علي مدي التاريخ الحديث. لم تقم ثورة في بلد ما وتقلع رأس الفساد وتترك اذنابه تتلوي وتتحرك الا في ثورة 25 يناير. فهي باعتراف الكل ثورة قامت ولم تحكم وهي باعتراف الكل من شتي بقاع الأرض انها من اكثر الثورات تحضراً. نجحت الثورة ولم تطالب بانتقام ولم تقتل ولم تطارد رموز الفساد ولكنها طالبت بالقصاص العادل والمحاكمة العادلة لمن اضطهدوا هذا الشعب وافقروه علي مدار ثلاثة عقود ثورة طالبت بإقصاء من افسدوا ومن تربحوا ومن باعوا ضمائرهم قبل ان يبيعوا الوطن والأرض والناس. هذه الثورة الناصعة البيضاء بدأ الخوف يتسرب إلي قلبها بعدما رأت ان هناك من يحاول اعادة انتاج النظام السابق أو تدويره كما يعاد تدوير القمامة هذا الخوف هو الدافع والهاجس الذي يدفع الثوار إلي الخروج مجدداً من وقت لاخر والاحتماء بميدان التحرير أو ميادين مصر الأخري خوفاً من اختطاف الثورة واذا كان هناك مطلب يستحق الدراسة والتنفيذ علي وجه السرعة قبل اعادة بناء هذا الوطن فهو ضرورة اصدار قانون العزل السياسي أو تفعيل قانون الغدر حتي لا يتسرب مرة أخري من أفسدوا إلي مسرح الحياة السياسية والتاريخ يقول ان ثورة بلا اسلحة أو ادوات قد تكون ضرباً من العبث إلا انها استسلمت لمن يديرون امر البلاد وعليهم الاستجابة لمطالب هذا الشعب اما الفريق الذي يحارب معركته الأخيرة ضد العزل السياسي أو ضد تفعيل قانون الغدر تحت دعاوي انه من القوانين الاستثنائية المرفوضة فعليهم ان يسألوا انفسهم سؤالاً واحداً وهو ما الذي دفع القضاء المصري الذي نعتز به أن يصدر حكمه بحل الحزب الوطني ومصادرة امواله وممتلكاته لقد صدر الحكم بعد ان تيقن القضاة ان هذا الحزب قد خرب مصر وعليه لابد من تفكيك وبعثرة ناسه ومحتوياته الا ان التلكؤ في اصدار قانون العزل أو الغدر جعل هذا الحزب يظهر مرة اخري في صورة سبعة احزاب وبنفس الوجوه ولكن تحت مسميات جديدة ومختلفة وعليه فأن الاسراع في اصدار القوانين اللازمة لاقامة حياة ديمقراطية سليمة هي المدخل الطبيعي لانتزاع الخوف من قلب الثورة.