ضربت الفوضي الموقف الجديد الذي يقع في نطاق دائرة كرموز بغرب الاسكندرية والذي كان عند انشائه بمثابة تحفة معمارية لتسهيل عملية سفر القادمين الي الاسكندرية والمتجهين الي المحافظات وما يضمه من سوق تجاري لتقديم خدمات شرائية للوافدين للثغر بالاضافة الي حماية الاسكندرية من تواجد الميكروباصات وأتوبيسات السوبر جيت المسافرة للمحافظات ليختلف الحال بعد بضع سنوات حيث ضرب الاهمال الموقف الجديد فاحتله الباعة الجائلون وبلطجية الميكروباصات . انتشرت الشيشة بين سائقي المكروباص علي ارصفة الموقف واغلقت دورات المياه وانتشرت السيارات الكهنة التي يقودها الاطفال مع الارتفاع الجنوني لاسعار المشروبات مما يشبه الاتاوات لتضرب الفوضي علي كل شكل ولون فالنصب والمخدرات والبلطجة والروائح الكريهة اصبح هو عنوان الموقف كل هذا وذاك وادارة المواقف الرئيسية الخاصة بالاسكندرية تقع داخل الموقف الجديد وكأنها في عالم آخر ولا تتبع الاسكندرية. في البداية قامت "المساء" بجولة داخل الموقف فكانت المفاجأة تحول مكاتب مراقبي حركة الخطوط الي موقع للباعة الجائلين الذن يقومون بإعداد الفلافل والكبدة والشاي ولا أحد يعلم هل استولي الباعة علي هذه المكاتب الادارية أو ان الموظفين قاموا بتأجيرها من الباطن دون ان يحاسبهم احد لاهدارهم لمقر عام للدولة بالاضافة الي انتشار الروائح الكريهة المنبعثة في جميع انحاء الموقف لقضاء المواطنين حوائجهم علي الارصفة وبالطرق الرئيسية لاغلاق دورات المياه اغلب الوقت وهو ما ادي الي انتشار الذباب والناموس والفئران داخل الموقف. الأغرب من ذلك استيلاء باعة الشاي القادمين من مختلف المحافظات بالاستيلاء علي أماكن الانتظار الخاصة بالمواطنين وذلك تحت حماية بلطجي يقوم بتأجير كل مساحة لهم نظير ايجار ولعل البلطجة لم تقتصر علي ذلك بل اصبح سائقو المكروباص واتباعهم يقومون باحضار الشيش ووضعها علي الأرصفة الرئيسية للتدخين لحين الانتهاء من عملية التحميل لسياراتهم وهو ما يهدد المنطقة بأكملها خاصة مع وجود مخلفات الزيت والسولار علي الارض. اما المؤسف فهو انتشار الاطفال الذين يقودون عربات المكروباص المتهالكة والتي لا تحمل لوحات معدانية لنقل الركاب الي داخل الاسكندرية في ظل انعدام اي رقابة مرورية وما يمثله ذلك من خطورة علي حياة الركاب خاصة وان السيارات بلا زجاج للنوافذ وابوابها مربوطة بحبال وقائدها طفل. علي الجانب الآخر انتشر الباعة الجائلون عارضين اغرب انواع البضائع والملابس عارية والأدوات المنزلية والمفروشات والاجهزة الكهربائية والعدد الكهربائية وملابس الاطفال ويقول خالد يسري: انا من ضمن العشرات من اصحاب المحال الذين تعاقدوا مع المحافظة عند بداية انشاء الموقف الجديد علي انه سوق تجاري للقادمين من المحافظات أو مغادري الاسكندرية وبلغ سعر الايجار الشهري 1100 جنيه وفي البداية كانت هناك سيطرة علي الموقف ولكن بعد بضع سنوات انعدمت السيطرة وزحف الباعة الجائلون بالبلطجية المصاحبين لهم للاستيلاء علي لقمة عيشنا. ويضيف جورج عطا الله: لقد وصلت ديوني الي 30 الف جنيه ولم استطع دفع الايجار أو الكهرباء وغيرها من المستلزمات المطلوبة مني بعد ان اصبح الباعة الجائلون يقومون ببيع ما اعرضه بخامات أقل وأسعار أرخص. ويقول احمد يسري صاحب محل ان المخدرات يتم بيعها في وضح