أكد الفريق مجدي حتاتة المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ان الموقف الأمريكي ضد اعلان قيام الدولة الفلسطينية سواء باستخدام الفيتو أو بالضغط علي الدول الأعضاء في مجلس الأمن حتي لا يحصل مشروع القرار علي الأغلبية اللازمة لاقراره تجنبا لحرج سياسي للولايات المتحدة لا ينبغي أن يكون مفاجأة لأحد وانما المفاجأة الحقيقية تكون في تصرف أمريكي عكس ذلك والمتابع لسياسة الولاياتالمتحدة من القضية الفلسطينية منذ عام حرب فلسطين عام 1948 وحتي اليوم يجد انحيازا غير مسبوق لإسرائيل وهو موقف يتناقض كل التناقض من دولة آلت علي نفسها الدفاع عن حق تقرير المصير للشعوب المقهورة والتي عانت طويلا من ضيم الاحتلال وقسوة حكمه وانتهاكه لكل حقوق الإنسان. إن الولاياتالمتحدة في موقفها هذا تتناقض مع نفسها وتنكر علي الفلسطينيين ما نادت وتنادي به لغيرهم وهو الحق في الحرية والاستقلال والعيش بكرامة ولكن حين يتعلق الأمر بإسرائيل فإن كل هذه المفاهيم والقيم والمباديء تنهار وتتهاوي. أضاف أن المبررات التي ساقتها وتسوقها الولاياتالمتحدة لموقفها المتعنت من الفلسطينيين وحقهم في اعلان دولتهم لا تقنع احدا وليس له ما يبررها سوي غطرسة القوة وحالة من الشيزوفرينيا السياسية بين ما تنادي به وما تطبقه علي أرض الواقع مشيرا إلي أن القضية الآن لم تعد قضية الموقف الأمريكي فهو معروف ومتوقع ولكن القضية هي ماذا نحن فاعلون إزاء هذا الموقف بعد أن تحررنا من الخوف واصبح قرارنا في ايدينا؟ هل سنسير علي نفس النهج السابق وننتظر ان تحدث المعجزة وتغير واشنطن انفسهم فهم مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضي بالوحدة ونبذ الخلافات التي تعصف بأي جهد حقيقي ومساندة دولية لاعلان الدولة الفلسطينية واعتراف العالم بها والاتفاق بين كافة الفصائل الفلسطينية علي اجندة واقعية تحدد بوضوح المطالب التي يمكن تحقيقها ويقبل بها المجتمع الدولي ونبذ كل أنواع الجدل الايدلوجي والاتهامات المتبادلة بالتخوين والعمالة. وفي خط متواز مع هذه الخطوة أري أن هناك ضرورة ملحة الآن لمواجهة الموقف الأمريكي المتعنت بأن تبادر كافة الدول العربية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية لانه من غير المنطقي أن نطالب الآخرين بما لم نفعله ودعوة الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ومجموعة دول عدم الانحياز الي السير في نفس الطريق لخلق أمر واقع يصعب الالتفاف عليه بالبيانات الفضفاضة وجولات المحادثات التي لاتسفر عن شيء جوهري. ان المتابع لكلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي في الجمعية العامة للامم المتحدة يدرك علي الفور أن الحكومة الإسرائيلية مصرة علي سياستها الاستعمارية والعنصرية التي مارستها منذ قيامها وحتي اليوم مدعومة بمساندة الولاياتالمتحدة وان الهدف من المفاوضات هو اللعب علي عامل الوقت لتكريس الوضع الراهن وفرضه علي الفلسطينيين وهو أمر لايمكن قبوله بل لابد من تغييره بكل الطرق والوسائل المشروعة حتي يتحقق حلم الفلسطينيين الذي طال انتظاره في قيام دولتهم وانهاء سياسة الفصل العنصري الإسرائيلية المنادية ببقاء إسرائيل كدولة يهودية.