قولوا جديداً.. أو افعلوا جديداً.. أو أريحونا وأريحوا أنفسكم وموتوا ببطء.. موتوا بالحسرة والندامة.. اهنأوا بالموت علي يد جارك أو صديقك، أو ابن جلدتك، ابن وطنك.. سبعون عاماً من النضال الحنجوري.. سبعون عاماً نغني ونبكي: القدس لنا.. القدس عربية.. الآن جاء ترامب بل القدس عبرية. بكيت كغيري من طلاب اعلام القاهرة مطلع الثمانينيات وحرقنا علم إسرائيل ونحن نغني ونصرخ: القدس يا مدينة الصلاة.. كنا نهتف ونرفع أيادينا، ونلف الكوفية الفلسطينية حول رقابنا ونردد وراء فيروز »الغضب الساطع آت». مرت السنون.. وأتي الغضب، ولكن ليس علي إسرائيل أتي الغضب من الداخل العربي ليجتاح الأخضر واليابس.. غضب الفشلة، والجهلة، وتجار الدين، والأعراض والأوطان، غضب من ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.. غضب هدم البيت العربي طوبة طوبة، وذهبوا بها إلي البيت الصهيوني ليعلو ويعلو. تقاتلوا لصالح إسرائيل.. تباغضوا ومدوا أياديهم الملوثة بدماء بعضهم البعض للصلح مع إسرائيل. حبسوا ملياراتهم عن أبنائهم، ومنحوها عن طيب خاطر إلي أمريكا.. وأمريكا يعني إسرائيل وإسرائيل يعني أمريكا. ست سنوات، لم تطلق فيها رصاصة علي إسرائيل وانطلقت كل المدافع في كل بيت عربي.. هذا يقتل ذاك، وأنظمة ضد أنظمة.. وبقيت إسرائيل تنعم بأعظم فترة استقرار في تاريخها الدموي، لقد كفينا إسرائيل شر القتال. لمَ تجارب إذا كنا قمنا بالمهمة نيابة عنها؟! لمَ تحرك دباباتها أو طائراتها إذا كانت طائرات العرب، ودباباتهم تذبح بعضهم البعض؟! ترامب، رئيس متهور.. قفز علي مصاعب الداخل، ومحاولات تنحيته بقرار نقل سفارة أمريكا إلي القدس، واعتبارها عاصمة لإسرائيل. ماذا نحن فاعلون غير الشجب والبكاء وأغاني فيروز؟ إذا كان هناك بقايا دماء تجري في عروق العرب فأمامهم فرصة تاريخية بعد أن قام ترامب بتسمية الأسماء بمسمياتها، والقي بالقفاز في وجوهنا جميعاً. احبسوا ال 400 مليار دولار التي جمعها ترامب من دول المنطقة.. قولوا له إننا لم نمت بعد.. بأي اجراء حقيقي.. وليس بالشجب وأحاديث الشرعية الدولية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. افعلوا شيئا أو موتوا.