** زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدولتي الكويتوالبحرين جاءتا استكمالا لجولة الرئيس بمنطقة الخليج التي بدأت بزيارة المملكة العربية السعودية ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.. وتلتها زيارة دولة الامارات العربية المتحدة والتي التقي خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة لدولة الامارات. ولاشك في ان جولة الرئيس عبدالفتاح السيسي لمنطقة الخليج لها أهمية خاصة ليس فقط لتعزيز العلاقات المصرية الخليجية وإنما لبحث أوضاع المنطقة العربية بأكملها وذلك في ظل الأزمات والتحديات الكبري التي تواجه دول المنطقة سواء في سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا. ولا يختلف اثنان علي ان المنطقة العربية تعج حاليا بالعديد من الاحداث المتسارعة التي تلقي بظلالها علي كل دول المنطقة سواء في الخليج العربي الذي تحاول ايران العبث في بعض دوله مما يهدد استقرار المنطقة التي تتحرك فيها الاصابع الايرانية سواء في اليمن أو في البحرينوالعراقوسوريا.. مما يستوجب تضافر الجهود لمواجهة المخططات الايرانية واطماعها في المنطقة التي تعتبر إحدي دعائم الأمن القومي المصري والعربي. ولا يخفي علي أحد أن علاقة مصر بدول الخليج أزلية وتمتد لعشرات السنين لأن ما يربط بين الشعب المصري وشعوب دول الخليج من علاقات وأواصر لم تستطع أي أحداث أو تقلبات سياسية ان تؤثر فيها أو تضعفها في يوم من الأيام ويكفي انها لم تتأثر لحظة بالمقاطعة العربية في اعقاب توقيع معاهدة واتفاقية السلام مع إسرائيل.. فقد ظلت العلاقات المصرية الخليجية علي متانتها وقوتها الي ان اعادت أكثر قوة بعد انتهاء المقاطعة الشكلية. ولا ينسي أبناء كل دول الخليج بلا استثناء ان المصريين عاشوا معهم أشقاء كمعلمين وأطباء ومهندسين قبل حدوث الطفرة النفطية.. فقد ساهم المصريون في تعليم وعلاج والمساهمة في بناء كل دول الخليج مع أبنائها بعد استقلال هذه الدول من المحتل البريطاني الذي كان يضع أغلب دول الخليج كمستعمرات بريطانية. والعلاقات المصرية - الكويتية متأصلة منذ عشرات السنين ونموذج يحتذي به.. فمن أبرز هذه المواقف موقف القيادة المصرية الواضح والمؤيد والداعم للكويت خلال فترة الغزو العراقي عام 1990م وتتسم العلاقات المصرية - الكويتية بالقوة والتقارب والدعم المتبادل حيث لم تتدخر مصر جهدا للدفاع عن أمن الكويت ووحدة أراضيه وفي المقابل كانت مواقف الكويت مقدرة تجاه استقرار مصر ودعمها ضد الإرهاب. ومنذ أن تولي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في الكويت زادت متانة العلاقات الكويتية - المصرية وتعززت أكثر فأكثر سواء علي الصعيد الثنائي أو علي الصعيد العربي وواصل الأمير سلسلة الزيارات المتبادلة وحضر مراسم تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر في يونيو .2014 زيارة الرئيس السيسي الي الكويت الشقيقة هي الثانية منذ توليه رئاسة الجمهورية حيث زارها في 2014 ولها مدلولها الخاص لأنها تؤكد علي عمق العلاقة التي تجمع بين البلدين والشعبين وبما يساهم في دفع أفق التعاون بينهما في مختلف المجالات وتأكيداً لحرص الجانبين علي استمرار التنسيق المشترك بشأن سبل التعامل مع التحديات التي تواجه الأمة العربية بهدف تعزيز وحماية الأمن القومي العربي. ولعل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لمملكة البحرين الشقيقة ومباحثاته مع الملك حمد بن عيسي آل خليفة تحمل الكثير من الرسائل المهمة التي يجب ان تصل إلي من يحاول العبث بأمن البحرين وأمن الخليج.. كما انها تساهم في تطوير العلاقات الثنائية المتميزة علي كافة الاصعدة فضلاً عن مناقشة سبل تعزيز وحدة الصف بين الدول العربية بما يساهم في خدمة القضايا العربيية وتعزيز التضامن العربي المشترك لحماية مصالحها المشتركة ويلبي طموحات وآمال وأحلام شعوبها والوقوف بحسم أمام كافة محاولات التدخل الأجنبي في شئونها.. وكلها رسائل مهمة تهدف إلي لم الشمل العربي وبحث ازمات المنطقة والالتزام المصري بحماية أمن الخليج وعدم سماح مصر بالمساس بأمن وسيادة واستقرار اشقائها بالخليج.. لان أمن الخليج من أمن مصر.. فمصر تقف الي جانب اشقائها بالخليج في مواجهة اي تهديدات اقليمية أو خارجية ومحاربة الإرهاب والتطرف والتأكيد الفعلي لمقولة الرئيس والقائد والزعيم عبدالفتاح السيسي: "انه إذا تعرضت بعض دول الخليج للتدخل الأجنبي فإن المسألة لا تستغرق سوي "مسافة السكة". وتحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر.