أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي تطلع مصر لتعزيز العلاقات مع قبرص في جميع المجالات. خاصة البرلمانية.. ومواصلة التنسيق مع تلك الدولة لتعزيز الاستقرار في المنطقة. قال الرئيس في كلمته خلال الجلسة الخاصة التي عقدها مجلس النواب القبرصي بحضور الرئيس نيكوس أنستاسيادس إن مصر وقبرص ترتبطان بعلاقات عميقة الجذور تاريخياً. مثمناً المواقف القبرصية المؤيدة لخيارات وإرادة الشعب المصري.. وأضاف أنه يشعر بالفخر لتواجده داخل مجلس النواب القبرصي الموقر. منوهاً بأن مصر كانت وطناً ثانياً للمواطنين القبارصة وساندت حركة الكفاح الوطني ونضال الشعب القبرصي من أجل الاستقلال. واستشهد "السيسي" بالصداقة التي جمعت بين الزعيم جمال عبدالناصر ورئيس قبرص الأسبق مكاريوس الذي ساند جهود مصر الرامية إلي إنشاء حركة عدم الانحياز وشارك في قمة الحركة بالقاهرة عام 1964 التي دعا خلالها الدول الأعضاء إلي دعم استقلال قبرص. معرباً عن تطلعه لتعزيز العلاقات بين البرلمانين المصري والقبرصي وتفعيل جمعية الصداقة البرلمانية لتعزيز العلاقات بين البلدين. فيما يلي نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام البرلمان القبرصي: فخامة الرئيس نيكوس أنستاسيادس رئيس جمهورية قبرص.. السيد ديميترس سيلوريس رئيس برلمان دولة قبرص.. السادة نواب البرلمان.. السادة الحضور.. أشعر بالفخر لتواجدي بينكم اليوم في مجلسكم الموقر.. وأود بداية أن أتقدم لكم بالتحية لتمسككم بدورية انعقاد جلسات المجلس بما يعكسه ذلك من ترسيخ لمبادئ الديمقراطية رغم استمرار القضية القبرصية دون تسوية حتي الآن. حيث كنت أتمني أن أتواجد بينكم اليوم بكامل الهيئة للمجلس وبحضور الأعضاء المتغيبين عن جلساته منذ ديسمبر ..1963 وإنني علي ثقة أن إصراركم وجهودكم الصادقة الدءوبة تحت قيادة الرئيس أنستاسيادس ستسفر يوماً عن تسوية هذه القضية المصيرية والحيوية ليس لكم ولشعب قبرص فقط. ولكن لمنطقة شرق المتوسط بأسرها. إن حرصي علي التواجد بينكم اليوم يأتي استمراراً للموقف المصري المؤيد لجهود قبرص السلمية لمحاولة إعادة توحيد الجزيرة. وتأكيداً علي مساندتنا لتلك الجهود بالشكل الذي يتطلع إليه الشعب القبرصي. روابط الصداقة والمودة السيدات والسادة.. إن روابط الصداقة والمودة بين شعبينا تضرب بجذورها عبر التاريخ إلي وقتنا هذا. وانني لأشعر اليوم باعتزاز لأنقل لكم رسالة تقدير من الشعب المصري علي مواقف شعبكم النبيلة في دعم التطورات السياسية المهمة التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية بعد ثورة 30 يونيو عام 2013 التي أكد خلالها الشعب المصري هويته التاريخية العريقة وتطلعه إلي الدولة المدنية الحديثة من خلال مشاركته الكبيرة في مختلف مراحل التحول الديمقراطي في مصر التي بدأت بالاستفتاء علي الدستور الجديد في يناير 2014 ثم الانتخابات الرئاسية في مايو 2014 وصولاً إلي الانتخابات التشريعية وتأسيس مجلس النواب الحالي في ديسمبر 2015 الذي يضم 596 نائباً ويشهد أكبر نسبة تمثيل للمرأة والشباب. علاوة علي تمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة. التحرر الوطني السيد رئيس البرلمان.. السادة النواب.. لقد كانت مصر وطناً ثانياً للمواطنين القبارصة الذين عاشوا فيها لفترات طويلة ومازالوا مرتبطين بها وبشعبها. كما ساندت مصر حركة التحرر الوطني وكفاح الشعب القبرصي من أجل الحصول علي الاستقلال عام 1960. يضاف إلي ذلك علاقات الصداقة بين الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس مكاريوس التي ساهمت في تعزيز أواصر الصداقة بين شعبي البلدين.. من جانب آخر ساند الرئيس مكاريوس جهود مصر في تأسيس حركة عدم الانحياز. كما شارك كذلك في القمة الثانية للدول الأعضاء التي عقدت في القاهرة عام 1964 التي أعربت عن شواغل الحركة حيال التهديدات التي تعرضت لها قبرص آنذاك. ودعت الدول الأعضاء إلي الالتزام بميثاق الأممالمتحدة من خلال تأكيد دعم استقلال قبرص وسيادتها ضد أي تدخلات خارجية. وفي إطار هذا التاريخ الكبير من العلاقات المتميزة بين الشعبين المصري والقبرصي.. أود أن أعرب اليوم عن تطلعنا إلي تعزيز العلاقات بين برلمانيي البلدين وتفعيل جمعية الصداقة البرلمانية بين بلدينا للارتقاء بالبعد الشعبي للعلاقات المتميزة بين مصر وقبرص. وهو الأمر الذي لمست