تعيش إسبانيا علي فوهة بركان سياسي بعد تصاعد الأحداث بها إثر تصويت قرار إقليم كتالونيا لصالح الانفصال عن مدريد وهو ما رد عليه رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي بإقالة حكومة الإقليم وملاحقة قادته بتهمة العصيان وحل البرلمان فيما رفض العالم الاعتراف بالكيان الجديد. وفور إعلان حكومة كتالونيا الاستقلال عن إسبانيا بعد تصويت البرلمان بنسبة 58% وتحويل الإقليم إلي جمهورية بدلاً من صيغة الملكية الدستورية في إسبانيا سارع البرلمان الإسباني الاتحادي إلي تفعيل المادة 155 بالدستور وأقر بحكم مدريد المباشر علي الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي. وحدد رئيس الوزراء الإسباني راخوي موعد 21 ديسمبر القادم موعداً لانتخابات جديدة في كتالونيا وذلك بعد إقالة الحكومة وحل البرلمان المحلي. وأعلن متحدث باسم النيابة العامة الإسبانية إنه سيجري توجيه تهمة العصيان لقادة الإقليم الكتالوني الذين وقفوا وراء عملية الانفصال. من جانبها دعت الجمعية الوطنية الكتالونية أكبر جماعة سياسية مؤيدة للاستقلال موظفي حكومة الإقليم إلي عدم إطاعة الأوامر الصادرة من مدريد داعية إلي تنظيم مظاهرات احتجاجية. وساند العالم موقف الحكومة الإسبانية وأعلنت جميع دول الغرب تقريباً عدم اعترافها بقرار استقلال كتالونيا. قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيدز نوريت ان كتالونيا جزء لا يتجزأ من إسبانيا والولايات المتحدة تؤيد الإجراءات الدستورية التي اتخذتها مدريد. وفي باريس أكد وزير الخارجية الفرنسي جون ايف لودريان متابعته بقلق تطورات الأوضاع في كتالونيا مشيراً إلي رغبة فرنسا ان تظل إسبانيا قوية ومتحدة. وقال إن حكومة مدريد هي المحادث الوحيد لفرنسا داعياً إلي ضرورة احترام الدستور الإسباني وإلي أخذ دولة القانون في الاعتبار عند بحث التطورات في كتالونيا. وأوضح وزير خارجية فرنسا أنه لهذا السبب فإن بلاده لا تعترف بإعلان الاستقلال الذي أقره برلمان كتالونيا. كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعرب في وقت سابق عن دعمه التام للحكومة الإسبانية. وأكد رئيس البرلمان الأوروبي انطونيو تاجاني إنه لن يعترف أي أحد بإعلان إقليم كتالونيا الاستقلال عن إسبانيا ووصف تاجاني إعلان البرلمان الكتالوني استقلال الإقليم عن إسبانيا بأنه يعد خرقاً لسيادة القانون. الاستثناء الوحيد حتي الآن من جانب ابخازيا حيث أعلن نائب وزير الخارجية الابخازي كان تانيا ان بلاده مستعدة للنظر في مسألة الاعتراف باستقلال كتالونيا في حال تسلمت طلباً بهذا الشأن مشيراً إلي ان الجانب الابخازي مهتم بتعزيز العلاقات مع السياسيين الكتالونيين.