"اهمال تطوير مسار العائلة المقدسة أمام محلية النواب".. عنوان صدمني في صحف الخميس. التهمت عيناي الخبر أسفل هذا العنوان والذي يؤكد أن لجنة الإدارة المحلية برئاسة المهندس أحمد السجيني ناقشت طلب الإحاطة المقدم من النائب تادرس قلدس بشأن خطة الحكومة ومحافظة أسيوط لرفع كفاءة بعض الطرق المؤدية للمناطق الأثرية بأسيوط خاصة بعد دعوة بابا الفاتيكان لزيارة الأماكن التي شهدت رحلة العائلة المقدسة عند زيارتها إلي مصر هرباً من الإمبراطور البيزنطي هيردوس. أكد النائب أن مسار العائلة المقدسة سيمر بنقطتي دير المحرق بالقوصية ودير العذراء بدرنكة.. ولكن للأسف لا يوجد أي اهتمام من جانب المحافظة لتطويرهما وإعدادهما بأشكال فنية وعلمية.. فلا توجد مثلاً أماكن مهيأة للإقامة ولا توجد أسواق ولا تصور لأي أثر يدل علي أن العائلة المقدسة مرت من المكان.. وبشكل عام فمناطق الزيارات غير جيدة والطرق غير مؤهلة. مقدم طلب الإحاطة لفت النظر إلي أن أول فوج محدد له شهر أبريل القادم وبالتالي يتبقي لنا 4 شهور ويجب أن يكون للمحافظة رؤية في التطوير والنهوض بالمنطقة لأنها ستكون فاتحة خير علي المصريين. الكلام خطير.. ويستحق أن يناقش علي كل المستويات وبجدية ومسئولية.. فالحديث عن إحياء مسار العائلة المقدسة شهد العديد من المحاولات منذ السبعينيات.. وفي كل مرة يتعثر ولا يتم البرنامج حتي أهدي بابا الفاتيكان هدية ثمينة لمصر بمباركة الأيقونة الخاصة برحلة العائلة المقدسة إيذاناً بدخولها في نظام الحج السياحي وتعد بذلك مقصداً من المقاصد السياحية. سمعنا حينها طحناً من الكلام عن أننا جاهزون لأول 5 مراحل تماماً من رحلة العائلة المقدسة بوادي النطرون والكنيسة المعلقة بمصر القديمة وكنيسة المعادي.. وأننا بصدد الانتهاء من تجهيز 3 مراحل أخري بالصعيد وإذا بطلب الإحاطة يضرب هذا الكلام في مقتل.. ويؤكد أننا نتكلم أكثر مما نفعل؟! وإذا كانت التوقعات السياحية تؤكد أن اعتماد مسار العائلة المقدسة كمقصد سياحي سيساعد علي تدفق أكثر من مليون سائح لتفقد الأماكن التي شرفت بقدومها من الشرق إلي الغرب طلباً للأمن والأمان والتي شملت أكثر من 14 موقعاً في مصر.. فماذا فعلنا لتوفير خدمات الحجيج من المسيحيين الذين سيتوافدون علينا لرؤية الأماكن والطرق التي سارت فيها العائلة المقدسة ووسائل المواصلات التي استخدموها وهي الدواب والمراكب الشراعية؟ لابد أن يكون لدي وزارة السياحة رؤية شاملة للموضوع بالتنسيق مع المحافظات ووزارتي التنمية المحلية والتخطيط للاستفادة اقتصادياً وسياسياً وتصدير رسالة مجددة إلي العالم أن مصر بلد التسامح والتعايش بين الأديان. وإن "أم الدنيا" أنقذت يسوع من دموية الملك هيردوس.. ولابد أيضاً من التفكير في تقديم الطرق التي سلكوها عبر النيل بشكل جذاب مثلما يفعل غيرنا ممن لا يملكون التاريخ الذي نملكه.. ومع ذلك لديهم القدرة علي جذب الملايين من السياح إلي بلادهم سنوياً. علينا أن نسوِّق لهذه الرحلة بأسلوب علمي وتخطيطي محكم وبعيداً عن أساليب "الفهلوة" أو إطلاق الشعارات وكفي.. لكي لا يتوقف الأمر عند حد مباركة البابا لأيقونة رحلة العائلة المقدسة.. وأن نعمل بكل جدية واهتمام لتوفير المناخ والظروف الجاذبة للاستفادة من هذا المتغير الجديد الذي طرأ علي الساحة. بصراحة.. شيء غريب أن يتحرك غيرنا.. ولا نتحرك نحن بنفس القدر من المسئولية والاهتمام تجاه قضية تخص الصالح العام للاستفادة من زيارة العائلة المقدسة والتي استمرت أكثر من ثلاثة أعوام ومرت بحوالي 14 موقعاً.. وهو الأمر الذي طرحه زميلي الكاتب الصحفي محيي السمري في دراسة تاريخية بالمساء يوم 21 أكتوبر الماضي. وأجد نفسي اليوم مضطراً لكي أضم صوتي لصوته ربما تجد الصرخة آذاناً صاغية خاصة أن الوقت يمر كما قال مقدم طلب الإحاطة النائب سمير قلدس.. والكثير من المسئولين نائمون في العسل!! فهل نتحرك وبسرعة للاستفادة من هذه الرحلة الروحانية بكل الطرق؟.. وهل يخرج علينا مسئول السياحة ببيان محدد المعالم عما تم تنفيذه وما لم يتم ولماذا؟!.. وما هو الوقت المحدد للانتهاء من كل التجهيزات والبرامج التي تتم لمزيد من الجذب؟! بصراحة.. أتمني