السياحة المصرية تنزف.. هذه حقيقة والكل يدركها.. سواء من هم داخل القطاع السياحي أو خارجه.. وليست هذه الحالة أول أو آخر أزمة تتعرض لها السياحة. فكم من أزمة اصطدمت بها هذه الصناعة القوية منذ الثمانينيات في القرن الماضي.. وكانت تخرج منها أقوي مما كانت.. وعلي سبيل المثال لا الخصر. فقد كانت هناك أزمة أحداث الامن المركزي التي هزت مصر كلها وكان من نتيجتها نزول الجيش في جميع المناطق والميادين وحتي في أقسام الشرطة.. وبطبيعة الحال كان قطاع السياحة أول من تأثر.. وتوالت الغاءات الحجوزات من مختلف الاسواق واعتقد بعض المتشائمين وقتها ان هذه نهاية السياحة وإنها لن تقوم لها قائمة.. وما إن انقشعت الغمة حتي تضاعفت الحجوزات وعادت السياحة أقوي مما كانت . نفس الحال في أحداث الارهاب خلال التسعينيات.. وكانت السياحة مستهدفة وظهر ذلك بكل وضوح في حادث الاقصر المشئوم الذي راح ضحيته أكثر من 60 سائحا من مختلف الجنسيات خاصة السويد وفرنسا وانجلترا وغيرها.. وبصراحة كان هذا الحادث ضربة قاصمة لصناعة السياحة حتي إنني شاهدت بنفسي بعض رموزالقطاع السياحي وهم يبكون ويصرخون وكنت وقتها مرافقا للوفد السياحي المصري برئاسة د. ممدوح البلتاجي وزير السياحة الاسبق في بورصة لندن السياحية.. لكن الرجل قاد السفينة بكل اقتدار وتخطي الصعاب ونجح في إقناع كبار منظمي الرحلات بالخارج أن يتحولوا إلي مناصرين لمصر بعد ان تأكدوا أنهم معنا في قارب واحد وان نجاح السياحة المصرية هو نجاح لهم ومضاعفة لارباحهم الطائلة التي يحصلون عليها من استمرار التدفقات السياحية إلي مصر. والآن نتساءل: لماذا تغير الوضع وزادت نبرة التشاؤم؟.. فمنذ اندلاع الثورة المصرية في يناير الماضي وحتي الآن لا نسمع إلا عويلا وشكوي من إنحسار الحركة السياحية . السؤال الذي يطرح نفسه الآن إلي متي يستمر هذا البكاء علي اللبن المسكوب؟ ** لماذا لا يفيق القطاع بشقيه الرسمي والخاص وينتصر لنفسه؟ أثق في قدرة هذا القطاع لينتفض من جديد ويعيد الحياة إلي شريان السياحة دون ان ينتظر "بلتاجي جديد".. تتعلق به الآمال في إنعاش السياحة!!