إذا أردت أن تعرف حاضر ومستقبل الأهلي عليك أن تحلل الأصوات التي حصل عليها كل من محمود طاهر ومحمود الخطيب. القراءة الأولي تؤكد أن غالبية الذين أعطوا لطاهر هم من زوار مقرات الأهلي الثلاث لأنهم وجدوا عند طاهر ما يتطلعون إليه.. وإن كان من بينهم من أعطي لبيبو لأنهم واثقون أن بيبو إذا جلس علي كرسي القيادة سيقدم أفضل مما قدم طاهر. نفس القراءة تؤكد أن غالبية الذين أعطوا الخطيب لهم رؤية مختلفة تماما لأنهم بعيدون عن هذه المقرات وتعاملهم مع النادي يختلف عن أولئك الذين هم في قلب النادي ليل نهار.. وهم أيضا تربوا بالفطرة والوراثة علي عشق الخطيب. الأزمة التي سيواجهها الخطيب أنه لن يكون رئيسًا لمن أعطوه أصواتهم.. بل رئيسا لكل الأهلاوية.. يسعي لتحقيق طموح الطرفين.. وأزمة الخطيب ليست في عدم القدرة علي الوصول لهذا المفهوم لأنه وصل إليه بالفعل ووضح ذلك من خلال برنامجه الانتخابي "عائلة الأهلي" والذي تكون أركانه من كل هذه المضامين.. ولكن الأزمة في أنه مطالب بتحقيق الأحلام بسرعة شديدة وبقوة لأنه بدون شك سيكون دائمًا محل اختبار.. وسيكون السؤال المطروح دومًا: هل يستطيع الخطيب.. أم لا؟! وفي رأيي وقت سيشعر أبناء الأهلي أن بيبو وضع لمسته علي النادي وسيشعرون بالفعل أن تغييرا قد حدث. أبناء الأهلي الذين يقيمون ليل نهار في ناديهم ينتظرون مزيدًا من التطوير.. وبناء الفرع الجديد بالتجمع والاستاد الجديد.. والبعيدون عن النادي سينتظرون سماع شيء واحد وهو أن الأهلي شخصية النادي التي تعودوا عليها قد عادت.. الطرف الأول سيظل يقارن بين ما فات وما هو آت.. والطرف الثاني يحلم أن يكون اختياره في محله وأنه كان علي حق. وبين الطرفين يقف الخطيب ورجاله خاصة أصحاب الخبرة العامري والدرندلي ومرتجي والكفراوي ورانيا والوجوه الجديدة الدماطي وقنديل وجوهر والشباب زكريا ومهند والجارحي.. يقف كل هؤلاء ولا مجال أمامهم سوي العطاء وبدون توقف وبكل قوة. وعلي حد علمي بهذه القائمة فإنها قادرة علي القيادة في المرحلة القادمة.. وأفضل ما فيها أنها قائمة واحدة وغير مخترقة.. كما أنها استفادت من السباق الانتخابي في الفترة الماضية.. ومن كل الملفات التي تم فتحها علي كل المستويات سواء الإنشائية أو قطاع البطولة وباتت كل القضايا مطروحة علي الساحة.. وليس أدل علي حسن ظني بما أتوقعه أكثر من تحرك الخطيب لأول مرة ليعرض برنامجه الانتخابي في تأكيد منه علي تقبله لتطور المرحلة وتطور الأفكار وتغير المفاهيم والرؤي.. ولذلك أقولها لأبناء الأهلي تفاءلوا.