أعجبني تصدي وزارة الخارجية مؤخراً لتقارير " هيومان رايتس ووتش" المشبوهة.. والتأكيد علي أنها تعد حلقة جديدة من حلقات التشويه المتعمد من جانب تلك المنظمة المعروف أجندتها السياسية وتوجهاتها المنحازة والتي تعبر عن مصالح الجهات والدول التي تمولها.. ووصفها بأنها مسيسة وتتضمن ادعاءات واهية عن الأوضاع في مصر. هذا التصدي الذي قام به المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية.. يذكرنا بما فعلته الخارجية أيضاً في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس الماضي للقرار الأمريكي.. أي منذ حوالي أسبوعين تقريباً.. عندما وصفت قرار أمريكا بخفض المساعدات لمصر أنه يعكس سوء تقدير لطبيعة العلاقة الاستراتيجية التي تربط بين البلدين.. وأنه أي القرار اتبع نهجاً يفتقر للفهم الدقيق لأهمية دعم استقرار مصر ونجاح تجربتها وحجم وطبيعة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه الشعب المصري. وهو خلط للأوراق بشكل قد يكون له تداعياته السلبية علي تحقيق المصالح المشتركة المصرية الأمريكية!! والحقيقة أن هذا التوجه وأقصد به توجه المواجهة الذي بدأته وزارة الخارجية مؤخراً لمحاولات النيل من مصر وتجربتها.. والذي يحاك في ظلام من دول وأجهزة مخابرات عديدة تقدم الدعم اللوجستي للأذرع في الداخل حتي يتحركوا ضد بلادهم.. ويقدموا الشكاوي الواهية التي تعتمدها هذه الأجهزة.. هو ضرورة نطالب بها دوماًلكشف كل الأصابع الخفية وأجهزة الشر التي تعمل ضدنا!! وهي أي هذه الأجهزة وهذه الدول ليس هدفها كما تدعي حقوق الإنسان.. ولكن الهدف أن توقف مسيرة التنمية والبناء في بلدنا.. وأن نظل مكتوفي الأيدي في مواجهتهم.. وتتجاهل هذه القوي المغرضة أن حقوق الإنسان تمتد لتشمل الحق في أن يعيش المواطن في أمن وأمان واستقرار بعيداً عن الإرهاب الذي يستحل الدماء ويدمر الممتلكات العامة والخاصة.. وحق هذا المواطن في المأكل والملبس والمعيشة المناسبة.. وألا يقتصر الأمر علي حماية الجاني علي حساب المجني عليه بهدف تقويض عمليات بناء الدولة حتي لا تقف مصر علي قدميها في مواجهة من يتربصون بها!! وكثيراً ما نبه الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي ذلك الأمر في أحاديثه المختلفة.. ولكن أحداً من أصحاب الغرض لا يريد أن يفهم ويدرك هذه المعاني.. لأنه يهدف إلي ايقاف معركة البناء والتنمية بأي وسيلة.. ويستغل كل طاقاته وامكاناته للوصول إلي هذا الغرض الخبيث.. فهل نمكنهم؟! تقرير هيومان رايتس ووتش الذي تحدث عن "التعذيب الممنهج" معتمداً علي معلومات من كيانات معروفة بتوجهاتها ضد الدولة.. وشخصيات مجهولة.. ومحاولة بناء فرضيات علي أسس واهية يذكرنا صراحة بما سبق أن سمعناه من "المعزول" مرسي عندما قامت جماعة إرهابية تنتمي لأهله وعشيرته بخطف مجموعة من جنودنا في سيناء التي كانوا يعدونها مسرحاً للعمليات ضد مصر والمصريين!! أقول سمعناه يناشد في خطاب رسمي الأجهزة بالحفاظ علي سلامة الجناة.. وسلامة المخطوفين.. قدم الجناة علي المخطوفين لأنهم أهله وعشيرته.. وما حدث بالقطع كان بتنسيق.. فخرج متصوراً أنه يهدئ الرأي العام.. وإذا به يفضح نفسه لأن قراره لم يكن من رأسه.. بل من رأس آخرين!! وها هم الآن بعد أن غادر ربيبهم يعودون لنفس النغمة.. ونفس المنهج.. متجاهلين أن هذه التصرفات والتحركات لن تزيدنا إلا قوة من أجل النجاح وبناء مصر الجديدة التي نحلم بها قيادة وشعباً.. فهل يفهمون؟! بصراحة وكما قلت في مقال سابق بعنوان: "بلاها مساعدات" في 26 أغسطس الماضي.. لا أظن.. ولذلك لابد أن نكون في نوبة صحيان دائم لإجهاض مثل هذه المحاولات البائسة.. وأن تستمر أجهزة الدولة المختلفة.. وليس وزارة الخارجية وحدها في فضح هذه الأساليب المغرضة والمنحازة ضد مصالح مصر والمصريين أولاً بأول من منطلق حق المواطن في معرفة الحقيقة وكشف وفضح قوي الشر وألاعيبها ضدنا.. ومن خلال المعلومات والأدلة التي تفضح التحركات الهدامة ضد بلادنا حماها الله.. فهل نفعل؟! وهل نكون يداً واحدة لمواجهة هذه التحديات التي لا تكل ولا تمل لملاحقة تجربتنا والنيل منا؟! أتمني