من حق الكابتن حسن شحاتة ان يفخر بلاعبيه في مباراة الكأس أمام وادي دجلة التي فاز بها الزمالك 4/1 ذلك ان اللاعبين كانوا طوع يديه. بهدوء ورزانة وعقلانية لم نر في الملعب خروجاً عن الالتزام بتلك الصفات طوال المباراة. خاصة في الشوط الأول الذي شهد تقدم وادي دجلة بهدف حسن مصطفي لاعب الزمالك السابق. وهو هدف أحرج الفريق الأبيض كثيراً. وحتي في اللحظة التي كانت هناك شبه ضربة جزاء للزمالك قبل نهاية الشوط. فإن أياً من لاعبي الزمالك لم يخرج عن المألوف في اعتراضه علي عدم احتساب ضربة الجزاء.. فلم نر من يتجه نحو المدرجات. ويقفز مثل "العفريت" حتي يهيج الجمهور ضد الحكم أو من يجذب الحكم من قميصه.. ومثل هذه الأشياء كانت تحدث في السابق. وتتسبب في ان الفريق يخرج عن أجواء المباراة. وتتحول حماسة اللاعبين في الملعب لإدراك الأهداف والفوز بالمباراة. إلي تربص وتحفز بالحكم ومعاونيه لعل وعسي تهتز ثقته في نفسه. ويحتسب ضربة جزاء أو هدفاً غير صحيح. الزمالك أمام وادي دجلة كان بعيداً كل البعد عن هذه الصورة السابقة التي تسببت برأيي في ضياع بطولة الدوري من أيدي لاعبي الزمالك في الموسم الماضي بعد ان كانت بين أيديهم وأسنانهم كل الدور الأول ومعظم الدور الثاني .. ولكن عندما تمكن الغضب من لاعبيه في كل مباراة .. هذا الغضب الذي كان ينتقل من المنطقة العقبة إلي اللاعبين. ومنه إلي المدرجات.. فتحولت أغلب مباريات الزمالك قبل نهاية الموسم الماضي إلي "عذاب" علي اللاعبين الذين تاهوا عن مرمي المنافس وعجزوا عن الحفاظ علي الفارق الكبير علي الأهلي حتي لحق بهم الأهلي فتخطاهم وفاز بالدوري. الصورة أمام وادي دجلة كانت مختلفة .. فريق هاديء ويضع كل تركيزه علي المستطيل الأخضر. مع جهاز فني واثق من نفسه هادي يفكر في لاعبيه وفي الخصم ولا يعطي اهتماماً كبيراً بأداء الحكم والتحكيم .. ورغم صلابة الخصم الذي تفوق في الشوط الأول وأحرز هدفاً صعباً إلا أن فريق الزمالك بقيادة المعلم شحاتة وإسماعيل يوسف استطاع أن يمسك بزمام المباراة في شوطها الثاني ويعطي إشارة الإجادة لكل خطوط الفريق ليتعادل الزمالك ثم يتقدم خلال دقائق قليلة .. ثم يبدأ مسلسل الإبداع والتفوق والتميز حتي وصل الزمالك إلي الهدف الرابع. هنا .. لابد من وقفة لرصد نقطة الاختلاف الجوهرية في أداء الزمالك وهي في رأيي. ذلك الجهاز الفني الخبير بقيادة المعلم والذي انعكست شخصيته علي لاعبيه فلم يهتزوا لهدف وادي دجلة المبكر ولا لعدم احتساب ضربة جزاء ولا لانتهاء الشوط الأول مهزوماً .. وهذه هي شخصية المدرب التي يكون لها مفعول ساحر من بعض المدربين دون غيرهم .. إلا أنهم يخسرون هذه الصفة عندما يفقدون هم أنفسهم الثقة في النفس والرؤية الجيدة .. واسألوا جوزيه.