"تل العقارب".. من أقدم المناطق العشوائية بالقاهرة وقامت الدولة بتطوير هذه المنطقة ضمن باقي مناطق القاهرة العشوائية وإعادة بنائها بشكل يليق بالمرحلة التي يعيشها الوطن من مناطق عشوائية إلي مساكن آدمية تليق بالمصريين. وفي تل العقارب يتم إعادة بناء المنطقة من جديد حيث تم هدم المنطقة بالكامل وقبلها تم نقل السكان إلي مدينة أكتوبر حتي يتم الانتهاء من بناء المنطقة إلا أن هناك 50 أسرة سقطت من حسابات المسئولين قاموا ببناء خيم وعشش خشبية تفتقد لأبسط الخدمات.. هذه الأسر تؤكد علي أحقيتهم في الحصول علي وحدات سكنية.. في حين يرفض رئيس الحي ويعتبرهم غير مستحقين ويريدون الحصول علي وحدات سكنية ليست من حقهم. أكد بعض الأهالي من سكان الخيام والعشش الذين أقاموها بجوار العمارات التي تقوم ببنائها الدولة انهم تعرضوا لمعاملة غير لائقة من رئيس الحي ومساعديه.. منوهين إلي أنهم لديهم جميع الأوراق الرسمية التي تثبت أحقيتهم في الوحدات الجديدة خاصة وأنهم مقبلون علي فصل الشتاء والخيام والعشش لن تحمي الأطفال والنساء من برد الشتاء القارص. في حين أكد حسام رأفت رئيس حي السيدة زينب أن هذه الأسر من غير المستحقين وليس من حقهم الحصول علي وحدات سكنية لأنهم دخلاء علي المنطقة ويريدون الاستيلاء علي أراضي الدولة دون وجه حق. * شادية صلاح محمد: أعيش في منطقة تل العقارب منذ 50 عاما حيث ولدت وتربيت وترعرعت بالمكان وعندي ثلاثة من الأبناء. ابنها الأكبر متزوج ومقيم معها في نفس المنزل ولكن بعد أن قررت المحافظة إزالة منطقة تل العقارب وإقامة مجمعات سكنية علي أرضها فغمرتنا الفرحة والسعادة ولكن فوجئنا اننا سقطنا من الكشوف لاستلام وحدة سكنية كبقية جيراننا وأصبحنا مشردين في الشارع نعيش في خيم خشبية 3 أسر بها أطفال ونساء وذهبنا إلي المحافظة وقدمنا الأوراق الرسمية التي تثبت ملكيتنا وأحقيتنا في الحصول علي وحدة أخري ولكن قام رئيس الحي بطردنا من مكتبه قائلا "ملكوش عندي حاجة" ونحن الآن نعيش منذ سنة ونصف السنة في العراء دون مياه أو أي خدمات آدمية. * محمد صلاح "موظف": أعول ثلاث أبناء وزوجة وجميع الأوراق الحكومية بحوزتي ومدون بها عنواني في منطقة تل العقارب ورقم الوحدة التي كنت أقطنها وذهبنا إلي مسئول التسكين بالمحافظة ولم نجد أسماءنا في الكشوف المستحقة وقمنا ببناء خيم خشبية ووضعنا بها أمتعتنا من مراتب ومفروشات للعيش فيها لتسترنا من حرارة الشمس وأعين المارة لذلك أطالب المسئولين بالنظر إلينا والرأفة بأطفالنا الصغار. * سلوي صلاح "ربة منزل": نعيش في الشارع داخل خيم عشوائية أمام مكان سكننا القديم الذي أصبح عمارات سكنية قاربت علي الانتهاء ونحن نعيش منذ أكثر من عام في الشارع ولا يرضي أحد انني امرأة معاقة وأعيش في هذا المكان غير الآدمي.. كيف يرضي المسئولون أن تنام السيدات في الشارع بهذا الشكل وأن أقضي حاجتي وحاجة أطفالي في المسجد كأننا لاجئون في بلادنا. بالإضافة إلي ظهور أفاعي وحشرات سامة تنتشر بالمكان ليلا مما قد يصيب أطفالنا بأمراض لا حصر لها. * أبويوسف "سائق": نطالب بشقة سكنية تحمينا من برد الشتاء وحر الصيف القاتل حيث إننا اصبنا بأمراض منذ تواجدنا في الشارع وبعد قرارات