اليوم.. نبدأ الخطوة الأولي من الحلم.. الذي نسير فيه بروح عالية وثبات. وذلك عندما يلتقي منتخب الفراعنة مع نظيره الأوغندي في ستاد نيلسون مانديلا بالعاصمة كمبالا. في الجولة الثالثة المؤهلة لمونديال 2018 في روسيا.. حيث حلم المصريين في العودة للمشهد العالمي بعد أن أمتنع عنا منذ مونديال 1990 في إيطاليا. والموعد سيكون في الثالثة بتوقيت القاهرة والرابعة بتوقيت أوغندا وكل الآمال ان يفوز منتخبنا بالثلاث نقاط علي أمل ان يزيدها الي 6 نقاط في الجولة الرابعة عندما نستضيف الأوغندي في ستاد برج العرب في الجولة الرابعة. يمتلك منتخبنا كل أدوات القبض علي هذا الحلم العنيد من لاعبين مميزين في كل المراكز يزدادون تألقاً يوماً بعد يوم وعلي رأسهم كوكبة المحترفين وما فعله صلاح مع ليفربول قبل انضمامه للفراعنة وزميله محمد النني وجميعهم يعيش حالة فنية مميزة إضافة الي ذلك فلدينا جهاز فني بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر يعرف جيداً طبيعة الأوراق التي يمتلكها ويميل بطبعه الي المدرسة الدفاعية ويتعامل مع الواقع بشكل عقلاني دون مبالغة فما يهمه في المقام الأول هو الفوز والنقاط الثلاث وحتي الآن يحقق نجاحاً كبيراً في قيادة الفراعنة وهناك أمر آخر أكثر أهمية وقوة للفراعنة من كل هذا انه الشعب المصري الذي يقف ليدعم ويدعو أن يوفق الله عز وجل في مهمتهم هذه المرة. وعلي صعيد المواجهتين الماضيتين في إطار نفس التصفيات فيدخل منتخبنا ونظيره الأوغندي مباراة اليوم في المركزين الأول والثاني فمنتخبنا يحتل صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط من مباراتين فاز في الأولي خارج أرضه أمام منتخب الكونغو بنتيجة 2/1 وفي المباراة الثانية فاز علي ملعبه علي منتخب غانا بنتيجة 2/صفر أما المنتخب الأوغندي يحتل المركز الثاني ويعتبر الحصان الأسود حالياً في المجموعة حيث يمتلك في رصيده 4 نقاط حصل عليهما من مباراتين. تعادل في المباراة الأولي أمام المنتخب الغاني صفر/صفر في غانا والمباراة الثانية فاز علي أرضه ووسط جمهوره بنتيجة 1/صفر علي منتخب الكونغو. وفي حالة حقق منتخب مصر الفوز علي أوغندا ذهاباً إياباً يرفع رصيده من النقاط الي 12 وفي هذه الحالة سيزداد فارق النقاط مع أوغندا الي 8 كما سيتفوق علي منتخب غانا بفارق خمس نقاط حال نجاح "البلاك ستارز" في تحقيق الفوز ذهاباً وإياباً علي الكونغو ليرفع رصيده من النقاط الي 7 في المركز الثاني. وفي تلك الحالة سيكفي منتخب مصر تحقيق الفوز علي الكونغو في الجولة الخامسة لضمان التأهل لبطولة كأس العالم أو حسم سباق التأهل من الجولة الرابعة حال تعثر المنتخب الغاني أما الكونغو. الطريقة يفاضل الجهاز الفني بقيادة هيكتور كوبر بين الطريقتين 4/3/3 و4/3/2/1 إلا ان الطريقة الأولي هي الأقرب خاصة أنها المفضلة بالنسبة للأرجنتيني. فإن فلسفة اللعب الدفاعية وتأخر ظهيري الجانب في الثلث الأخير وعدم تكليفهما بأدوار هجومية كبيرة ربما تكون الطريقة الأنسب لمواجهة خصم بامكانيات وطريقة الفريق الأوغندي الذي يعتمد علي تقدم متكرر بل مبالغ فيه لظهيري الجانب ما يتطلب بقاء الثنائي أحمد فتحي ومحمد عبد الشافي في الثلث الأخير. التقدم المبالغ فيه من ظهيري أوغندا وبالتحديد الظهير الأيسر أوتشويا هو الطريق الأسهل للوصول الي مرمي المنتخب الأوغندي بسبب المساحات الواسعة التي يتركها ظهيرا الجانب ما يمكن استغلاله بسرعات محمد صلاح وتريزيجيه وخطف هدف من خلال الهجمات المرتدة. لكن تبقي المعضلة التي تواجه منتخبنا في كيفية غلق المساحات أمام أطراف أوغندا وهذا يتطلب عودة الجناحين محمد صلاح ومحمود حسن