الإسكندرية "بلد العجائب" ففي الوقت الذي تعاني منه أسواق أشجار الكريسماس وبابا نويل وهدايا رأس السنة في المقابل نجد اقبالاً كبيراً علي الحفلات بالفنادق الكبري والكافيتريات وابتكر أصحاب الكافيتريات العديد من الطرق الغريبة لجذب الشباب والسهر بأسعار تناسبهم ولعل في البداية الأغرب هي ظاهرة الحفلات كاملة العدد بالرغم من عدم وجود فنانين معروفين لاحياء الحفل بل والأكثر غرابة أن عملية التسويق لتلك الحفلات تعتمد علي الراقصة أكثر من المطرب المشارك فيها وبصورة عامة فإن وزارة السياحة منحت الموافقة حتي الآن إلي 10 فنادق لاقامة حفلات رأس السنة بأسعار تتراوح بين 600 و1400 جنيه وتنخفض الأسعار بباقي الفنادق حسب عدد النجوم وبصورة عامة فقد بدأت الفنادق في حملة تسويق مبكرة علي زبائنها لضمان نجاح حفلاتها التي تشهد اقبالاً كبيراً هذا العام علي عكس العام الماضي بالرغم من غياب النجوم. أما المنافس الجديد هذا العام الكافيتريات السياحية والتي ابتكرت العديد من الأفكار لجذب الشباب فالجزء الأول منها يقيم حفلات ساهرة تمتد حتي الساعات الأولي من الصباح وأغلبها يتخذ من الكورنيش واجهة له وأسعاره تتراوح ما بين 150 الي 300 جنيه ويختلف السعر حسب طلب العشاء وهذه الكافيتريات تعتمد في احياء حفلاتها علي فكرة جديدة وهي اقامة مسابقة في الرقص الشرقي بين الفتيات المشاركات وتصبح الجائزة اعفاء الطاولة التي تجلس عليها من دفع ثمن العشاء والسهرة بأكملها وبذلك تكون الكافيتريا قد وفرت ثمن الراقصة علي حساب الزبائن أما البعض الآخر فيعلن عن مسابقة لأحدث ثنائي راقص أو يكتفي بفقرة غنائية لمطرب سكندري غير معروف مع "الدي جي" والبعض الآخر من الكافيتريات وغالباً ما تكون بمنطقة "الداون تاون" ويسهر بها شباب الجامعات فتبدأ سهرتها منذ الساعة السابعة لمراعاة مواعيد الطلبة وتستعين بعواد أو "دي جي" أو فرقة صغير تعتمد علي مطرب وعازف أورج وتبدأ أسعارها 150 جنيهاً وهناك كافيتريات تقوم بتقديم مسابقة للغناء "الكاريوكي" أي أن يقوم الشاب أو الفتاة بالغناء علي كلمات أغنية تظهر علي شاشة عرض مصاحبة بموسيقي وسط تشجيع الحضور لأحسن صوت وعادة ما تنتهي هذه الحفلات قبل منتصف الليل ومن يتبقي يسهر علي برامج التليفزيون المعروضة علي الشاشات. قامت محلات بيع الحلوي في فتح أبواب الحجز لتورتات العام الجديد والتي تحمل صورة بابا نويل وتبدأ أسعارها من 150 وتتعدي الثلاثة آلاف جنيه إذا كانت مصنوعة من المكسرات والشكولاته فقط نظراً لارتفاع أسعار المكسرات وكذلك البسكويت بأنواعه المختلفة البيتي فور الذي يبدأ سعره من 100 جنيه ليصل الي 250 جنيها حسب المحل كما بلغ سعر شكولاه بابا نويل هذا العام الي 50 جنيهاً للحجم الكبير و20 جنيهاً للصغير. تعاني شجرة عيد الميلاد من الركود في أسواق الثغر سواء كانت طبيعية أو صناعية بأحجامها المختلفة وكذلك الحال بالنسبة لأدوات الزينة التي تزين بها حتي بابا نويل واللعب التي تمثله لا تجد من يشتريها وللمرة الأولي تخلو منطقة المنشية من عشاق شراء هدايا رأس السنة. فيقول أحمد مصطفي تاجر: لم أتوقع حالة الركود التي تشهدها الأسواق هذا العام أثناء قيامي بالتعاقد علي شراء الجديد في مجال اللعب وزينات الكريسماس خاصة مع ارتفاع كل هذه الهدايا لأننا نقوم باستيرادها بالدولار إلا أنه لا يوجد اقبال علي الشراء وكل أملنا أن يتغير السوق في اللحظات الأخيرة قبل الأعياد فسعر الشجرة 450 جنيهاً وأجراس الزينة 25 جنيها والطوق 15 جنيهاً ودمية بابا نويل تتراوح أسعارها من 150 الي 330 جنيها علي حسب الحجم. موضحاً ان خسائرنا كبيرة بعد لجوء الأسر للاستعانة بأشجار العام الماضي للتوفير بدلاً من شراء الجديد. عبد السلام أحمد أحد أكبر موردي أشجار رأس السنة بالإسكندرية فيقول: امتنعت الفنادق عن الشراء هذا العام نظراً لاحتفاظها بالأشجار الصناعية التي قامت بشرائها العام الماضي في الوقت الذي تضاءل فيه الاقبال من أبناء الجاليات الأجنبية علي عملية الشراء ولذلك فإن أشجار الكريسماس تعاني هذا العام من حالة ركود بالرغم من كونها أشجار مصرية حيث لم نستورد هذا العام نظراً لعدم الاقبال علي الشراء. أضاف: المفاجأة هو اقبال العائلات والكافيتريات وبعض الشباب علي شراء زهرة بنت القنصل وهي وردة حمراء كبيرة يتم زراعتها داخل قصيص بلاستيكي أو الخوص القديم ويتم استيراد بذورها من هولاندا ويتراوح سعرها بين 30 إلي 100 جنيه حسب حجمها وهي الأكثر اقبالاً لكونها الأرخص وتضفي روحاً من البهجة علي المكان للونها الأحمر أما الأشجار فتتراوح أسعارها من 250 الي 350 جنيها والزينات تتراوح من 250 الي 350 جنيهاً مما يجعل الفارق بين الشجرة والزهرة كبير في السعر.