في الوقت الذي تتصاعد فيه أزمة المياه حيث تصل إلي ذروتها بين دول نهر النيل من حيث انخفاض حصة المياه لدول المصب مما ينتج عنه انخفاض حصة الفرد وتردي أحوال الأراضي الزراعية تجدنا نحن المصريين نتفنن في اهدار تلك الثروة بطرق مختلفة ومتنوعة فعلي سبيل المثال لا الحصر اهدار مياه الصرف الزراعي والمياه العذبة ايضا من خلال المصارف والخلجان التي تتصل بالترع وتنتهي بمياه البحر. في محافظة الاسماعيلية وفي مدينة فايد كارثة وصورة صارخة لاهدار تلك الثروة مما يهدد الأمن المائي داخل الجمهورية وكذلك انهيار منظومة السياحة بعد عزوف المصطافين عن الذهاب لتلك المدينة السياحية بعد تردي أحوال الشواطيء وتحولها إلي برك ومستنقعات طينية جراء تصريف مياه الري الزائدة ومياه الصرف الزراعي إلي مياه البحيرات المرة في صورة كارثية تتطلب من الجهات المعنية سرعة التدخل لاحتواء هذا الموقف المؤسف. في مدينة فايد علي وجه الخصوص ما يقارب 33 مصرفا زراعيا تصب آلاف الأمتار يوميا في مياه البحيرات المرة مما يهدد بكارثة مؤكدة فإذا كانت الحكومة تهتم بمياه الصرف الصحي واعادة معالجتها واستخدامها في ري الكثير من الأراضي الزراعية في بعض الأماكن فمن الأولي الاهتمام بمياه الصرف الزراعي التي تهدر ليل نهار أمام أعين المسئولين بمديرية الزراعة بالاسماعيلية دون تقديم حلول سريعة وناجزة من خلال إنشاء محطات معالجة مياه الصرف الزراعي واعادتها للترع للاستخدام مرة أخري. وفي سؤال لأحد العاملين بمجال الزراعة اشار إلي أن كم المياه المهدرة جراء تصريفها في مياه البحيرات المرة يفوق كم المياه المستخدم في ري الأراضي. واشار آخر إلي ضرورة انشاء محطات معالجة وربط جميع المصبات بعضها ببعض وربطها بمحطة المعالجة واعادتها إلي الترع مرة أخري مما يساعد في زيادة الرقعة الزراعية وزيادة المحاصيل والاستخدام الآدمي وبهذا ايضا نكون قد قضينا علي مشكلة تلوث الشواطئ داخل مدينة فايد واعادتها علي خريطة المناطق السياحية مرة أخري بعد ان هرب منها كثير من روادها اثر تردي حالة الشواطئ والتي أصبحت اشبه بالبرك والمستنقعات التي تتسبب في كثير من الأمراض الجلدية حال نزول البحر.