حذرت د. إيمان عبد المنعم- أستاذ الفارماكولوجي "علم الأدوية" بكلية طب قصر العيني ومدير المركز القومي للسموم- من انتشار المواد الكميائية واساءة استخدامها.. وخاصة المنظفات المنزلية وإتاحتها في متناول الأطفال. قالت علي مائدة إفطار "المساء" إن 60% من الحالات المترددة علي المركز نتيجة التسمم الدوائي لتناول الأطفال الأدوية واتاحتها في متناول أيديهم ويتناولونها علي انها بونبون وحلويات. قالت ان الحالات الواردة للمركز تعكس انتشار الترامادول بين بعض الشرائح لدرجة اننا نستقبل أطفالاً مصابين بالتسمم نتجة تناوله وأيضاً الحشيش الذي يشبه الشيكولاتة إلي حد كبير وأكثر من حالة استقبلناها آخرها طفل عمره عام ونصف العام في حالة غيبوبة إثر تناوله ترامادول بطريق الخطأ وتنفسه مهدد بالتوقف حيث تزداد الخطورة علي الأطفال لعدم نضج أجهزتهم النضج الكافي بطريقة تمكنهم من التخلص من السموم. أضافت: جار انشاء وحدات لعلاج السموم بالمستشفيات الكبري علي مستوي الجمهورية وبالتنسيق بين المركز وادارة الطوارئ بوزارة الصحة التي تقوم بإنشاء الوحدات يقوم المركز بتدريب طاقم الأطباء العاملين بهذه الوحدات لإتاحة الخدمة للمرضي في محافظاتهم وسرعة التشخيص والعلاج لأهمية عنصر الوقت في الانقاذ والتقليل من المضاعفات ونقوم حالياً بإعداد الكوادر وبدورها تقوم وزارة الصحة بتزويد الوحدات بالأجهزة المعملية لتقديم الخدمة الطبية السريعة للمريض وتجنب المضاعفات التي تهدد حياته بالخطر فضلاً عن تواصل المركز مع هذه الوحدات علي مدار 24 ساعة يومياً وتقديم المشورة الطبية تليفونياً والتعامل مع كافة الحالات لواتاحة الخدمة للمرضي في أماكن وجودهم لأن سرعة التعامل مع التسمم تعطي نتيجة أفضل. أضافت ان المركز يستقبل 1200 حالة شهرياً ما بين تسمم بالمبيدات الحشرية والأطعمة المغشوشة أو تناول جرعات زائدة من الترامادول. قالت: هناك اعتقاد خاطئ لدي الكثير بأننا مركز لعلاج المخدرات والحقيقة أن 60% من الحالات التي تتردد علينا بسبب التسمم الدوائي والاستخدام الخاطئ له سواء بطريق الصدفة أو عمداً كمحاولة للانتحار والتخلص من الحياة يليها التسمم بالمبيدات الحشرية منتقدة غياب دور الجمعيات الزراعية التي كانت ترشد الفلاحين وتقوم بتوعيتهم بالاستخدام الآمن للمبيدات الحشرية للتخلص من الآفات الزراعية. وفي المرحلة الثالثة يأتي التسمم بالمواد الكيماوية خاصة المنظفات المنزلية كالكلور والبوتاس والفلاش وهو ماء نار يصيب الأطفال بحروق شديدة في المرئ والتصاقه والبلعوم والجهاز الهضمي بسبب تناول الأطفال لهذه الكيماويات بطريق الخطأ. وتأتي في المرحلة الرابعة الحالات المترددة بجرعات زائدة من المواد المخدرة كالترامادول والحشيش والبانجو والمورفين والهيروين وبعض المنشطات والمنتجات والتركيبات الحديثة التي استحدثها أهل الشر وضحايا المخدرات في كل الأعمال وكل المستويات الاجتماعية والأكثر شيوعاً هم ضحايا الكحول المغشوش "الميثانول" الذي يصيب المرضي بالعمي وأمس استقبل المركز حالة من هذه الحالات التي تحتاج لغسيل كلوي لتحليص الدم من الكحول المغشوش والسموم الناتجة عنه ومثل هذه الحالات تزيد في موسم رأس السنة. وحذرت المواطنين سكان الفيوم وأبورواش من النوم في أماكن مفتوحة حيث تأتي لنا مئات الحالات مصابة بلدغ عقارب وثعابين التي يتزايد وجودها مع موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة. قالت: نستعد لحالات ما بعد النتيجة الدراسية حيث ترد لنا محاولات انتحار كثيرة بسبب رفض النتيجة ومحاولة التخلص من الحياة بالانتحار وهو الأمر الذي يكثر بين الفتيات وأيضاً السيدات ضحايا عنف الأزواج مشيرة إلي أن الحالات التي ترد للمركز موسمية منها ما يرتبط