بعد إعلان نتائج سباق الإليزيه بوصول المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون إلي قمة الهرم السياسي الفرنسي. تسطر فرنسا من جديد تاريخا سياسيا بانتخاب أصغر رئيس في تاريخ فرنسا منذ نابليون بونابرت. فالرئيس الثامن في الجمهورية الخامسة. يملك سجلا حافلا بالتكوينات الأكاديمية. بدأه بمعهد "هنري الرابع". ثم التحق بمدرسة العلوم السياسية بباريس ذائعة الصيت عام 2001. وأتبعها بتكوين في المدرسة العليا للإدارة بمدينة ستراسبورغ "2002-2004". بالإضافة إلي مروره بمؤسسات تربوية عريقة أخري. وبالموازاة مع ذلك. تقلد ماكرون وظائف عليا عدة. فعمل مفتشا عاما للمالية لمدة 3 سنوات. ثم انتقل بعد ذلك ليعمل في لجنة مهمتها إيجاد سياسة مالية تدعم الاقتصاد الفرنسي تحت رئاسة جاك أتالي. مستشار الرئيس الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران. وفي عام 2008. غادر ماكرون وظائف إدارات الدولة ليلتحق بمصرف روتشيلد. لاكتشاف خبايا المال والأعمال. ثم عاد في عام 2012 للعمل مع الرئيس هولاند مستشارا اقتصاديا ليعينه الأخير وزيرا للاقتصاد عام 2014. لكن مع بداية 2016. قدم ماكرون استقالته من العمل في الحكومة. وأسس حركة "إلي الأمام". التي استقطبت الآلاف من الشباب الفرنسي. وأربكت المشهد السياسي. إذ تصف الحركة نفسها بأنها ليست يسارية ولا يمينية وقد تحالفت مع حزب الوسط بقيادة فرانسوا بايرو.. ثم أعلن بعد ذلك ماكرون ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية. مرشحا مستقلا بعد أن رفض الترشح تحت مظلة الحزب الاشتراكي. ويحظي ماكرون بسمعة محبوبة وسط الفرنسيين. بالنظر إلي أفكاره الحداثية الجديدة وسجله النظيف. إضافة لخبرته العملية. مما جعله يحظي بدخول قصر الإليزيه. ويحمل ماكرون. الليبرالي. برنامجا يسعي إلي مرونة أكبر في الاقتصاد الفرنسي والحفاظ علي علاقة قوية مع الاتحاد الأوروبي. ويضع مكافحة الإرهاب علي رأس أولوياته. وينتقد ربط الدين أو الأصول الجغرافية بالفكر المتطرف الذي يتغذي علي الكراهية.