هذه الرسالة العاجلة أبعث بها إلي الدكتور عبدالقوي خليفة محافظ القاهرة وأرجو أن تصله في اليوم نفسه. وأن يقرأها بعد أن تصله. وسأكون مبالغاً في التفاؤل إذا توقعت أن يكون لديه رد عليها. الرسالة تدور حول قرار اتخذه المحافظ بالأمس القريب بمنع سير مركبات التوك توك بشوارع القاهرة وأحيائها. القرار لم يكتف بمنع سير التوك توك. بل شمل أيضا التحفظ عليه والقرار أراه متسرعا بعض الشيء.. لأن سيادة المحافظ سوف يفاجأ بأن هذه التكاتك يقودها في الغالب الأعم شباب. سيقولون إنهم يوفرون عن طريقها قوت يومهم بعد أن طحنتهم البطالة المفتعلة من حكومات سابقة. وأن العمل علي توك توك أفضل من السرقة أو التسول. وقد يفاجأ المحافظ بوقفات احتجاجية واعتصامات لأصحاب وسائقي التكاتك أسوة بفئات المجتمع جميعها إلا قليلاً التي خرجت في وقفات احتجاجية لتحقيق مطالبها. وإذا كان محافظ القاهرة جادا في قراره أو سبقه بدراسة أبعاده وأسباب انتشار التوك توك في شوارع العاصمة لكان أصدر قراراً بمنع بيع التوك توك من الأساس وبالتالي العمل مع الحكومة علي وقف استيراده. ففي السابق أصدرت حكومة المدعو أحمد نظيف قراراً بمنع سير التوك توك في الشوارع الرئيسية بالقاهرة والمحافظات بينما كان استيراد هذه المركبة يجري علي أشده فكان التوك توك ينتشر كالنار في الهشيم حتي أصبح عدده في بعض المناطق يفوق عدد السيارات. بل ويعوق حركة سير المشاه قبل السيارات. وعندما وجدت حكومة نظيف المبجلة أن لا حل لهذه المشكلة إلا بترخيص التوك توك تنازلت عن قرارها بمنع السير واكتفت بتوفيق أوضاع التكاتك.. وأغلب الظن أن هذا هو مآل القضية. إذ لن يجد د.عبدالقوي خليفة محافظ القاهرة أمامه سوي الرضوخ لهذه الغوغائية وإعلان الهزيمة أمام مافيا التوك توك. كما سبق أن أعلن كل المسئولين الهزيمة أمام مافيا الميكروباص التي مازالت تتحدي الجميع رغم مخالفاتها التي فاقت الوصف. بل زادت بعد الثورة حتي أنني شاهدت أحد سائقي الميكروباص ينزل من ميكروباصه ويمسك بتلابيب ضابط شرطة وأوشك علي ضربه لولا تدخل المارة لمجرد أن أوقفه الضابط وطلب منه الرخصة لأنه ارتكب مخالفة مرورية. سيأتي اليوم الذي نشاهد فيه سائق التوك توك انا هنا طبعا لا أقصد ذلك السائق ذي السبع سنوات . يعتدي علي الركاب ورجال المرور لأن شوكته وقتها ستكون في أقوي حالتها مادام هناك مسئولون لا يدرسون قراراتهم قبل إصدارها ويضطرون آسفين للرجوع عنها بعد اكتشافهم الحقيقة وهي أنهم أضعف بكثير من مافيا الميكروباص والتوك توك. ثم إن الدكتور خليفة أدري بحكم منصبه السابق كرئيس لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمشاكل التي تعانيها القاهرة من رداءة مياه الشرب وطفح الصرف الصحي. وكنا ننتظر منه اقتحام هاتين المشكلتين تحديدا لخبرته الكبيرة فيهما لكن هذا لم يحدث. أما مشكلة المشاكل التي لا ندري سببا لوجودها أساسا في عاصمة مصر فهي تراكم أكوام القمامة في كل مكان. ليس في الأحياء الشعبية فقط بل في الأحياء الراقية أيضا. ولن نقبل عذرا مثل تقاعس شركات النظافة الأجنبية أو أن المحافظة تدرس الاستعانة بالشركات الوطنية والجمعيات الأهلية في هذا الشأن. يا دكتور خليفة ماذا قدمت للقاهرة منذ قدومك إليها؟ إذا لم تستطع حمل المسئولية فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.. اتركها لمن يستطيع.. نريد قاهرة متلألئة وليست قاهرة متخلفة يا دكتور خليفة.