اهتمام مجلسكم الموقر به خلال لقائي مع الرئيس السابق لمجلس النواب القبرصي أثناء زيارته إلي مصر في ابريل .2016 مجموعة أزمات متلاحقة السيدات والسادة.. تمر منطقة شرق المتوسط بفترة من عدم الاستقرار نتيجة مجموعة أزمات متلاحقة ومتشابكة.. حيث تسببت الأوضاع في سوريا وليبيا في موجات غير مسبوقة من الهجرة غير الشرعية. كما نتج عن هذه الأزمات تزايد قدرات وأنشطة العناصر الارهابية. بما يضع علينا جميعاً مسئولية كبيرة للتأكد من تحقيق الحماية اللازمة والواجبة لشعوبنا من هذه الأخطار. باعتبار الحق في مقاومة الإرهاب أحد أهم حقوق الإنسان. حيث لا يمكن تحقيق تطلعات الشعوب نحو المستقبل الأفضل دون تأمين حقهم في الحياة الآمنة أولاً.. وأود أن أنتهز تلك المناسبة لأعرب للشعب القبرصي عن تقديرنا العميق لدعمه لمصر في حربها ضد الإرهاب الذي يهدف إلي زعزعة استقرار الشعب المصري وأمنه وإحداث تمزيق في النسيق الاجتماعي لشعب عظيم أثبت علي مدار التاريخ وحدته غير القابلة للانقسام ونبذه للأفكار المتطرفة وحرصه علي التعايش السلمي بين جميع أبنائه. كما أؤكد أيضا التزامنا بالتعاون مع الحكومة القبرصية لتوفير الأمن لشعبينا ولجميع شعوب المنطقة التي تساند مؤسساتها الوطنية في حربها ضد الإرهاب الآثم. بما يمثله من أخطار علي حياة الشعوب.. إننا نؤمن بأن التصدي للإرهاب باعتباره أحد أهم المخاطر التي يتعرض لها العالم لن يتأتي إلا من خلال تضافر جهود المجتمع الدولي علي عدة مستويات يتم العمل فيها بالتوازي سياسياً من خلال التصدي بحسم للدول الداعمة والممولة للإرهاب. وأمنياً من خلال تبادل المعلومات والخبرات. وتنموياً من خلال توفير الظروف المعيشية الكريمة للمواطنين. وثقافياً من خلال تعزيز الحوار بين الحضارات وتطوير الخطاب الديني والفكري بهدف قطع الإرهاب من جذوره. وهي كلها جهود نعمل علي تبنيها في مصر لتصبح نموذجاً للمنطقة التي نأمل أن تستعيد هدوءها واستقرارها. وفي هذا السياق فقد كان طبيعياً أن تسعي مصر لتعزيز التنسيق السياسي مع قبرص لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة بشكل يعكس العلاقات التاريخية والثقافية القوية بين البلدين ويسهم في الارتقاء بقدرتنا علي التصدي للمشكلات التي تواجهنا. فخامة الرئيس نيكوس أنستاسيادس رئيس جمهورية قبرص.. السيد ديميترس سيلوريس رئيس برلمان دولة قبرص.. السيدات والسادة.. لقد أتيت لقبرص اليوم وكلي ثقة أننا سننجح في التغلب علي التحديات التي تفرضها علينا الأوضاع في شرق المتوسط. وأن حكومتي البلدين ستظلان تحظيان بدعم مجلسي النواب في الدولتين في هذا الصدد. وآمل أن تنجح تلك الزيارة في فتح مجالات جديدة للتعاون بين مصر وقبرص وتدفع أطر التعاون القائمة بالفعل بين البلدين إلي آفاق أرحب وأوسع. مرة أخري أتوجه بالشكر لكم جميعاً علي استضافتي بينكم اليوم.. متمنياً لكم دوام التوفيق والنجاح لتحقيق مصالح الشعب القبرصي الصديق.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كان الرئيس السيسي قد قام أمس بزيارة البرلمان القبرصي في إطار الزيارة التي تمتد لمدة يومين. دفع العلاقات صرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عقد جلسة مباحثات ثنائية مع ديمترس سيلوريس رئيس البرلمان القبرصي.. حيث أعرب عن سعادته بزيارة البرلمان القبرصي والالتقاء برئيسه وإلقاء كلمة أمام نواب المجلس. مؤكداً اعتزازه بما يمثله ذلك من تقدير وما يعكسه من عمق العلاقات بين مصر وقبرص علي مختلف المستويات. قال المتحدث: تم التأكيد خلال اللقاء علي الحرص المتبادل بين الدولتين علي دفع العلاقات المتميزة بين الشعبين المصري والقبرصي. خاصة علي صعيد العلاقات البرلمانية من خلال تفعيل جمعية الصداقة البرلمانية للارتقاء بالبعد الشعبي لهذه العلاقات. كما تناول اللقاء عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.. مشيرا إلي أن الرئيس شارك بعد ذلك في جلسة خاصة للبرلمان القبرصي. حيث ألقي رئيس البرلمان القبرصي كلمة أشار فيها إلي أن هذه الجلسة الخاصة بحضور سيادته تعد حدثاً تاريخياً في قبرص. مشدداً علي قوة العلاقات بين البلدين ووقوف مصر إلي جانب استقلال قبرص ودعمها لقضيتها. كما أكد رئيس البرلمان القبرصي خلال كلمته حرص بلاده علي تعزيز علاقات الشراكة القوية التي تجمعها مع مصر ودفعها للأمام علي جميع الأصعدة.