يحضر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم 21 من مايو الحالي موتمراً لقمة الدول العربية والإسلامية بالرياض عاصمة المملكة العربية السعودية ويشهده 17 من زعماء هذه الدول بالاضافة إلي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عاهل السعودية الذي وجه الدعوة لهؤلاء الزعماء. أكد الملك سلمان أن هذه القمة تأتي في ظل تحديات وأوضاع دقيقة بمر بها العالم.. معرباً عن أمله في أن تؤسس هذه القمة التاريخية لشراكة جديدة في مواجهة التطرف والإرهاب. ونشر قيم التسامح والتعايش المشترك. وتعزيز الأمن والاستقرار والتعاون خدمة لحاضر ومستقبل شعوبنا. لا شك أن هذه القمة الأمريكية العربية الإسلامية ستركز علي الموضوعات التي أعلن عنها الملك سلمان بن عبدالعزيز وأهمها مواجهة التطرف والإرهاب. وتتضمن إلي جانب آخر موضوعات اخري لدعم العلاقات بين هذه الدول وأمريكا كالتعاون الاقتصادي والتجاري.. إلي جانب الافراج عن تصدير السلاح إلي ليبيا لمواجهة الإرهابيين.. واضراب المسجونين الفلسطينيين عن الطعام في اسرائيل طلباً للحرية. السؤال الأهم في هذه القمة.. هل يطرح دونالد ترامب علي هؤلاء الزعماء موضوع نقل السفارة الأمريكية للقدس كبداية للاعتراف بأن القدس عاصمة لإسرائيل؟! أم يتخلي عن هذا الموضوع مؤقتاً؟!. لو افترضنا أنه سيعرض نقل السفارة.. فما هو رد الفعل من الزعماء العرب والمسلمين؟! هل سيحرجون من ترامب خاصة اذا اقترن نقل السفارة بثمن الموافقة علي اقامة الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية؟. معروف أن ترامب ركز في حملته الانتخابية أنه سيوافق علي نقل السفارة الأمريكية للقدس.. وكرر هذا الوعد أكثر من مرة.. وربما اعتمد في حملته الانتخابية للرئاسة علي تبرعات اليهود الأمريكيين لتمويلها.. وقال أحد اليهود الأمريكيين إن ترامب اعتمد علي ذلك في وعوده لنقل السفارة. والاحتمال الأكبر الا يطرح ترامب علي الزعماء العرب والمسلمين هذه الفكرة في اجتماع القمة. وربما يفاجئهم بها عند زيارته لإسرائيل ويعلن من هناك نقل السفارة.. وبذلك تكون الصدمة قوية وحينئذ تفشل كل الاتفاقات التي تم التوصل إليها. لكن كل الشواهد تؤكد أن ترامب لن يعلن في اسرائيل نقل السفارة الامريكية للقدس.. والدليل أن اسرائيل تراجعت عن هذا المطلب مؤقتاً.. حيث قال مراسل قناة "فوكس" الامريكية "كونور باول" نقلاً عن عدد من مسئولي الإدارة الامريكية إن اسرائيل غير مهتمة بنقل السفارة الامريكية للقدس في الوقت الحالي. وذكرت القناة السابعة الإسرائيلية أن مسئولين في الادارة الامريكية يصرون علي أن اسرائيل غير مهتمة حالياً بنقل السفارة الامريكية للقدس. وقال "باول" إن كل من تحدثت معهم في واشنطن حول هذا الموضوع قالوا إن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل قال للرئيس ترامب ألا ينقل السفارة في هذه المرحلة. وقال زعيم الائتلاف في الكنيست الإسرائيلي ديفيد بيتون إن الحكومة الإسرائيلية مهتمة بنقل السفارة لكن الأمر يتوقف علي الثمن.. ولن نكون مستعدين لدفع أي ثمن سياسي مقابل نقل السفارة.. وأي شيء تريده اسرائيل سيكون له ثمن سياسي. ونتنياهو غير مستعد للانتهاء من أجل هذا الأمر في الوقت الحالي. في نفس الوقت أصدر مكتب نتنياهو بياناً قال فيه إن رئيس الوزراء يبذل كافة الجهود لنقل السفارة الأمريكية للقدس. واضح أن القمة العربية الإسلامية مع ترامب أجلت اتخاذ هذا القرار في الوقت الحالي مقابل أن تدفع البلاد العربية الإسلامية ثمن القضاء علي المنظمات الإرهابية وبعدها يكون الجو مهياً لنقل السفارة طبقاً لوعود ترامب التي اخذها علي نفسه في حملته الانتخابية.