أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن إجراء مصالحة مع جماعة "الإخوان" في فترة حكمه للبلاد ليست قراره وإنما قرار الشعب المصري. قال الرئيس -في حواره مع قناة "فرانس 24" الليلة الماضية رداً علي سؤال حول امكانية إجراء مصالحة مع "الإخوان": الإجابة علي هذا السؤال ليست عندي بل عند الشعب المصري. مؤكداً أن الشعب المصري في حالة غضب شديد ويجب علي الآخرين وضع ذلك في الاعتبار. وصف الرئيس السيسي السؤال عن الحريات العامة وحقوق الإنسان ب "المهم جدا".. مؤكداً حرصه علي توضيح ذلك. لأنه من المهم معرفة أن مصر حريصة علي احترام المواطنين والمحافظة عليهم ومساعدتهم. أشار الرئيس إلي حجم الارهاب والتطرف الذي تواجهه مصر. وكذلك الوضع المماثل الذي حدث في دول أخري. وترتب عليه تشريد مئات الآلاف والملايين حتي خرجت الأمور عن السيطرة.. وقال: أنا مسئول عن أمن وسلامة 100 مليون مصري. وجه الرئيس سؤالاً لمنظمات حقوق الإنسان: الشهداء وأسرهم من الأطفال والأرامل والأمهات اللاتي فقدن أبناءهن في كل حوادث الإرهاب خلال الثلاث سنوات الماضية.. فين حقوق الإنسان ليهم؟!.. مشيرا إلي أنه تجري محاكمات عادلة طبقا للقانون لكل متهم في مصر. أكد أنه لا يوجد معتقل سياسي في مصر.. موضحاً أن هناك إجراءات تقاض حقيقية تتم من خلالها مراعاة كل الاجراءات القانونية طبقاً للقانون المصري. ومستعدون لاستقبال وفود من الدول الصديقة للتأكد من الإجراءات. أكد الرئيس أننا مع دول الخليج في حفظ أمنها واستقرارها. وأن مصر جزء من الأمن القومي العربي الذي يشمل أمن واستقرار دول الخليج.. مشدداً علي أن مصر تدعم أي إجراءات تضمن استقرار دول الخليج. وحول العلاقات مع إيران.. قال الرئيس إن علاقاتنا مقطوعة مع إيران منذ قرابة ال 40 عاماً. ونسعي لتخفيف التوتر الموجود وضمان أمن أشقائنا في الخليج. أكد الرئيس أنه يدعو جميع شباب العالم لحضور مؤتمر الشباب القادم في شرم الشيخ لحضور التجربة التي أطلقتها مصر مع شبابها علي مدار الفترة الماضية.. لافتاً إلي أنها كانت فكرة ثرية للغاية. وتطورت لتشمل شباب العالم. قال الرئيس إنه حدث تقدما في تجديد الخطاب الديني رغم أن الفكرة حساسة جداً وهناك تحفظ شديد عند التعامل معها.. مشيرا إلي أن مؤسسة الأزهر في مصر هي المعنية بهذا الأمر وتتحرك فيه. وأن الجهود المبذولة لتصل لنتائج نشعر بها فيما يتعلق بتجديد الخطاب الديني تأخذ وقتاً أكبر من ذلك. أوضح أن مصر جزء من افريقيا وأن عودة علاقتنا بأشقائنا وشركائنا في افريقيا أمر طبيعي جداً. ليس فقط لما قبل فترة الغياب ولكن أكثر من ذلك. وهذه سياسة ثابتة لمصر تجاه أشقائها في القارة. أضاف أن الإرهاب لا يضرب مصر أو الدول العربية فقط. بل يهدد المنطقة بأكملها وأوروبا. لافتاً إلي أن مصر نادت منذ سنوات بضرورة تكاتف كل دول العالم لدحره. لأنه التحدي والتهديد الحقيقي للإنسانية والاستقرار والأمن في العالم بأكمله. أشار إلي أن النجاح الموجود في سوريا والعراق سيترتب عليه انتقال العناصر الارهابية من هذه الجبهة في اتجاه ليبيا ومصر وسيناء وغرب افريقيا. لذا التكاتف ضرورة لمنع وصول هؤلاء المقاتلين أو الأسلحة أو التمويل لهم. مؤكداً أن مصر استطاعت خلال العامين والنصف الآخيرين تدمير 1200 سيارة محملة بالأسلحة والذخائر والمقاتلين. علق الرئيس علي حادث الواحات الإرهابي.. قائلا: محدش يقدر يؤمن بنسبة 100% حدود ممتدة ل 1200 كيلو في مناطق صحراوية زي الصحراء الكبري الموجودة. أضاف أن الجهود المشتركة التي ينادي بها دائماً تمنع وصول الأسلحة والذخائر والمقاتلين إلي الأراضي الليبية. أكد حرصه علي عودة الاستقرار إلي ليبيا والقضاء علي الإرهاب والتطرف ووحدة أراضيها والحل السياسي للأزمة. موضحاً أن هناك فرصة لتسوية سياسية في ليبيا.. وقال: نرعي الاتفاق بين الأشقاء الليبيين حتي يصلوا إلي حل سياسي.