تشهد القاهرة خلال هذه الأيام لقاءات متعددة علي خلفية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.. تعقد اليوم قمة ثنائية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. وأفادت الأنباء أنه ستعقد في القاهرة قمة ثنائية أخري بين الرئيس السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن". ولا شك أن قرار الرئيس ترامب سيكون محل مناقشة في هاتين القمتين حيث قوبل هذا القرار باستنكار عالمي لأنه محاولة لتغيير الوضع القانوني والتاريخي للقدس.. وسوف تسفر القمة عن قرارات مهمة تؤكد أن ما فعلته أمريكا ينافي الواقع المتعارف عليه وأن القدس هي عاصمة فلسطين.. والقرار الأمريكي لا يغير من وضعها. إلي جانب هذا الموضوع المهم ستتناول قمة السيسي بوتين العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا من كل الجوانب.. والوضع الإقليمي والعالمي.. ومن المتوقع أن يوقع الرئيسان عقد إقامة محطة الضبعة النووية بتكنولوجيا روسية. وأيضًا عودة رحلات الطيران بين موسكووالقاهرة. وبذلك تعود الأفواج السياحية الروسية لزيارة معالم مصر التاريخية الأثرية وزيارة شواطئها المتعددة. أما عن القمة الثنائية التي تجمع السيسي وأبومازن فإنه من المتوقع أن يرفع أمر القدس إلي مجلس الأمن لاتخاذ قرار يؤكد أنها عاصمة لفلسطين ويحافظ علي المقدسات الدينية بها.. وسيكون هناك تحرك مستمر لكي تتراجع أمريكا عن قرارها. في ضوء ذلك شهدت بعض الجامعات المصرية مظاهرات تنديد بالقرار الأمريكي لأن الجامعات لا يندس بينها المخربون الذين يخرجونها عن هدفها. في اسكتلندا واصلت جماهير نادي سيلتك دعمها للقضية الفلسطينية. ورفعت لافتات خلال مواجهة فريقها أمام "هيبرنيان" بالدوري مكتوبًا عليها "القدسفلسطينية.. تبا لك يا ترامب". أكد الاتحاد البرلماني الدولي أن قرار ترامب بخصوص القدس يتناقض مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 وسيكون له عواقب علي عملية السلام في الشرق الأوسط.. وأن هذا القرار يقوض الوضع القانوني والسياسي لتسوية سلمية بين إسرائيل وفلسطين وأية آمال في إقامة حل الدولتين. قال متحدث باسم خارجية كوريا الشمالية إن قرار ترامب فيه تجاهل لرأي المجتمع الدولي. وأنه يتعين علي الولاياتالمتحدة تحمل المسئولية عما سيحدث في المستقبل. وقال المتحدث إننا نندد بشدة بهذا القرار ونعير عن تأييدنا وتضامننا الواضح لما يقوم به الشعب العربي والشعب الفلسطيني الذين يسعون لتحقيق حقوقهم الشرعية. وشدد المتحدث علي أن إصدار هذا القرار ليس أمرا غريبا حيث إن "العجوز المجنون ترامب" تحدث بصوت جهوري عن تدمير دولة ذات سيادة أمام الأممالمتحدة وسيلاحظ العالم من هو المدمر للسلام والأمن في العالم ومن هو الشخص المارق علي المجتمع الدولي؟! ولازال أبناء الشعب الفلسطيني يواصلون انتفاضتهم ضد قرار ترامب حيث تجددت مظاهرات الغضب لليوم الرابع علي التوالي.. وتواصل قوات الاحتلال إطلاق النار بشكل كثيف تجاه المتظاهرين حيث أصيب العشرات من الشباب الفلسطيني بحالات اختناق من الغاز المسيل للدموع. وتحدت أمريكا غضب العالم فأعلن ديفيد ساترفيلد القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي أن قرار دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لا رجعة فيه. وأشار إلي مبادرة سلام جديدة في مطلع العام القادم! هكذا وقفت أمريكا تتحدي العالم.. وتتحدث عن مبادرة سلام جديدة!! فأي مبادرة يمكن أن تتم في ظل الصلف الأمريكي حيث سقطت كوسيط للسلام وفقدت دورها الحيادي. علي العرب أن يواصلوا احتجاجهم.. ويعظموا من تدخل الأممالمتحدة ومجلس الأمن للحفاظ علي عروبة القدس.. ومع هذا الإصرار سنعود والقدس عاصمة لفلسطين.