لا عودة الفريق شفيق. ولا وفاة شادية. ولا انتخابات النوادي الرياضية. يمكن أن تغير قيد أنملة في خريطة مصر ومستقبلها.. لكن ما يستطيع أن يفعل هذا وأكثر هو الشبح الكامن لنا في أقاصي الجنوب. في بلاد الحبشة!! هذا الشبح أو السد لن يجفف شريان حياتنا. ويحرق الأخضر ويحيله إلي موت أصغر فقط. بل هو كذلك اختبار لقوة مصر وإرادتها وكرامتها: فإما أن تجوع وتعري. ثم يتجرأ عليها كلاب البشرية فينهشونها نهشاً. أو أن تغرس مخالبها في عنق الأفعي وأن تفترس عدوها الظاهر فيخشاها كل أعدائها المخفيين!! ليس من حق اثيوبيا أن تضاء لتظلم مصر. ولا أن تشبع لنجوع نحن.. وهذه إرادة الله ولم نتدخل فيها منذ ملايين السنين.. فلسنا من صنع نهر النيل وقاده إلي أرضنا هنا. ولذا فليس من حق أحد أن يغير الطبيعة التي صيغ عليها هذا الكون.. وازالة أية تعديات علي الطبيعة والحياة والجغرافيا حق مشروع للمتضرر وواجب علي كل البشرية.