أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن عناصر حل الأزمة في ليبيا موجودة ومتوافرة.. فلدينا اتفاق سياسي يمثل الأساس الوحيد المقبول لأي تسوية شاملة في ليبيا.. مضيفاً أنه لا مجال لتجزئة عناصر الحل في ليبيا. أعرب السيسي -في كلمته أمام الجلسة الخاصة التي عقدها مجلس الأمن الدولي حول الوضع في ليبيا- عن شكره وسعادته بالمشاركة في هذا المحفل المهم الذي يهدف إلي التوصل إلي تسوية سياسية للأزمة المستمرة في ليبيا منذ أكثر من 6 سنوات ليمكن شعبها من استعادة مقدراته وإعادة بناء دولته ومواجهة خطر الإرهاب. أضاف أن الفترة الأخيرة شهدت تراجعاً ملموساً في نشاط التنظيمات الإرهابية في ليبيا وهو ما يرجع بالأساس إلي انخفاض مستوي الدعم الذي تقدمه بعض الأطراف إلي تلك التنظيمات خلال الأشهر الأخيرة. فضلاً عن التقدم الذي حققه الجيش الوطني الليبي علي هذا الصعيد. وهو الأمر الذي يوفر فرصة حقيقية إن صدقت النوايا وتكاتفت الجهود لتوجيه ضربة قاصمة للإرهاب واستعادة الاستقرار في ليبيا. وبالتالي فإن الوضع مهيأ سياسياً وميدانياً لإحداث الانفراجة المطلوبة في ليبيا وطي هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ الشعب الليبي الشقيق وبدء مرحلة إعادة البناء. وفيما يلي نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي: معالي السيد. أنطونيو جوتيريس سكرتير عام الأممالمتحدة السيدات والسادة.. أود في البداية أن أعرب عن سعادتي بالمشاركة في هذا المحفل المهم الذي يهدف إلي الدفع قدماً بجهود التوصل لتسوية سياسية للأزمة المستمرة في ليبيا الشقيقة منذ أكثر من ستة أعوام بما يمكن شعبها من استعادة مقدراته وإعادة بناء دولته ومواجهة خطر الإرهاب. إن أي تقييم للتطورات الأخيرة في ليبيا من شأنه أن يوضح بجلاء أن عناصر الحل في ليبيا موجودة ومتوافرة.. فلدينا اتفاق سياسي يمثل الأساس الوحيد المقبل لأي تسوية شاملة في ليبيا.. كما شهدت الفترة الأخيرة تراجعاً ملموساً في نشاط التنظيمات الإرهابية في ليبيا.. وهو ما يرجع بالأساس إلي انخفاض مستوي الدعم الذي تقدمه بعض الأطراف إلي تلك التنظيمات خلال الأشهر الأخيرة.. فضلاً عن التقدم الذي حققه الجيش الوطني الليبي علي هذا الصعيد.. وهو الأمر الذي يوفر فرصة حقيقية إن صدقت النوايا وتكاتفت الجهود لتوجيه ضربة قاصمة للإرهاب واستعادة الاستقرار في ليبيا. .. وبالتالي فإن الوضع مهيأ سياسياً وميدانياً لإحداث الانفراجة المطلوبة في ليبيا وطي هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ الشعب الليبي الشقيق وبدء مرحلة إعادة البناء.. ولكن إنجاز هذه المهمة التاريخية مرهون بتحقيق أربعة شروط أو مبادئ أساسية هي: أولا: دعم المجتمع الدولي للجهود التي تقودها الأممالمتحدة لإنجاز تسوية سياسية شاملة في ليبيا يتوصل إليها الليبيون أنفسهم ويتوافقون عليها دون محاولة من أي طرف لفرض الوصاية عليهم.. فلا مجال ولا جدوي من تعدد مسارات ومرجعيات التسوية في ليبيا.. فهناك أساس وحيد مقبول لإنهاء الأزمة الليبية. يتمثل في اتفاق "الصخيرات" الذي يمكن إدخال تعديلات محدودة عليه في بعض المواضع استجابة لشواغل الأطراف الليبية اشلمختلفة وذلك من خلال الآلية المنصوص عليها في المادة "12" من الاتفاق نفسه. وتحت إشراف الأممالمتحدة. ثانياً: العمل علي التوصل بشكل سريع لتسوية شاملة قبل انتهاء الفترة الانتقالية التي حددها الاتفاق السياسي في 17 ديسمبر المقبل وبما يجنبنا الاحتمالات الخطيرة للانزلاق إلي فراغ سياسي وأمني والغرض من هذه التسوية الشاملة هو معالجة جميع القضايا العالقة في الاتفاق وإنشاء إطار شرعي ودستوري يتوافق عليه الليبيون لإدارة ما تبقي من الفترة الانتقالية سياسياً واقتصادياً وأمنياً تمهيداً لعقد الانتخابات الرئاسية والنيابية في ليبيا خلال عام 2018 والتي سيتم علي أساسها طي المرحلة الانتقالية