يبدو أن أزمة اضطهاد مسلمي الروهينجا باقليم "راخين" بدولة ميانمار سوف تستمر حتي يتم القضاء علي أكبر عدد من المسلمين الذين يمثلون أقلية هناك في مواجهة الأغلبية البوذية التي تمثل تسعين بالمائة من سكان ميانمار "بورما سابقاً". الدكتور عمر الفاروق المتحدث الإعلامي باسم مسلمي بورما أكد أن نظام الحكم في "بورما" يقوم بهدم المساجد والبيوت بل والمقابر الإسلامية. وقال "الفاروق" خلال ندوة نظمها حزب الاستقلال منذ يومين بالجيزة إن سلطات بورما قتلت حتي الآن حوالي مليون مسلم من سبعة ملايين يقيمون في اقليم راخين وذلك وفقاً للنشرة الإخبارية لمجلس حقوق الإنسان الدولية. ورداً علي من يقول إن هناك فبركة ومبالغة بشأن مسلمي بورما قال الفاروق إن تسعين بالمائة مما ذكر علي السوشيال ميديا صحيح وأن القمر الصناعي لا يكذب. قناة "سكاي نيوز" الإخبارية أكدت أن الجيش في ميانمار يستخدم في هجومه الوحشي مدافع الهاون والرشاشات الثقيلة لاستهداف المسلمين الذين كانوا في طريقهم إلي بنجلاديش المجاورة. رغم مواجهته أفراداً غير مسلحين. وبالمثل قال تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أمس إن أحد مسئولي الأممالمتحدة ذكر أن رئيسة البعثة الأممية في ميانمار الكندية ريناتا لوك ديسالين حاولت منع مدافعين عن حقوق الإنسان من زيارة مناطق الروهينجا الهامة. وأضاف أن المسئولة الأممية حاولت منع نشطاء حقوق الإنسان من السفر إلي مناطق الروهينجا كما حاولت أيضاً إغلاق التحقيق العلني في القضية وعملت علي عزل العاملين الذين حاولوا التحذير من احتمالية حدوث تطهير عرقي. أضف لذلك أن اثنين من الدول الكبري هما الصين وروسيا تدعمان حكومة ميانمار في حرب الإبادة والتطهير ضد مسلمي الروهينجا بدعوي أن تقارير الابادة الجماعية المتهمة بها حكومة ميانمار غير دقيقة. وبالأمس أيضاً تم عقد جلسة طارئة بمجلس الأمن الدولي بدعوة من مصر لمناقشة أزمة مسلمي الروهينجا. وطالب السفير عمرو أبو العطا مندوب مصر الدائم لدي الأممالمتحدة. خلال الجلسة. حكومة ميانمار بوقف الأعمال العسكرية فوراً في اقليم "راخين" وضرورة السماح بنفاذ المساعدات الإنسانية للاجئين والنازحين من الروهينجا دون ابطاء. وضمان حق عودتهم إلي ديارهم آمنين. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في اجتماع مجلس الأمن ب "وقف العمليات العسكرية" في بورما مندداً ب "كابوس إنساني" وطالب جوتيريش الحكومة البورمية باتاحة وصول المساعدة الإنسانية إلي منطقة النزاع و"عودة آمنة وطوعية وبكرامة ودائمة". للاجئي الروهينجا الذين فروا إلي بنجلاديش. أما علي الجانب الإنساني فإن المأساة تعلن عن نفسها بقوة كل يوم ويكفي للتدليل علي ذلك بعض الأخبار التي تناقلتها الوكالات الإخبارية أمس. فقد قتل وفقد 60 شخصاً من الروهينجا في البحر وهم يحاولون اللحاق بنصف مليون من اللاجئين في بنجلاديش بحسب الأممالمتحدة التي أشارت إلي "كابوس إنساني" في ما أصبح أحد أكبر مخيمات اللاجئين في العالم. وكان المركب انطلق مساء الأربعاء من قرية ساحلية في ولاية راخين مركز أعمال العنف في بورما. وغرق المركب قريباً من الشاطئ بسبب أمطار موسمية غزيرة. وقال شونا مياه "32 عاماً" الذي كان يأمل في ابعاد أسرته عن العنف من جانب جيش ميانمار: "نجت زوجتي وابني الاثنان لكني فقدت بناتي الثلاث". ننتظر أن يستيقظ ويظهر الضمير الغائب للعالم والمجتمع الدولي لانقاذ مسلمي الروهينجا من حرب الابادة الأكبر في التاريخ الحديث والتي بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي. ولكن يبدو أن انتظارنا سيطول كثيراً.