حصاد كبير ونتائج ملموسة حققتها زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الثالثة إلي فرنسا.. في مجالات عديدة يتصدرها الاقتصاد والاستثمارات والتسليح والتعاون العسكري والأمني بين القاهرة وباريس. استغرقت الزيارة 4 أيام وتميزت بخصائص عديدة أهمها عقد لقاءات منفردة مع أبرز قادة ورموز الدولة في فرنسا وفي مقدمتهم الرئيس إيمانويل ماكرون الذي التقاه الرئيس السيسي في أول لقاء قمة يجمع بينهما. كما التقي الرئيس السيسي برئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب ورئيس الجمعية الوطنية الفرنسية "مجلس النواب" فرانسوا دوروجي. ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه ووزير الداخلية جيرارد كولوم ووزير الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي ووزير الشئون الخارجية جان أيف لودريان ووزير الاقتصاد برونو لومير. لقاءات الرئيس السيسي بكبار المسئولين الفرنسيين أتاح فرصا كبيرة للتواصل بين الجانبين وتصدرت الجوانب الاقتصادية اهتمامات الرئيس بحسبان فرنسا شريكا اقتصاديا واستثماريا وتنمويا كبيرا لمصر حيث التقي الرئيس رؤساء 25 شركة فرنسية بعضها يعمل في مصر والبقية تسعي لدخول السوق المصرية للاستثمار و تنفيذ المشروعات وقد تم خلال الزيارة توقيع 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات عديدة تبلغ قيمتها نحو 400 مليون يورو. حققت الزيارة أبعادا استراتيجية وسياسية واقتصادية حيث وجه الرئيس السيسي رسائل إعلامية عميقة الأثر إلي الشعب الفرنسي ومن خلاله إلي أوروبا والعالم من خلال حديثين مطولين مع اثنتين من كبري وسائل الاعلام الفرنسية وأكثرها انتشارا في فرنسا وأوروبا وهما صحيفة لوفيجارو وقناة فرنسا 24 التليفزيونية ومن خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس ماكرون الذي شهد حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي بقوة وثقة وإقناع عن كل ما يثار من تساؤلات تتعلق بالأوضاع في مصر وخاصة حقوق الانسان ومواقف مصر السياسية إزاء العديد من القضايا. أكد الرئيس خلال حواره لصحيفة لوفيجارو أن العلاقات بين مصر وفرنسا قديمة وعميقة وازدادت قوة خلال السنوات الثلاث الأخيرة علي جميع الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية. وتوقع أن تشهد السنوات القادمة مزيدا من التعاون والتشاور غير المسبوق بين البلدين. وأثناء القمة التي جمعت الرئيس السيسي بنظيره الفرنسي تناولت المباحثات عددا من مجالات التعاون المشترك حيث اتفق الرئيسان علي إعلان عام 2019 عاما للثقافة والسياحة المصرية الفرنسية ليعكس عمق الروابط الثقافية والحضارية المشتركة بين البلدين. وشهد الرئيسان السيسي وماكرون عقب اللقاء مراسم التوقيع علي إعلان مشترك لتعزيز التعاون الثقافي والتعليمي والفرانكفوني والجامعي والعلمي والفني. حيث وقع الجانبان عددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وإعلانات النوايا بقيمة تبلغ نحو 400 مليون يورو في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة والبنية الأساسية والحماية الاجتماعية والنقل بمختلف فروعه البحرية و البرية و مترو الأنفاق فضلا عن التدريب وبناء القدرات. كما ناقش الرئيس السيسي مع نظيره الفرنسي سبل مكافحة الإرهاب الآثم الذي عانت مصر وفرنسا من شروره كما تناولا الأوضاع في ليبيا التي يمثل تحقيق الأمن والاستقرار فيها أهمية خاصة لكلتا الدولتين. وكذا تطورات الأوضاع في سوريا والعراق ومنطقة الساحل والصحراء بالقارة الافريقية. وسبل المعالجة الشاملة لظاهرة الهجرة غير الشرعية فضلا علي العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي بعد توقيع وثيقة أولويات المشاركة لتعزيز التعاون بين الجانبين في يوليو الماضي.