أكد عدد من الشخصيات الدينية الإسلامية والمسيحية وقيادات الأحزاب والخبراء الاستراتيجيين أن الجريمة الإرهابية المروعة التي شهدها مسجد الروضة ببئر العبد بشمال سيناء تؤكد أن هؤلاء القتلة تجردوا من كافة مبادئ وقيم الإنسانية. مشددين علي أن الدين الإسلامي الحنيف براء ممن يتبنون الأفكار المتطرفة. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها وكالة أنباء الشرق الأوسط تحت عنوان "لا للإرهابيين أعداء الله والوطن والحياة". والتي أدارها الكاتب الصحفي علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط. وأشار المشاركون في الندوة إلي أن هذه الجريمة تؤكد أن مرتكبيها ومن يقفون وراءهم بالتمويل والتسليح والمساندة. يسعون لترويع الآمنين وحصد أرواحهم وهدم المجتمعات والعبث بأمنها واستقرارها.. لافتين إلي أنه أصبح لزاما علي المجتمع الدولي مواجهة هذا الخطر المستفحل للإرهاب بجدية وفاعلية. وأكد طاهر أبو زيد وزير الرياضة السابق وأمين عام ائتلاف دعم مصر. وحدة الشعب المصري. قائلا: "إن ما حدث خلال الأيام الماضية يؤكد أن جميع دول العالم ليست بعيدة عن الإرهاب. ومن يشعر أن خطر الإرهاب بعيد عنه فهو مخطئ. لافتا إلي أن أفراد الشعب في خندق واحد. بعد أن طالت يد الشر الكنائس والمساجد وأنه ليس أمامنا إلا توحيد الصفوف". وأضاف وزير الرياضة الأسبق. أن وحدة الصف هي التي ستنقذ مصر من هذا الخطر. وأن مصر لن تتخلي أبدا عن سيادتها وريادتها بعد أن امتلكت إرادة سياسية حرة لا تخضع إلي أي إملاءات خارجية. ومن جانبه. أكد الدكتور السيد عبد الباري وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة أن الإرهاب خروج عن الدين وإفساد في الأرض وأن الارهابيين ليسوا مسلمين لأنهم يخالفون تعاليم الدين الإسلامي التي تحرّم قتل النفس والإفساد في الأرض أيا كان نوعه ماديا أوعقليا أو فكريا. وتساءل الدكتور عبد الباري: لأي دين ينتمي هؤلاء القتلة والإرهابيون الذين لا يعلمون شيئا عن ديننا الإسلامي الحنيف الذي يقر بالتعددية الدينية والثقافية والاجتماعية ويقبل الآخر ويتعايش معه؟. مبينا أن الاختلاف واقع في الدين الإسلامي وأن تعدد الخلق وأديانهم سمة من سمات ديننا الحنيف. وقال الكاتب الصحفي علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط إن الحادث الإرهابي الإجرامي الذي استهدف المصلين في بيت من بيوت الله هو "مسجد الروضة" ببئر العبد بشمال سيناء وأسفر عن استشهاد ثلاثمائة وخمسة شهداء. كشف للعالم أجمع الهوية الحقيقية لعناصر الإرهاب بأنهم عناصر معادية للأديان السماوية وأخصها الديانتين الإسلامية والمسيحية معاً وأن دين الإسلام بريء براءة تامة من كافة أقوالهم وأفعالهم وممارساتهم الإجرامية رغم محاولاتهم المستميتة - ومن يمولونهم ومن يعملون لصالحهم - أن يلبسوهم ثوب الإسلام هادفين بذلك الإساءة إليه وتشويه صورته أمام العالم. وأكد "علي حسن" أن ذلك الحادث الإرهابي وغيره من الحوادث السابقة عليه والتي جعلت مصر بحق في حرب حقيقية مع الإرهاب أدت إلي وجود اصطفاف وطني كبير لشعب مصر العظيم الذي يلتف حول قائد مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي وجيش وشرطة مصر في مواجهة ذلك الإرهاب الأسود ومواصلة ملاحقته حتي اجتثاثه من جذوره. وأشار إلي أن قطر وتركيا يتحملان الجانب الأكبر من المسئولية عن ذلك الحادث اِلإرهابي وغيره من الحوادث الإِرهابية التي تجتاح عالمنا العربي والعديد من دول العالم. ومن جانبه. قال القس رفعت فتحي أمين عام مجلس كنائس مصر أمين السنودس الإنجيلي إن الشهداء الذين سقطوا في الحادث الإرهابي الأخير في العريش قدموا للمجتمع العالمي صورة حقيقية عن الوجه البغيض للإرهاب الذي لا يراعي أية حرمات. واعتبر القس رفعت فتحي أنه من أسباب الإرهاب تصاعد الأصوليات والظروف الاقتصادية الصعبة وأسلوب التعليم التلقيني والتنشئة المتشددة التي يتربي عليها البعض بعيدا عن التسامح والإخاء. والخطاب الديني المتشدد الذي يرفض حق المختلف معه في الوجود. والتدخلات الخارجية من دول وأجهزة مخابرات عالمية لتحقيق مصالحها. من جانبه. قال اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجي إن حادث الروضة الإرهابي في شمال سيناء يعد علامة فارقة في الحرب علي الإرهاب لا تقل في حجمها الإجرامي عما حدث في 11 سبتمبر بالولايات المتحدةالأمريكية. فهو الأضخم الذي يحدث في تاريخ مصر الحديث. وأوضح أن العناصر الإرهابية والتكفيرية أرادت تنفيذ حدث ضخم يكون له صدي عالمي. يؤدي إلي افتقاد الثقة بأنفسنا وبالجيش والشرطة والقيادة السياسية. ولذلك وقع اختيارهم علي مكان يتجمع به أكثر من 300 شخص. وأشاد الخبير الاستراتيجي بجاهزية ودرجة الاستعداد العالية للقوات الجوية المصرية. التي استهدفت الإرهابيين منفذي العمل الإرهابي قبل هروبهم. من جانبه. قال المهندس حسام الخولي نائب رئيس حزب الوفد إن مواجهة الإرهاب تتطلب تطويرا في شتي نواحي الحياة وخصوصا في التعليم وتطوير الخطاب الديني وإتاحة فرص عمل للشباب لتفويت الفرصة علي محاولات التنظيمات الإرهابية لاستغلال ثغرات الأمية وغياب الخطاب الديني المعتدل والبطالة. ومن جانبه. أكد اللواء محمد الغباشي مساعد رئيس حزب حماة الوطن أن الحادث الإرهابي بمسجد الروضة أكد بكل يقين وجلاء أن هؤلاء الإرهابيين وما يقومون به من جرائم لا يمت لأي دين بأي صلة وهو عمل من أعمال الإفساد في الأرض ما يستوجب التعامل معهم بكل حزم وقوة لعناصر إرهابية تجردت من الرحمة والإنسانية. وقال "الغباشي" إن هؤلاء الإرهابيين أدوات منفذة لأجهزة مخابرات أجنبية وإقليمية تستهدف زعزعة أمن واستقرار مصر بعد النجاحات المتتالية التي حققتها الدولة المصرية علي الصعيدين الإقليمي والدولي.