خمسة أيام في شرم الشيخ

من أول السطر

هي قطعة من جنان الرحمن اختص الله بها أرض الكنانة.. لوحات ربانية مبدعة وطبيعة خلابة وبيئة تجمع كافة عناصر السحر والجمال. ما بين جبال صخرية ورملية ارتسمت في نقوش راقية وبديعة. وشواطئ طبيعية غاية في الروعة. وسماء زرقاء ومياه صافية. وشعب مرجانية فريدة.. إنها مدينة شرم الشيخ.
وقد حرصت الأسبوع الماضي علي تلبية دعوة كريمة من وزارة الشباب والرياضة لزيارة المعالم السياحية والأثرية لمحافظة جنوب سيناء ضمن وفد نقابة الصحفيين. في إطار خطة الوزارة لتدعيم وتعميق الانتماء لأرض الوطن الغالية وتنشيط السياحة التي تأثرت كثيرا بمتغيرات السياسة والاقتصاد.
وقد حفلت الزيارة ببرنامج مكثف والعديد من الفاعليات ما بين اللقاءات مع أصحاب المشروعات السياحية وأبناء سيناء والشباب من كافة المحافظات. ولقاء مع محافظ جنوب سيناء.
وبالحاسة الصحفية والوطنية رصدت جملة من الانطباعات والرسائل والتطلعات تعجز هذه السطور عن استيعابها.
نقتطف بعضها ونتخير. من أهم الانطباعات أن مدينة السلام مدينة نظيفة وصديقة للبيئة ازدادت تزينا وتألقا وارتدت حلة راقية. تجمع بين عبق التاريخ وجمال الحاضر وأحلام المستقبل. بما تملكه من مقومات للتنزه والرفاهية والاستمتاع بجودة الحياة. تضارع وربما تتفوق علي أهم المزارات السياحية في العالم.
ومن الرسائل صمود "شرم الشيخ" أمام التحديات وإصرار أصحاب الشواطئ الخاصة والمشروعات السياحية الصغيرة والمستثمرين الكبار والعاملين من الشباب في المشروعات السياحية والخدمية علي التشبث بالأمل والسعي الحثيث لعودة الحركة السياحية للمدينة بتقديم العروض والتخفيضات وبالفعل بدأ الزخم السياحي للعودة تدريجيا.
وإذا كان قدر مدينة السلام أن تدفع ثمن تقلبات وتموجات السياسة. فإنها لن تقف طويلا مكتوفة الأيدي وقبلت التحدي بعزيمة وإرادة الرجال.
ومن المشاهد التي سرتني أيضا انبهار السائحين من العرب والأجانب بسحر المدينة والتفكير في العودة لها مجددا ودعوة الأصدقاء للاستجمام في هذا المنتج المبهر.
ومن أهم الأمنيات ضرورة أن تكثف الوزارة من مثل هذا الرحلات والاهتمام بوضع برنامج تربوي ورياضي يتضمن محاضرات تثقيفية عن أهم المعالم الأثرية لجنوب سيناء مثل دير سانت كاترين وعيون موسي وخليج نعمة والمحميات الطبيعية في رأس محمد ونبق. ورأس نصراني. وجزيرة تيران وجزيرة فرعون وقلعة صلاح الدين بمدينة طابا وغيرها.
شرم الشيخ تتحدي وتتعافي. وتفتح ذراعيها لأبناء الوطن ولن تنتظر "سياح" روسيا أو بريطانيا!