بموسم الامتحانات ومنها ما يرتبط بموسم الشتاء حيث حالات الاختناق بسبب الدفايات والتدفئة بالخشب والفحم وحالات التسمم الناتجة عن التسمم بالمبيدات. وعن شائعة التسمم بالبطيخ والخوخ قالت: لم ترد للمركز أية حالة للتسمم بكلا الفاكهتين وان كان الأمر يتطلب من جهات الرقابة تحليل الفاكهة الموجودة في الأسواق كنوع من الوقاية وحماية المواطنين وعلي جانب آخر يجب ان ينتبه المواطنون بتناول الفاكهة في موسمها ومراعاة ان تكون بشكلها وحجمها الطبيعي. وطالبت المواطنين بتحري الدقة في نظافة الخضراوات والفاكهة وغسلها بالماء الجاري بعد نقعها بعض الوقت لخطورة التسمم بالمبيدات الفسفورية التي تسبب شللاً للعضلات والتشنجات العصبية والتأثير علي الرئة والتنفس. وحذرت طلاب الثانوية العامة من تناول المهدئات والمنشطات والتقليل من تناول النسكافيه والشاي وأي منبهات. قالت د. هدي عبد ربه-المشرفة علي معمل التحاليل بالمركز-: إن المركز يقوم بعمل تحليل وظائف "إنزيم" للمصابين لمعرفة وتحديد المادة التي بلعها المصاب سواء سم فئران أو رش المبيدات أو حالات محاولة الانتحار ثم قياس نسبة التسمم عن طريق أجهزة غازات الدم والصوديوم والبوتاسيوم.. كما يوجد جهاز لقياس أنواع المخدرات سواء كانت "حشيش أو ترمادول أو منومات أو مهدئات أو منشطات" حيث يتم سحب عينة البول وإدخالها للجهاز الذي يقوم بتحديد النسبة بدقة عالية. قاد د. أسامة أحمد -الطبيب المقيم-: هناك تواصل دائم وتنسيق مع باقي المستشفيات خاصة أقسام الباطنة لتعرضها لأنواع من التسمم الغذائي.. وتعد تكلفة أمصال السموم مرتفعة جداً نظراً لغلاء مكوناتها من حيث الفحم والمضادات لأنواع السموم المختلفة وعلي الرغم من ذلك فجميعها متوافرة لدينا مثل مصل لدغات الثعابين والعقارب والتسمم الغذائي والمدخرات بكافة أنواعها والمبيدات الحشرية والكيماويات والكحوليات خاصة أن معظمها يسبب فشلاً كلوياً وعمي. أوضحت د. دنيا كمال -كيميائية أخصائي تحاليل-: ان تحليل الدم للمصاب يستغرق أقل من نصف ساعة حتي نتعرف علي كمية المسوم في دم المصاب ويتم علاجه. ولابد من الاسراع في إنقاذه حتي لا تحدث مضاعفات مثل التشنجات أو تلف بعض أجهزة الجسم نهائياً. أما إذا احتاج المريض لتحليل غازات دم وصورة دم كاملة وتحاليل أخري كثيرة فتستغرق جميعها ساعة واحدة.. ونقابل أحياناً حالات يصعب انقاذها مثل تعاطل الميثانول الذي يصيب بالعمي النهائي. وأقراص الكيماويات التي تدمر خلايا الجسم بأكمله وبسرعة فائقة. قال جمال شعبان -موظف استقبال- انه يتم تسجيل بيانات المريض منذ اللحظة الأولي لدخوله إلي المركز.. حيث يقوم أهالي المريض بملء استمارة دخول ويرفق بها صورة من بطاقة الرقم القومي بالتزامن مع اجراء الاسعافات الأولية والكشف علي المريض.. مشيراً إلي أنه يتم استقبال كافة الحالات دون استثناء أو تمييز وتذليل كافة العقبات أمام ذوي المرضي. قال أحمد فاروق -مشرف التمريض-: من أصعب أنواع حالات السموم التي نواجهها المبيدات الحشرية وتعاطي الأدوية بكميات بغرض الانتحار ويمكن علاجهم في حالة سرعة الانقاذ نظراً لعدم حدوث أي مضاعفات سريعة. ونطالب أهالي المصابين بعدم اعطائهم أي أدوية لاسعافهم في المنزل لأنه يقضي علي الحالة بالكامل ويسبب نتائج خطيرة يصعب علاجها كما انه يمكن ان يؤدي للوفاة. قال محمد السيد "مشرف أمن" ان العمل يسير بشكل طبيعي في شهر رمضان مثل باقي الأيام والورديات منتظمة.. موضحاً ان مشكلتنا كرجال أمن بمركز السموم هي التعامل مع أهالي المرضي وأصدقائهم حيث ينشأ الكثير من المشاجرات بين أهالي المرضي وبيننا بسبب اصرار الأهالي علي الدخول في غير مواعيد الزيارة أو رغبة أهل المريض في دخول المركز بالقوة ولكننا نتصدي لهم.