت ضد القانون الدولي وضد إرادة الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومع الكفاح والنضال لن يبقي العود أعوج.. بل سيستقيم وتعود الأمور إلي نصابها الصحيح.