"بسكلتة". هو عنوان مشروع تطلقه محافظة القاهرة لتشجيع المواطنين علي استخدام الدراجات في الانتقال. ووقع محافظها المهندس عاطف عبدالحميد مذكرة تفاهم للبدء في تنفيذه. مع مديرة برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية. بتكلفة 30 مليون جنيه. واضح من تصريحات للمحافظ. ان المشروع يحظي بدراسة جيدة.. فهناك اتفاق علي اختيار موقع لتنفيذه. وتخطيط لكيفية إدارته وتشغيله. وتصميم وتنفيذ مسارات خاصة للدراجات في الموقع. وتفكير في اقامة محطات لها في بعض المناطق. وتخصيص مساحات لانتظارها في الجراجات العامة الكبري. أتذكر اني كنت. منذ ثمانينيات القرن الماضي. أحد الذين روجوا لاستخدام الدراجات كوسيلة انتقال. رغم اني لا أجيد ركوبها. وكان الفضل في ذلك لدراسة تضمنها كتيب صغير تلقيت نسخة منه من معهد في واشنطن اسمه "وورلد انستتيوت". وهو معهد معني بالدراسات الاقتصادية من وجهة نظر بيئية. وقد نشرت عرضًا لهذه الدراسة في ذلك الوقت. تضمن المزايا التي تنفرد بها الدراجة عن سائر وسائل النقل والمواصلات المصنوعة. فهي وسيلة آمنة.. رياضية.. لا تستخدم أي نوع من الوقود غير الطاقة البشرية لمستخدمها.. صديقة للبيئة فلا يصدر منها عوادم.. سعرها في متناول الجميع.. ولا تشغل حيزًا مكانيًا كبيرًا في السير أو في الانتظار. ولا يترتب علي استخدامها حوادث إلا نادرًا. وعندما أتيح لي زيارة الصين في مطلع الثمانينيات. وجدتهم يعتمدون علي الدراجات كوسيلة انتقال أساسية.. وقد أخذونا في زيارة لأحد المصانع في بكين. ورأيت ساحة انتظار تقف فيها مئات الدراجات الخاصة بالعاملين في المصنع. والدراجات ليست وسيلة انتقال الفقراء. أو الذين ليس في مقدورهم شراء سيارة خاصة. بالعكس.. ففي أكثر دول العالم تقدمًا ورفاهية. مثل السويد والنرويج والدانمارك. يروق لرئيس الوزراء هناك ولغيره من كبار المسئولين أن يركب دراجته في عطلة نهاية الأسبوع ويذهب للتسوق أو التريض.. بل فعلها الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا وعدد من رؤساء الوزراء السابقين أكثر من مرة. وفي ألمانيا. يخصصون مسارًا خاصًا للدراجات علي الأرصفة. وهذا يقتضي تصميمًا خاصًا لهذه الأرصفة. بحيث تكون عريضة بما يكفي لاستيعاب مسار للمشاة وآخر للدراجات. وفي دول أخري يخصصون هذا المسار في نهر الشارع علي يمين السيارات. مشروع "بسكلتة" في القاهرة بالذات مغامرة جريئة من محافظها.. فقد كنت أتصور أن ينطلق هذا المشروع في المدن الجديدة. أو في المدن الساحلية. حيث الكثافة السكانية المحدودة نسبيًا والشوارع الأكثر اتساعًا. ووسائل المواصلات والانتقال الأقل تعددًا وتنوعًا. القاهرة بالذات الأكثر ازدحامًا بالبشر. واختلاطًا لوسائل الانتقال من الأتوبيس العام والخاص إلي السيارات الخاصة. والميكروباص. والتوك توك. وأحيانًا عربات الكارو. بما لا يترك مساحة آمنة للدراجات لا في نهر الشارع ولا علي رصيفه. ومع ذلك. لندع المشروع ينطلق. والتجربة تبدأ. وندعمها لكي تنجح. فربما استغنينا بها عن معظم هذه الوسائل الأخري. وأنهينا الفوضي المرورية بشعار: بسكلتة لكل مواطن.