شكراً دونالد ترامب فقد أسقطت ما تبقي لدينا نحن العرب والمسلمين من غطاء لنتعري تماماً وتنكشف عوراتنا تماما.. كما فعل أبليس اللعين مع أبينا آدم بعد أن غره بالأماني والخلود.. فعصي آدم ربه وغوي..!! ترامب لم يغرنا بالخلود.. ولكنه أضلنا بالمؤامرات.. الرجل لم يكذب منذ حملته الانتخابية وهو يؤكد عنصريته ضد العرب والمسلمين ولصالح الصهاينة وكسابقيه يعتبر إسرائيل جزءاً من أمريكا بل هي الأبنة المدلل. شكراً ترامب فقد أخزيتنا ونحن نقف أمام المرآه نحاول أن نداري عوراتنا بالرفض والتنديد والشجب والمظاهرات والبيانات والمطالبة بالمقاطعة التي لن تكون حقيقية. شكراً ترامب فقد كشفت للعالم كله أن ما يحدث في المنطقة العربية هي المؤامرة بكاملها وأن من يرفض أن تكون مؤامرة إما واهم أو كاذب أو مضلل.. فماذا بعد القدس؟ نعم القدس محتلة منذ 1967.. وهناك قرار من الكونجرس الأمريكي يعترف بها عاصمة لإسرائيل المحتلة وهو قرار مكمل لوعد بلفور عندما منح من لا يملك أرضاً لمن لا يستحق لتقام دولة علي حساب دولة وشعب.. فماذا بعد؟ لقد كشف ترامب حقيقة هؤلاء الذين يدعون الدفاع عن الإسلام.. أنهم يقتلون الساجدين الراكعين في مسجد الروضة ويتركون خلفهم المسجد الاقصي ثالث الحرمين وأولي القبلتين ولم يطلقوا علي المحتل المغتصب ولو طوبة يطلقون علي أنفسهم أسماء الدولة الإسلامية أو انصار بيت المقدس أو.... أو..... والإسلام منهم بريء وبيت المقدس بلا أنصار اللهم إلا محاولات ضعيفة للدفاع عنه وعن شرفنا المهدر. شكراً ترامب فقد ضربت بالشرعية عرض الحائط وتحديث القانون الدولي بل كافأت المحتل الذي يرفض كل قرارات الشرعية الدولية.. ولم تهتم بأحد حتي حلفاءك في أوروبا الذين رفضوا القرار ويعتبرونه تحدياً للشرعية أو حتي مجرد أنه قرار أحادي الجانب.. لتكشف للعالم كله أن الصهيونية العالمية بقيادة أمريكا وإسرائيل هي التي تدير كل المؤامرات في المنطقة وليس بعيداً عنها كل ما يحدث في الشرق الأوسط. التوقيت الذي اخترته يا سيادة الرئيس الأمريكي كشف عن هوية المتآمرين ضدنا فها هو اليمن السعيد أصبح تعيساً وها هو مقتل رئيسه السابق عبدالله صالح يكشف ثلاثية المؤامرة في الشمال حيث قتل صدام حسين وفي الغرب حيث مصرع معمر القذافي وفي الجنوب حيث كان مقتل صالح في هذا التوقيت المحدد للجريمة النكراء. في نفس الوقت ما يحدث في سوريا من هروب بعض أبناء عصابة داعش من الرقة وإعلان الرئيس التركي أوردوغان أنهم هربوا إلي سيناء.. وفي نفس الوقت تنهال الصواريخ الإسرائيلية علي قواعد عسكرية بجوار دمشق دون أي رد فعلي عالمي أو حتي إقليمي وفي نفس التوقيت تجد أثيوبيا وقد تضامن معها وللأسف السودان في تحد مريب لمطالب مصر فيما يتعلق بآثار سد النهضة. تكتمل الصورة وسط هذا المشهد المريب بقرار ترامب الذي لا يهتم بشرعية أو قانون دولي أو حقوق مسلوبة ولم يهتم حتي بتحذيرات القادة العرب من التأثير السلبي لهذا القرار وتحذيرات الجميع من خطورته لأنه سيشعل الفتنة من جديد في المنطقة وسيؤجج التوترات والصراعات ويساعد علي نشر مزيد من الإرهاب تحت دعوي أن الدين مهدد في القدس..!! شكراً ترامب لقد وحدت الشعوب العربية بنسبة كبيرة بهذا القرار وقدمت درساً لمن أضله إعلام الإرهابيين وكشفت عن حقيقة الإرهاب في منطقتنا ودوره في خدمة الصهيونية بعد أن نجح في إصابة الوطن العربي بالشلل المؤقت حتي تستطيع إسرائيل إكمال جريمتها. منذ 50 عاما شدت مطربة الجبل فيروز بكلمات من القلب تقول: الغضب الساطع آت وأنا كلي إيمان الغضب الساطع آت سأمر علي الأحزان من كل طريق آت.. بجياد الرهبة آت يابهية المساكن.. يا زهرة المدائن عيوننا إليك.. ترحل كل يوم تعانق الكنائس القديمة وتمسح الحزن عن المساجد لن يقفل باب مدينتنا فأنا ذاهبة لأصلي سأدق علي الأبواب وسأفتحها الأبواب وستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسية وستمحو يا نهر الأردن آثار القدم الهمجية الغضب الساطع آت بجياد الرهبة آت وسيهزم وجه القوة البيت لنا.. القدس لنا وبأيدينا سنعيد بهاء القدس بأيدينا للقدس سلام آت. فهل نصدق فيروز بعد خمسين عاماً أم أننا سنكافح ونناضل عبر الفيس بوك والسوشيال ميديا.. هل سنغني وراء فيروز وغيرها في الشوارع أم سيكون لنا نحن العرب والمسلمين دور حقيقي في مواجهة ما يحدث ومن أجل مسح هذا العار؟ هل يأتي الغضب الساطع فعلا.. أم سيظل الغضب في الصدور ويظل هؤلاء المخربون يطلقون نيرانهم الغادرة علي المسلمين العزل في المساجد وعلي المسيحيين في الكنائس ويتركون الصهاينة يعربدون ويستبيحون الحرمات في القدس الشريف؟ أعتقد أن الغضب الساطع قادم وآت فعلا وساعتها سنشكر ترامب عملياً عندما لا ينفعه الندم إن شاء الله وما النصر إلا من عند الله.. وللمسجد الأقصي رب سيحميه!!