تظل الألوان سرا أكبر من حجم الوعي وذنب أكثر براءة من كل ذنوب أطفال العالم فأتسلق السماء بلون .. وتخضر الصحاري بلون .. وبلون نخفي جرحا .. فيشي به لون رسائل ملونة .. خارج المناسبات المعلنة .. لمن يهمة الأمر "علي ضفاف القناة" * افتتح الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ووزير تنمية محور قناة السويس مساء الأربعاء الماضي 26 يوليو 2017 الصالون الثاني للمعرض التاريخي "علي ضفاف القناة" في إطار الذكري ال61 للاحتفال بتأميم قناة السويس في مبني المحاكاة والتدريب البحري بالإسماعيلية بحضور الفريق أسامة ربيع نائب رئيس الهيئة وأعضاء مجلس الإدارة واللجنة الثقافية وقوميسير الصالون ومؤسسته ومدير عام العلاقات العامة بالهيئة د. مني الصياد ولجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلي للثقافة.. واستضاف المعرض أعمال 80 فناناً في مختلف مجالات الفن التشكيلي من تصوير وجرافيك ونحت وخزف وتم تكريم الفنانين المشاركين وأعضاء اللجنة الثقافية بالمجلس الأعلي للثقافة ويعتبر هذا الاحتفال التشكيلي الكبير بمثابة منارة تعلن أن القيادات المصرية تدرك وتقدر دور الفن والفنانين وبأنهم بالفعل مرآة لعزة مصر وعراقتها في كلمة الافتتاح وجه الفريق مميش الشكر للفنانين المشاركين في المعرض لوجودهم ضمن احتفال هيئة قناة السويس بذكري التأميم وصرح بأنه يعمل حاليا علي إنشاء متحف تاريخي للقناة. فنان تشكيلي .. بعباءة شاعر * الشعر والتشكيل عالمان متقاربان وطالما قيل أن القصيدة لوحة متعددة التكوينات والألوان وأن اللوحة قصيدة تحلق في شاعريتها وقد يكون من الصعب الفصل بينهما أحيانا فخيال الشاعر ينطوي علي منظومة جمالية هي الأبهي ففن الكلمات من أكثر عناصر الاتصال الفني خفة وحيوية وامتزاجا بتفاصيلنا اليومية وما يعتمل بداخلنا من مشاعر ولما كان الفن حياة والحياة إلهام ونبوءة لتتحول إلي حقيقة ومن يتعامل مع الشعر يجد أن الصورة جزء مهم من عالمه. وحين يكون شاعرا كبيرا امتزجت كلماته بثقافتنا السمعية فحفظنا أشعاره وأغنياته وأصبحت جزءاً من تفاصيل عشناها حين يلجأ إلي عالم الألوان فإن رؤاه تكون علي نحو مختلف ولحسن حظي أني رأيت مصادفة لوحة له .. فآثرت إلا أن أشارككم في تجربة فنية لها طابع خاص .. هو الشاعر "إبراهيم عبدالفتاح" الذي لم يتوقف إبداعه عند حد الشعر .. فقال عن تجربته مع الرسم :" أرسم أحيانا لأتنفس .. لأوسع مساحة في رئتي للهواء .. تماما مثل قبلة شهية .. تقطع الكلام كلما زاد عن الحد". ويتضح من خلال كلماته وألوانه فهمه العميق لتلك العلاقة بين الفلسفة والشعر وبالتالي كانت الفنون إنعكاسا لفكره وشاعريته وقد اتسم التشكيلي بالتعبيرية واستخدم ألوان الأكريلك في الرسم علي التوالي وعن لوحته الراحلون قال : "الراحلون .. ينصبون فخاخهم في الطريق إلي الوسادة كل مساء . ويمتحنون ذاكرتي .. هم يكبرون في .. بينما أصغر". ومن خلال رصد نضج الخبرة الجمالية البصرية للشاعر إبراهيم عبدالفتاح فإنني أعتقد أننا قريبا سنحتفي بانضمامه لمعترك الحركة التشكيلية وسنري له معرض يستحق التأمل. مناظير مختلفة .. ترصد الشخصية المصرية * افتتح الدكتور محمد إسحق عميد كلية التربية الفنية بقاعة الشهيد أحمد بسيوني بالكلية معرض "مناظير مختلفة" للفنان أحمد حمدي ويعتبر المعرض أحد سلسلة المعارض التي يرصد فيها الفنان الحالة المصرية وخاصة ما انتاب الشخصية المصرية في فترة ما بعد ثورة 25 يناير وحتي الآن. ويرجع سبب تسمية المعرض ب "مناظير مختلفة" هو تعمد الفنان الجمع بين عدة مناظير لرؤيته للأشكال والعناصر وهو ما يتيح تعدد زوايا الرؤي التشكيلية في حيز واحد إلي جانب جمعه بين الرؤي الفلسفية للموضوع فلكل حدث عدة تفسيرات قد تصل إلي حد التناقض وهو ما حاول الفنان أحمد حمدي الكشف عنه في أعماله الفنية. اشتمل المعرض علي 15 لوحة واستخدم فيها ألوان "الأكولين" علي الورق.