طالبت الصحافة الإيطالية أمس بعودة السفير الإيطالي إلي مصر. قال الكاتب السياسي باولو فالينتينو متزعم الحملة إن الوقت قد حان لترسل الحكومة الإيطالية جامباولو كانتيني إلي مقره كسفير في مصر. لأول مرة منذ أن تم تعيينه سفيراً إيطالياً جديداً قبل أكثر من عام. وهذا التأكيد ليس بالأمر الهين. ويدرك الإيطاليون أهميته اللاذعة أمام الألم الرهيب الذي يعتصر ليس فقط أسرة الطالب ريجيني. ولكنه يعتصر كل الدولة. لأنه يتعلق بمقتل مواطن إيطالي شاب. ويتعلق بحقوق الإنسان. واحترام إيطاليا كدولة. وما حدث لريجيني غير مقبول. وتطرق إلي العلاقات الدبلوماسية الممتازة بين مصر وإيطاليا. فقال إنها لا تعتمد علي عامل أساسي. وهو حقوق الإنسان. حيث إنه ليس كافياً وحده من أجل إدارة المشهد المعقد للعلاقات الدولية. في عالم يزداد ترابطاً. لأنه لو كان الأمر كذلك لكان من المحتمل علي إيطاليا. فمصر ليست فقط العقود الموقعة في السنوات الأخيرة بعشرات المليارات مع الشركات الإيطالية. التي تم تجميدها اليوم بسبب الأزمة مع القاهرة. هذه العقود تعني توفير أماكن جديدة للعمل. بمعني أنها فرصة للحياة للآلاف من العائلات الإيطالية. ولا يقتصر الأمر علي شركة ايني عملاقة الطاقة. التي اكتشفت حقل ظهر في المياه الاقليمية المصرية. ويمثل أكبر حقل للغاز في حوض المتوسط. وكذلك ضخ استثمارات بمئات الملايين من الدولارات. وهنا نتحدث أيضاً عن فرص عمل ومستقبل للفنيين الإيطاليين وعائلاتهم. وتمضي الصحافة الإيطالية في مطالبتها بعودة السفير الإيطالي إلي القول إنه من المفيد أيضاً ذكر أن مصر تستضيف علي أراضيها. وفي ظروف لائقة وكريمة. طبقاً لجميع المراقبين الدوليين. أكثر من مليوني لاجئ إريتري وسوداني وصومالي وباكستاني وبنغالي. إلي جانب أنها تحترم الاتفاقيات مع إيطاليا وتلتزم بمنع هؤلاء من المغادرة والهجرة. ومن المفيد أيضاً تذكر أنه بدون مصر الحامية للحدود الشرقيةلإيطاليا. لن يكون هناك حل سياسي في ليبيا. الدولة التي يمثل استقرارها الآن وفي المستقبل القريب ضرورة ملحة ووجودية بالنسبة لإيطاليا. المعرضة لموجات من الهجرة غير الشرعية. ولذا فإن وجود سفير إيطالي في القاهرة ضروري لإدارة هذه الملفات. وطرحت سؤالاً محورياً قالت إنه يبحث عن إجابة. وهو: هل إيطاليا متأكدة أن تجميد العلاقات وعدم ارسال السفير حتي الوصول للحقيقة في قضية ريجيني هو الطريق الصحيح للوصول إلي الحقيقة من أجل والدي ريجيني ومن أجل الإيطاليين جميعاً؟ وأجابت: لا نعتقد ذلك. وأكدت أنه لأسباب عديدة. يعتبر تواجد مثيل دبلوماسي علي أعلي مستوي هو الوحيد الذي يضمن الضغط الضروري والمستمر علي سلطات القاهرة. ووجود سفير بكامل صلاحياته هو فقط الذي يمكن أن يدفع إلي إلقاء الضوء أيضاً حول الدور الغامض للسلطات الإنجليزية. التي لم تقبل أبداً طلبات المساعدة القضائية الدولية. وحاولت تغطية وحماية "المسئولين" الأكاديميين الذين أرسلوا ريجيني إلي القاهرة. وفي الختام تطالب الصحافة الإيطالية بسرعة ارسال السفير الإيطالي الي مصر. فلا يوجد بديل آخر من أجل تغليب المصلحة لكل الأمة الإيطالية. ومن أجل الحب الذي يكنه الإيطاليون لريجيني. فقط. ومن خلال الأيدي الماهرة للدبلوماسية الإيطالية يمكن كشف الحقيقة. والوصول إلي نهاية هذه المتاهة المخزية. وفي الإطار ذاته. صرح القائم بالأعمال في روما أيمن ثروت أمين ل"المساء" بأن هناك سلسلة من الزيارات والمبادرات قادمة علي الطريق بالتنسيق مع السفارة المصرية في روما لحلحلة الركود الحادث منذ مدة في العلاقات الثنائية. منها مهرجان شعبي مصري في مدينة الفنون الإيطالية فيتيربو. وتوجه وفد برلماني إيطالي خاص إلي مصر للقاء الرئيس السيسي.