ارتبط نجاح كثير من الأعال الدرامية بتتر المسلسل وأصبح يلعب دوراً مهماً في الرواج لتلك الأعمال حتي أنها باتت تلاقي اهتماماً كبيراً من صناع العمل خاصة أن نجاحها يترك أثراً كبيراً في وجدان المشاهدين وغالباً ما يكون سبباً في تحقيق أعلي نسبة مشاهدة للمسلسل. "المساء" استطلعت آراء عدد من الموسيقيين حول تترات مسلسلات رمضان هذا العام. حيث أجمعوا علي أن مستوي التترات هذا العام معظمها لا تعبر عن الدراما الموجودة في العمل. فهي مجرد أغان منفصلة تائهة. من الممكن تقدمها بعيداً عن المسلسل الذي تحمل اسمه. فضلاً عن سيطرة المطربين الشعبيين علي معظم التترات. وبالتالي لا يوجد تتر مقدمة ونهاية جذاب ذات ملامح تجعلك وأنت ماشي في الشارع تسمعه تقول إن هذا هو تتر مسلسل كذا مثل أغاني علي الحجار ومحمد الحلو وموسيقي رأفت الهجان و"لن أعيش في جلباب أبي وغيرها وبالتالي فضلت القنوات قطع التتر من أجل الإعلانات التي خصصت لها مساحة كبيرة وعرض الحلقة مباشرة دون التتر. استاء الموسيقار الملحن حلمي بكر من كثرة الإعلانات التي أدت إلي اختفاء التترات من معظم المسلسلات واكتفوا بعرض اسم البطل والمخرج والمؤف فقط. مؤكداً علي أن تتر مسلسل "كلبش" للفنان أمير كرارة الأفضل موسيقي تصويرية للموسيقار محمد مدحت تتناسب مع الأحداث. أضاف : لن يشدني تتر مسلسل "ظل الرئيس" مبهم. أما بالنسبة للتترات المغناة لا محال لها من الاعراب. حيث كانت الدراما في السنوات الماضية تقدم دراما شعبية فكان يلازمها مطرب شعبي. وعلي ما يبدو أن صناع الدراما استعانوا بالمطربين الشعبيين مثل بوسي وأحمد شيبة وأحمد سعد وحكيم وغيرهم في اعتقاد أنهم أكثر رواجاً. ولكن لن يشعر المشاهد بصدي لتتر أو مسلسل. وتترات هذا العام ظهرت بمستوي أقل بكثير من العام الماضي. أضاف بكر : يعتبر التتر اللافتة التي تعلن عن الدراما لذلك فهو له أصول وقواعد سواء في التحضير أو اختيار الكلمات التي تناسب مضمون العمل أو الألحان التي تعبر بصدق عن الكلمات وأصبح كل من هب ودب يشارك في كتابة أو غناء أو لحن التتر وأصبحت عبارة عن سبوبة بغض النظر عن مضمونها وواقعها علي العمل الدرامي وبالتالي التتر فقد بريقه. يتفق معه في الرأي الموسيقار الملحن منير الوسيمي ويقول : معظم التترات هذا العام لا تتناسب مع النسيج الدرامي للعمل ولا توجد تيمة من الممكن أن تترك بصمة أو علامة تترسخ في أذهان الناس وبالتالي فضلت القنوات قطع التتر مع أول دقيقة وعرض الإعلانات. وذلك أن القائمين يفضلون الاستعانة بمن أقل سعراً وبالتالي نجد التيمة الإبداعية غائبة وتائهة ليس له علاقة بالأحداث. باستثناء تتر مسلسل "واحة الغروب" للموسيقار تامر كروان وغناء وائل الفشني وكلماتها مستواحاه من التراث الصعيدي. هو أكثر ما شدني واعجبني جداً. أما بالنسبة للشعبي ليس به جديد. الحان سمعتها الناس آلاف المرات. تابع الوسيمي أصبح القائمون علي الأعمال يعتبرون أن التتر شيء مكمل وليس أساسياً ولابد أن يحافظوا علي الابداع مهما كانت الأسباب. وأن يستعينوا بموسيقيين ومؤلفين كبار ومثلما يهتم القائمين علي العمل بعدم قطع مشهد أو حذف جملة يهتموا أيضاً بالتتر ولا يهان ويقطع من أجل الإعلانات حفاظاً للملكية الفكرية. أو يقدموا العمل بدون تتر أفضل. بينما يري الموسيقار د. رضا رجب : أن تتر المسلسل "كلبش" للفنان أمير كرارة الأفضل ويعبر عن النسيج الدرامي للمسلسل من خلال موسيقي تصويرية إبداعية. أما باقي التترات كأنها غنوة للمطرب بعيدة كل البعد عن المسلسل. وأصبحت "موضة" التتر عبارة عن غنوة مقدمة ونهاية دون أن يراعوا التيمة الإبداعية للعمل. ولاسيما وأنني أفضل الموسيقي التصويرية فقط دون التتر المغني الذي أصبح ليس له علاقة بالعمل. خاصة في عدم وجود كلمات وألحان أقل مستوي. الموسيقار الملحن حسن إش إش : علي الرغم من أن صناع الدراما استعانوا بأصوات مطربين كبار مثل أصالة وشيرين ومدحت صالح وحكيم ونوال الزغبي وبوسي وغيرهم. إلا أننا نجد أنهم لا يقدمون أغنية وليس تتر درامي ولا يوجد شيئاً جديد. لن يعلم أي تتر مع الناس ويترك بصمة رمضانية مثل ليالي الحلمية "ولن أعيش في جلباب أبي" ورأفت الهجان وغيرها. وأصبحت التترات ليس بها مجهود مثلما كان يحدث من قبل. ولافتاً إلي أن حكيم قدم غنوة "رمضان جانا" وكان التتر فيديو كليب البطل حكيم وليس أبطال المسلسل. وكذلك بوسي كأنها تقدم غنوة خاصة بها في البوم غنائي. وأضاف : أسباب تدهور التتر هناك مطربين أصبحوا يفرضون الملحن والشاعر علي المنتج وفي بعض الأحيان لا يستطيعون تقديم غنوة تتر. ولاسيما وأن التتر الدرامي له مواصفات ونقلات في الألحان. فضلاً عن أن صناع العمل ركزوا علي الدراما وأهملوا التتر الذي يجذب إليه المشاهد بمجرد سماعة حتي ولو كان بعيداً عن الشاشة.