تريزيجيه أمام الظهيرين أحمد فتحي ومحمد عبد الشافي في حال فقدان الكرة أو اعطاء تكليفات واضحة لمحمد النني بأن يكون ملازماً للاعب توني مويجي لاعب الوسط الأيسر في الفريق الأوغندي وهو أفضل ممر كرات وصانع ألعاب في الفريق وكثير من تمريراته تكون للظهير الأيسر الذي يصعد من الخلف دون رقابة فإذا أصر كوبر علي نفس الطريقة التي يلعب بها سيكون لمحمد النني الدور الأكبر في توقيف هذا اللاعب ومساندة أحمد فتحي في مواجهة أوتشويا. وفي قلب الدفاع يخشي كوبر من عدم جاهزية سعد سمير وغياب علي جبر المصاب خاصة في ظل وجود مهاجمين أصحاب أطوال ويجيدون لعب الكرات الهوائية ماسا ومايا وهو ما قد يؤرق قلبي الدفاع. أوغندا تعتمد علي مايا في المقابل يعتمد المنتخب الأوغندي علي طريقة 4/4/2 لكن مرونة الفريق تجعل الطريقة تتحول الي 4/5/1 بعودة المهاجم مايا الي الوسط لعمل الزيادة العددية المطلوبة ومزاحمة الخصم علي عملية الاستحواذ. تمنح هذه الزيادة العددية الفريق الاستحواذ في أوقات كثيرة لكن افتقار معظم العناصر للمهارات الفردية يجعل هناك أزمة في وسط ملعب الفريق خاصة عندما يواجه وسطا به مجموعة من اللاعبين أصحاب المهارات العالية وهنا يبرز دور عبد الله السعيد صانع ألعاب المنتخب في التحكم في ريتم وشكل المباراة وخطف الاستحواذ من الخصم مع الثنائي النني وطارق حامد. نقطة قوة أخري في الفريق الأوغندي تتلخص في الاعتماد علي ارسال كم كبير من الكرات العرضية والتسديد البعيد الذي يتميز به جميع لاعبي الوسط وهو ما ظهر في مواجهة الفريق ببطولة أمم افريقيا الأخيرة وفي مباريات الفريق بالتصفيات المؤهلة إلي كأس العالم. كما يتيمز الفريق الأوغندي بقوة جهته اليسري التي تمثل 70% من قوته الضاربة لوجود أمهر لاعبيه مونيجي وأتشويا بها. وهو ما سيمثل عبئاً كبيراً علي أحمد فتحي. وفيما يتعلق بنقاط الضعف لدي الفريق الأوغندي فهناك أزمة كبيرة بين قلبي الدفاع وسهولة مراوغتهم وهو ما يجعل الفرصة مواتية لتريزيجيه وصلاح وحتي رمضان صبحي في حال مشاركته لفترة كافية. وتعد أبرز نقاط ضعف الفريق الأوغندي المساحات الشاسعة خلف طرفين اللذين يقدمان أدواراً هجومية كبيرة ولا يجيدان الدخول في عمق الدفاع والتغطية خلف قلبي الدفاع ما يخلق مساحات كبيرة يمكن للفراعنة استغلالها. الاعتماد علي الأطراف سلاح قوي شهدت تدريبات الفراعنة قبل المباراة بعض اللمسات التي تشير إلي الأسلوب الذي سيعتمد عليه كوبر بشكل أساسي حيث أوقف التدريب أكثر من مرة لتصحيح بعض الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون وتحديداً الاحتفاظ بالكرة. وطالب كوبر لاعبي الوسط بضرورة استخلاص الكرة من المنافس وارسالها الي الأطراف سواء عن طريق عبد الشافي أو فتحي أو من خلال التمريرات العكسية لمحمد صلاح وتريزيجيه للوصول الي المرمي بأقصر طريقة. وإذا كانت أوغندا تعتمد علي عامل الجماهير والأرض لتحفيز لاعبيهم فإن الجهاز الفني لمنتخبنا لا يعدم وسيلة لذلك خاصة وانه اعتاد تجهيز فيديوهات مصاحبة لأغاني وطنية لرفع الروح المعنوية لدي اللاعبين والتأكيد علي انتظار الشعب المصري تحقيق حلم المشاركة في المونديال بفارغ الصبر. الاستقرار علي التشكيل واستقر كوبر علي عصام الحضري في حراسة المرمي "شريف إكرامي" وفي الدفاع أحمد فتحي وأحمد حجازي وسعد سمير "رامي ربيعة" ومحمد عبد الشافي وفي وسط الملعب محمد النني وطارق حامد وأمامهم الثلاثي عبد الله السعيد ومحمد صلاح ومحمود حسن تريزيجيه وفي الهجوم يفضل كوبر الاعتماد علي محمود عبد المنعم كهربا للاستفادة من مراوغاته وسرعته وجاهزيته الفنية والبدنية "أحمد حسن كوكا".