في مدينة إنتاجية من الدرجة الأولي كمدينة المحلة الكبري وفي تناقض واضح مع الإنتاج ومتطلباته انتشرت المقاهي والكافيهات في شوارع المحلة كظاهرة لافتة للأنظار ومحل استغراب من الجميع. المقاهي انتشرت في شوارع المناطق الراقية كما هي في شوارع المناطق الشعبية بعد أن أصبحت مشروعاً مربحاً لأصحابه رغم عيبها في استقطاب عدد كبير من الشباب. المقاهي امتلأت بروادها فاستولي أصحابها علي الأرصفة المخصصة للمشاه والمارة بل تمددت لتحتل جزءاً من المساحات المخصصة للطرق والشوارع. الجهات المعنية أغمضوا عيونهما عن هذه التعديات التي يدفع ثمنها أهالي المدينة بحرمانهم من السير علي الأرصفة أو الاقتراب من المنطقة المحيطة بالمقاهي والكافيهات التي تضم عشرات الشباب دون مراعاة لحرمة الطريق أو حق المارة والمشاه. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أصبحت هناك معاكسات للفتيات والسيدات المارات أمام المقاهي والكافيهات أو نطاق محيطهم وهو ما سبب حالة من السخط والاستياء وأصبح الفتيات والسيدات لا يرغبن في المرور من هذه المناطق حرصاً علي تفادي سماع أي ألفاظ جارحة من بعض الشباب الجالسين علي المقهي أو الكافيه. يقول محمد علوي مدرس بالتربية والتعليم : إن الأمور زادت عن الحد وتخطت كافة الخطوط الحمراء بعد الانتشار والتكاثر العشوائي بمدينة المحلة الكبري للمقاهي والكافيهات والتي أصبحت تستحق وقفة من السادة المسئولين حيث أصبحت تمثل انتهاكاً لحرية المواطنين وحرم الطريق دون أي ضوابط. بينما أكد عبدالمنعم شلبي من سكان المدينة أن ما يحدث تجاوز كافة القيم والمباديء والأخلاق بعد أن احتلت المقاهي والكافيهات أرصفة الشوارع بل الشوارع نفسها وأنه شخصياً يتضرر من هذه الظاهرة خاصة بسبب السهر حتي ساعات متأخرة من الليل وتصل أحياناً إلي الفجر وهو ما يسبب ازعاجاً لسكان المنطقة الذين يحتاجون لأجواء هادئة ليتمكنوا من النوم والحصول علي راحتهم خاصة أن معظمهم من الموظفين والطلاب الذين يستيقظون مبكراً للذهاب إلي أعمالهم ومدارسهم وكلياتهم ولذلك يحتاجون لأجواء هادئة خلال ساعات الليل ولكن المقاهي والكافهيات وروادها أصبحوا يحرمون السكان من هذا الحق دون أن يحرك ذلك ساكناً لأي مسئول. مصدر رزق وفرص عمل للشباب وفي المقابل أجمع عدد من أصحاب الكافيهات والمقاهي بالمحلة الكبري رفضوا ذكر أسمائهم بأن مشروعاتهم تعتبر مصدر رزق لهم ولعشرات العاملين الذين يعملون بهذه المقاهي والكافيهات بعد أن توفر لهم فرص عمل للانفاق علي أسرهم كما أنها تحتوي الشباب وغير الشباب خلال أوقات فراغهم بدلاً من التسكع في الشوارع حيث يجدون لهم مكانا للتسلية والترفيه عن أنفسهم وبدلاً من الجلوس في المنازل والذي يصيبهم بالملل وحدوث مشاكل مع أسرهم كما أن المقهي أو الكافيه لا يقدم للشباب أي ممنوعات مثل المخدرات وخلافه ولكنه يلتزم بتقديم المشروبات العادية فقط وتوفير بعض الألعاب مثل الشطرنج أو الطاولة والدومينو بخلاف مباريات كرة القدم المشفرة والتي يأتي الشباب لمشاهدتها خاصة المباريات الدولية.