أراهم يضحكون. يمرحون. أري العزة. الرجولة. الإيثار. خلف الساتر أعداء. هم لا يحفلون. يستمرون يضحكون. ينتظرون غدراً آتياً ولابد. يتقدمون. وعبر الصحراء يقول أحمد: لنجلي الصغير الذي لم يره. امرح. العب. اعدوا فرحاً ليلاً ونهاراً. اعدوا فرحا أنا هنا. يقول لابنتي الصبية - والتي لا يعرفها - ويعرف أن لدي صبايا - كما تشائين. إجلسي علي مقعد الحديقة. وتحت القمر هادئة مسترخية ضاحكة وسعيدة. فأنا هنا. يري أطفالا هنا يلعبون. يشد من أزري. يقول للأعداء هناك هم. لي بينهم أحبة. لي بينهم أهل. لي بينهم أم وزوجة وأبناء. يقول لهم: هناك هم. أنا هنا. يهدد الأعداء لا طريق لكم اليهم. لا طريق لاطفالنا هناك. فزنا هنا. هناك لي بينهم نهر وجدول وورود. لي معهم ضحكة وابتسامة وصحبة. لي بينهم تراب وحيث تسير أمي. أنا هنا احرس الرمال والتراب. يقول لي. لي بينكم تمثال وميدان ومصطبة. ولي لون رأيته. عصفور نظرت إليه. وجلسة وقمر جمعتنا. ونجمة لكل منا. وعود ولحن. ولي بينكم أخوة واصحاب آكل معهم قضمة قضمة قليلاً قليلاً ونشبع. ولي هنا من أكلت معهم قضمة قضمة. قليلاً قليلاً ونشبع. في الليل يأتيني شهيداً أحتضنه. استمد منه التماسك والعزم. استمد العزيمة. والعزة. أتاني شامخا. مرفوع الراس. فرحاً. اسأل عن ذراعه. عبر الصحراء يرد زملاءه: هاهي معنا تحارب. تاخذ الثأر. يأتي نجلي الكبير. يقبله. يأخذ منه بدلته. يرتديها. يعطيه وعدا بالنصر. يقول له أحمد: معك ذراعي وزملائي. يأتي نجلي الصغير. يقول له: لقد لعبت. والآن سألعب. وبالعيد سأشتري البدلة الميري وسأرتديها. يبتسم أحمد. تأتي إليه ابنتي الصبية من الحديقة. حاملة وردة جلبتها معها من هناك. تقبلها وتعطيها له امتناناً. يبتسم لها مشجعاً. يعدو إلي السماء. تأتي ضحكته تؤنس أمي العجوز. تأتي ضحكته. تستأنس بها الصبايا وتأتي ضحكته. يضحك الأطفال بأمان وبكامل البهجة. يعود. يقول لنجلي: أمي أوصتني للعودة وها أنا عائد أوصتني بأهل أفديهم. يسارع الي السماء. يعود يقو ل لي: اطمئن هناك بالسماء سبقني أحبة. سبقني عريس شهيد لم يتم دخلته. لحظة الغدر به قال: لي الجنة. ولدي وطن وبلدة وزملاء. وعروسي تنتظرني بالجنة. ولعائلتي الفخر. والفرح. مصيري الجنة. لي ثواب من افتدي. أكمل سعادة. يقول لي: اسمع زغرودة أمي. أنا للجنة أسارع. يعود يمسك بيد نجلي التلميذ ومعا بقلمه يكتبان تحيا مصر.