إزالة تل العقارب أصبحنا مشردين في العراء.. كما أنني لا أري أولادي بشكل دائم حيث إنني قمت بنقلهم للعيش مع حماتي لحمايتهم من العيش في الخيام وما نتعرض له ليلا بالمنطقة فالكلاب الضالة تقتحم الخيام وأخشي علي أولادي. * علي عبدالمنعم: نحن 50 أسرة نعيش في الشارع فبعد أن وعدنا المسئولون بتوزيع شقق سكنية بعدالة علي جميع أهالي تل العقارب لكن يبدو أنها لم تستوعب جميع المقيمين بها مما اضطرنا للبقاء في الشارع بدون أبسط خدمات تحمينا حيث قامت المحافظة بقطع المياه عن المنطقة بالكامل لإجبارنا علي الرحيل لأن الخيام التي قمنا ببنائها تظهر في شكل غير حضاري مقارنة بالمنازل التي تقوم بتشييدها الحكومة وذهبنا إلي المحافظة وكان ردها انها سوف تقوم بدمج 3 أسر في كل شقة بأكتوبر ولكن ليس من الطبيعي أن نعيش نساء ورجال وأطفال أغراب عن بعضنا في شقة واحدة فقررنا بناء بيت خشبي يحمينا من العراء حتي تتدخل الحكومة في حل مشكلاتنا. * عم سيد: أعيش في الشارع بالقرب من المنطقة فلم أجد أمامي سوي ظل شجرة كبيرة أحتمي بها وأقمت خيمة صغيرة من البطاطين والحصر القديمة لكي أحتمي بها بجانب سور العمارات الجديدة حيث إن رئيس الحي رفض إعطائي وحدة سكنية بحجة انني فرد واحد وليس أسرة كاملة. * صلاح معارك: أعيش مع أولادي في بدروم منزل منذ عام تقريبا وتعرضت لإهانة وضرب خلال قرارات الإزالة وتم تحرير ضدي محاضر رسمية وعلي اثرها تم حرماني من الشقة بالقوة وقام رئيس الحي وسكرتير عام الحي بتهديدي أكثر من مرة لأنني أطالب بحقي ليس أكثر. * مديحة سيد "ربة منزل": لدّي طفلان وزوجي متوفي فأنا معاقة ولدّي كارنيه لإثبات ذلك ومن حقي الحصول علي وحدة سكنية بعد وفاة زوجي ولدّي جميع الأوراق الرسمية ولكن ليس لدّي من يطالب بحقي فأنا مريضة وأجد صعوبة في انتقالي من مكان فآخر ولا أعرف إلي متي ستتركنا المحافظة هكذا بلا مأوي حتي أحمي أبنائي من التشرد. * مني عبدالسلام: نقوم بالاتصال بجيراننا في مدينة 6 أكتوبر فهم يعيشون في أماكن بعيدة عن المواصلات ويقولون إن الحكومة تخلصت منهم في أماكن بعيدة عن الحياة حيث إن زوجي كان يمتلك قهوة بجانب تل العقارب ولكن تم هدمها ضمن عمليات الإزالة وهو الآن لا يجد عملا مناسبا ينفق به علي البيت وذهبنا إلي المحاظة لكن رفضوا التحدث إلينا. * يؤكد حسام رأفت رئيس حي السيدة زينب أن الأسر المتواجدة أمام العقارات الجديدة التي يتم بناؤها حاليا في منطقة تل العقارب لا يستحقون الحصول علي وحدات سكنية حيث تم حصر جميع السكان بالكامل قبل هدم المنطقة وتم إعداد ملف اجتماعي لكل أسرة وتسليم كل أسرة وحدة سكنية بمدينة 6 أكتوبر بهرم سيتي كمرحلة أولي وسيتم الانتهاء من تسليم المرحلة الثانية أواخر هذا العام. يضيف: انه تم إعداد لجنة تظلمات للأفراد المتواجدة أمام أرض التل والتحقيق في أوراقهم وثبت انهم لا يستحقون الحصول علي وحدات سكنية لأنهم كانوا لا يعيشون في المنطقة ودخلاء عليها فهم فقط يريدون الاستيلاء علي أراضي الدولة دون وجه حق ونحن قمنا بتحرير محاضر ضدهم فالتعامل يتم بالقانون ومن لديه مستندات رسمية سوف يتم دراستها وإذا ثبت أحقيتهم في الحصول علي وحدة سكنية سيتم تسليمه فورًا.