في غزوة أحد.. تعرض القائد الإسلامي أبوسلمة المخزومي لاصابة بالغة أقعدته عن المشاركة في حرب ضد الكفار.. وبعد أن شعر بتحسن في صحته استدعاه النبي عليه الصلاة والسلام واطمأن علي شفائه من جراحه وعهد إليه بقيادة سرية فدائية لمحاربة اعداء الإسلام والمسلمين.. خالد الإسدي واخاه سلمه وقد جمعا جيشاً يعتزمان الهجوم علي الرسول عليه الصلاة والسلام وذلك عند مكان يقال له "فطن" وهو موضع فيه ماء لبني أسد في نجد. وكان قد تم تشكيل السرية التي عقد لواءها لأبي سلمه للتحرك بسرعة ويبادرون بالهجوم لتشتيت جيش خالد وسلمه.. وطبقا لأوامر الرسول عليه السلام ساروا إلي أرض "بني أسد" علي أن يكون لجيش المسلمين سرعة المبادرة وسرعة المباغتة وسارع أبوسلمة بالتنفيذ وتباعد مع أفراد السرية عن الطرق المألوفة المطروقة وواصل السير ليلا ونهاراً.. فقد كان حريصا علي أن تسبق خطواته أخباره حتي يفاجأ أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء المسلمين وحينما بلغوا موطن المهاجمة قسم أبوسلمة السرية إلي ثلاثة أقسام.. قسم يهاجم الاعداء وقسم يغير علي الأبل وثالث قسم يقوم بالحراسة والحماية وتأمين ظهور المناضلين.. ونجحت الخطة وظل أبوسلمه وجنوده يكثفون من هجومهم وينزلون بهم الخسائر الضخمة في الارواح والمعدات.. وظلوا هكذا قربة شهر ثم تلاقي الفريقان في معركة فاصلة حققوا فيها نصراً فريداً جعل جيش الاعداء يفرون ويهربون وتركوا وراءهم قدراً كبيرا من المغانم والأسري. ورجع أبوسلمة ورفاقه إلي الرسول عليه الصلاة والسلام وقد حقق النصر للمسلمين.. وعاد يحترق شوقا إلي النزول إلي ميادين الحرب ولكن الله تعالي لم يكتب له مواصلة الحروب فقد عاد الجرح أكثر التهابا وعمقاً وسببا في أن ينتقل إلي رحمة الله وكانت وفاته في شهر جمادي الاولي 4 هجرية.