إن التدبر والتأمل في الكون هو من أهداف العلم للتوصل إلي فلسفة الخلق والتوصل إلي الإيمان اليقيني في عصر العلم. وتوصل العلماء إلي نوع من الحيوانات يسمي الكيتون يمتلك هذا الحيوان أسنانا مصنوعة من المغناطيس يستخدمها في تفتيت الصخور وإخراج الطحالب من صخور البحر ليتغذي عليها لتدور المادة الغذائية في الماء وتتفتت أسنانه المغناطيسية لتنتشر في الطبيعة لتؤدي دورها الفعال.. علي الجانب الآخر تجد أن ذات المغناطيس تستخدمه النحل والطيور وأسماك السالمون كبوصلة لتعرف بها الطريق دون خطأ.. وبالرغم أن الضفادع مشهورة بأطرافها التي تعمل كالمجاديف لتساعدها في العوم إلا أن العلماء توصلوا لنوع من الضفادع تتحور عظامها الطرفية لتثقب الجلد مكونة مخالب كمخالب القط تستطيع بها الدفاع عن نفسها.. وعندما تحير الإنسان في كشف اللصوص ليلاً اخترع كاميرات التصوير الليلي التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء لنجد أن الثعابين النشطة ليلاً تحتوي علي عضو يوجد في الرأس يعمل بنفس الآلية ليستخدمها قبل الإنسان بملايين السنين.. وبينما يعتقد الكثيرون أن عوامل انجذاب النحل للزهرة هو الرحيق يثبت العلم أن النحل يتأثر بالمجال الكهربي للزهرة. ويفتخر الإنسان بمخترعاته عندما يبتكر سيارة تستطيع صعود الجبال بينما هناك نوع من الماعز سبقه في صعود الصخور بما له من إمكانيات بيولوجية. وتتجلي قدرات المخلوقات من لدن حكيم خبير ليستطيع المانتيس وهو نوع من الجمبري أن يضرب بذراعه لكمة تعادل قوتها رصاصة من عيار 22.. ويستطيع التنين عديد الأرجل أن يضرب أعداءه بمدافع من السيانيد السام دون أن يحدث له أي ضرر حتي الكائن الميكروسكوبي فقدرة البرغوث تفوق في سرعته أي عداء من البشر حيث يستطيع القفز 200 مرة قدر طول جسمه مما يمكنه من التكيف والهروب من أعدائه.. فسبحانه الذي خلق المخلوقات ووضع مع كل مخلوق قدراته التي تحافظ علي حياته وتمكنه من أداء دوره في اتزان الكون هنا تتجلي الحقيقة في مفهوم الآية القرآنية ¢إِنَّا كُلَّ شَيْءي خَلَقْنَاهُ بِقَدَري¢ فكل ما في الكون له حكمته في الوجود ولا سبيل لقول البعض إن هناك أعضاء زائدة كما يزعم التطوريون. أ.د. محمد عبد العزيز فؤاد أستاذ علوم الحياة جامعة عين شمس