وإعادة تكوين السلطة السياسية بشكل مستقر يتيح البدء في مرحلة إعادة الإعمار. وهنا يجب التأكيد أنه لا مجال لتجزئة عناصر الحل في ليبيا.. فالخروج من الأزمة السياسية الحالية لن يكون إلا بحزمة واحدة من التفاهمات تتناول قضايا الحكم بشقيها المتعلق بالمجلس الرئاسي وبحكومة الوفاق الوطني وإدارة المرحلة الانتقالية وتوحيد المؤسسة العسكرية تحت قيادتها الشرعية والتوافق علي قانون وطريقة إدارة الانتخابات النيابية والرئاسية وتضمين كل ذلك في تعديل دستوري يصدر عن مجلس النواب. يقيني.. إنه لا مجال للتوافق علي أي عنصر من العناصر السابقة إلا ضمن تسوية شاملة تتضمن كل هذه العناصر مجتمعة. ثالثاً: تشجيع قادة المؤسسات الليبية الشرعية علي المزيد من التواصل وإبداء المرونة السياسية والتوصل لتسوية تاريخية في جميع القضايا السابقة والامتناع عن اتخاذ أي خطوات أحادية من شأنها أن تؤدي إلي تعقيد الوضع وتعميق أزمة الثقة بين القادة الليبيين. رابعاً: زيادة جهود مكافحة الارهاب في ليبيا.. فلا توجد فرصة حقيقية للتسوية في ليبيا دون مواجهة شاملة وحاسمة مع التنظيمات المتطرفة. وكل طرف إقليمي ودولي يقف وراءها ويدعمها سياسياً أو مالياً أو يمدها بالسلاح والمقاتلين. إنني إذ أشيد هنا بالنجاحات التي تحققت مؤخراً في مواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة في عدة مناطق ليبية. خاصة في بني غازي وسرت.. يجب أن أؤكد أيضا الأهمية القصوي للعمل علي دعم قدرات الجيش الوطني الليبي واستكمال جهود توحيده بالتوازي مع استمرار الضغط الميداني علي جميع المجموعات الإرهابية وكل من يدعمها. السيدات والسادة.. في إطار العلاقات التاريخية والاجتماعية والسياسة العميقة التي تربط بين الشعبين الشقيقين في مصر وليبيا.. تستمر مصر في استضافة سلسلة من الاجتماعات مع القيادات الليبية بمجلس النواب والمجلس الرئاسي والمجلس الأعلي للدولة لتقريب وجهات النظر بينهم. وذلك بالتوازي مع الاجتماعات التي تستضيفها القاهرة لإعادة توحيد المؤسسة العسكرية واللقاءات الرامية للتوصل لمصالحات مجتمعية وقبلية بين أبناء الشعب الليبي الشقيق من مختلف المدن والمناطق. وقد أسفرت هذه الاجتماعات عن وجود توافق متزايد بين الأشقاء في ليبيا علي أهمية الحفاظ علي مرجعية الاتفاق السياسي. مع الحاجة لإدخال تعديلات محدودة عليه والتزام الجميع بالعمل تحت مظلة الأممالمتحدة وأن تكون كل الجهود الأخري داعمة ومكملة للجهد الأممي ونابعة مما يراه الليبيون أنفسهم ودون أي تدخل خارجي.. هناك أيضا رغبة أكيدة في توفير الظروف الملائمة لتمكين المؤسسات التي أفرزها الاتفاق السياسي من تحمل مسئولياتها الوطنية في أجواء سليمة وآمنة. يسعدني في هذا السياق أن أنوه بشكل خاص إلي نجاح الاجتماع الذي عقد بالقاهرة أول أمس وجمع عسكريين من جميع أنحاء ليبيا وما شهده من توافق كامل حول أهمية دعم وحدة المؤسسة العسكرية الليبية والحفاظ علي مهنيتها وتعزيز قدراتها لتتمكن من أداء مهامها علي أكمل وجه وحماية للدولة الليبية ومؤسساتها الشرعية.. وقد تم خلال الاجتماع الاتفاق علي تشكيل لجنة فنية ستجتمع خلال الفترة القادمة لتفعيل هذه المبادئ. وبطبيعة الحال فإن مصر ستستمر في تقديم كل الدعم لكل جهد يرمي لدعم قدرات الجيش الوطني الليبي. إنني واثق من أن تكاتف الجهود تحت مظلة الأممالمتحدة كفيل بوضع الإطار السياسي الشامل الذي يحقن الدماء في ليبيا ويجنبها شر الصراعات والانقسامات.. ويمكّن الشعب الليبي وقياداته من محاربة الإرهاب واستعادة السيطرة علي مقدراته وإعادة بناء دولته. إن عناصر الحل كما قلت متوافرة في ليبيا والموارد المطلوبة لإعادة بناء الدولة الليبية متاحة.. كل ما نحتاجه هو إخلاص النوايا وتوحيد الجهود للتوصل للتسوية الشاملة المنشودة في ليبيا.. وأؤكد لكم أن مصر علي رأس الدول الداعمة لجهود الأممالمتحدة في هذا الاتجاه. وشكراً