النهار بل ويجلس البعض يدخنها علي الشيشة بصورة فجة مما جعل الاهالي يخافون من الدخول للمحال الداخلية خاصة ليلا لضعف الاضاءة بالداخل والخارج حتي اننا اصبحنا نقوم بغلق محالنا مبكرا وهو ما تسبب في المزيد من الخسائر ,موضحا انه حتي المحال التي كانت تبيع الاطعمة بطريقة صحية ونظيفة اغلقت ابوابها بعد انتشار بائعي الكبدة المجهولة الهوية والكفتة والسجق واللسان والبرجر والطحال بأسعار مخفضة لكونها مجهولة المصدر وبدون ثلاجات والذباب يحوم حولها في ظل عدم وجود اي رقابة صحية او تموينية علي الاطلاق. ويقول احمد ابو الفضل: الموقف الذي كان تحفة معمارية تحول الي موقف عشوائي فالبلطجة في كل مكان وكل ما يمكن ان تتخيله يباع داخل الموقف. يضيف حسين حنفي اين الرقابة علي الاسعار في هذا الموقف الذي يتعامل فيه اصحاب الكافيتريات وكأنهم من كوكب آخر فسعر كوب الشاي 15 جنيها والقهوة ب 25 جنيها والعصير الطازج 35 جنيها والكانز ب 25 جنيها اما زجاجه المياه المعدنية وهي اجبارية فيبلغ ثمنها 10 جنيهات وللاسف تضطر ان تدفع. اما سعد خراجة فيقول: لا يوجد أي رقابة علي أسعار الباعة الجائلين في الموقف فسعر كوب عصير القصب وهو الارخص علي الاطلاق بلغ ستة جنيهات اما زجاجة المياه المعدنية الكبيرة فتبلغ سبعة جنيهات والكارثة الكبري في سندوتشات الكبدة التي يبلغ سعرها 10 جنيهات ويقف البائع وبجانبه أنبوبة البوتاجاز ليقوم بتصنيع الطعام أمام المارة دون حسيب أو رقيب مما يعرض حياة المواطنين للخطر ويقول حسام ابراهيم: لم تعد هناك ارصفة للوقوف فباعة الاحذية المضروبة من مصانع بئر السلم استولوا علي الارصفة والفلاحات القادمات من المحافظات المجاورة افترشن بضائعهن أما الطامة الكبري فهي في عمليات النصب حيث يقوم مجموعة من النصابين بحوزتهم عربة متنقلة مستخدمين ميكروفونات لجذب البسطاء. * من ناحية اخري تقول زينب عبد العال: أين النظافة بالموقف فالقمامة في كل جانب والكلاب الضالة بسبب القاء السائقين مخلفاتهم بالموقف بالاضافة الي ان مكاتب موظفي الموقف اصبحت بمثابة مخزن لبضائع الباعة الجائلين. يضيف رضوان شعبان اين مباحث المرور من بلطجة سائقي مكروباصات الرحلات الذين يصطفون خارج الموقف ولديهم سماسرة لاكتساب المسافر من داخل الموقف كما انهم يعلمون مبكرا بالحملات المرورية فنفاجيء باختفائهم مع كل حملة ومعاودة ظهورهم ليلا دون حسيب أو رقيب. يقول احد السائقين رفض ذكر اسمه نضطر لدفع اتاوة لبلطجية داخل الموقف حتي نعمل بصورة شرعية ومن يقوم بالشكوي لن يتمكن من العمل مرة اخري داخل الموقف فحالة الهرج والمرج داخل الموقف اصبحت تفتح الباب لاعمال البلطجية بخلاف من يقوم بتحميل الركاب ليلا من المسافرين الي القاهرة. ويضيف عمرو شريف محاسب اين اللوحات الارشادية للتسعيرة التي كان يتم وضعها منذ بضع سنوات علي مقدمه كل خط لكي لا يتم استغلال الركاب ولكن حاليا التسعيرة علي حسب الأهواء الشخصية للسائق وهو ما يؤدي الي كثرة المشاجرات مع السائقين. يقول محمد مرزوق: الكارثة في طمع سائقي الميكروباص التي تنقل الركاب داخل الاسكندرية خاصة القادمين ليلا فالسيارات متهالكة والاسعار مرتفعة بصورة جنونية وكل سائق يفرض تسعيرة معتمدا علي أنها ساعة متأخرة من الليل ولا تجد من تشكو له بخلاف النشالين المتواجدين طوال الوقت.