خرجت قرية سعود مركز الحسينية بمحافظة الشرقية عن بكرة أبيها لاستقبال الشيخ محمد عبدالفتاح رزيق إمام مسجد الروضة ببئر العبد بشمال سيناء الذي استهدفته عناصر إرهابية أثناء صلاة الجمعة في حادث أسفر عن استشهاد 305 أشخاص وإصابة 128 آخرين بالهتاف "تحيا مصر.. تحيا مصر" الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة في مواجهة الإرهاب وقاموا بحمله علي الأعناق والصعود به إلي شقته بالطابق الثاني بمنزل والده عقب خروجه من المستشفي بعد تماثله للشفاء وقام باحتضان ابنه الوحيد يوسف البالغ من العمر عاماً ونصف العام. قال الشيخ محمد ل"المساء" إنه سعيد بعودته إلي منزله وبكي عندما شاهد محبة الناس وتوافد الأخوة الأقباط عليه والذين حملوا الورود معهم وكانت لفتة طيبة منهم ما يؤكد علي أننا في ترابط إلي يوم الدين وأن زارع الفتنة والشر بيننا لن يحصد إلا الشوك. أضاف إمام مسجد الروضة إنه عقب تماثله للشفاء سيعود إلي عمله بالمسجد لمواصلة الدعوة والعمل بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلي الله عليه وسلم مؤكداً أنه أصبح لا يهاب الموت بعدما عاشه بنفسه ولن يفكر في ترك عمله بالمسجد أو النقل لمحل إقامته حتي آخر نفس في حياته وأن روحه فداء للوطن وترابه. دعا الشيخ محمد أبناء الوطن إلي الالتفاف حول القيادة السياسية ورجال القوات المسلحة والشرطة من أجل إجهاض كافة المخططات التي تدبرها دول الشر وأذرعها في الداخل والخارج والقضاء عليهم حتي تنعم البلاد بكل الاستقرار مؤكدا أننا لن نرفع راية الاستسلام وسنظل ننشر سماحة الدين الإسلامي ولن تخيفنا الأعمال الإرهابية والتهديدات "الفشنك". أضاف أحمد شقيق الشيخ محمد إن منزلهم اكتظ بالأهالي من أبناء القرية والقري المجاورة الذين حضروا لتهنئة الشيخ بسلامة العودة إلي منزله وظهر معدنهم الأصيل. وقالت فاطمة محمد حسن والدة إمام المسجد وهي تبكي: "الآن ردت إلي روحي وربنا ينتقم من الظلمة المفسدين في الأرض". قال عبدالفتاح محمود والد الشيخ محمد "الحمد لله علي عودة ابني إلي منزله ومصر ستبقي آمنة لأننا علي طريق الحق. والإرهاب علي طريق الباطل". أشار علاء رشدي ابن عم إمام مسجد الروضة إلي أن ابن عمه بكي عند خروجه من المستشفي وقرأ الفاتحة علي أرواح الشهداء وتوجه إلي الله بالدعاء أن يقتص من المجرمين أعداء الله لافتا إلي أن ابن عمه أكد له انه كان يأمل في نقله إلي محل إقامته بالشرقية من قبل ولكن بعد الحادث الإرهابي أبلغهم انه سيستمر في عمله بمسجد الروضة حتي يقضي الله أمراً كان مفعولا. كانت مجموعة من رجال الدين المسيحي زارت الشيخ محمد قبل مغادرته المستشفي وقاموا بمعانقته وتوجهوا إلي الله بالدعاء أن يُتم شفاءه وباقي المصابين ويحفظ مصر من كل سوء وأهدوا "آية قرآنية" للشيخ محمد.