أسئلة كثيرة ومتعددة وردت إلي "المساء الديني" . يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور دينهم ودنياهم. بعض هذه الأسئلة عرضناها علي فضيلة الدكتور عبد المنعم أحمد سلطان أستاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة المنوفية. فأجاب بالآتي : * يسأل جميل راشد : كيف تتصرف الزوجة في المشاكل الناشئة من اختلاف التقاليد بين الزوجين؟ ** ما دامت قد رضيته زوجا لها فلتتحمله ما استطاعت. وليحاول كل منهما أن يتنازل عن بعض ما يمكنه التنازل عنه من صفات وتقاليد ليلتقيا في منتصف الطريق. وليحرصا علي بقاء الزوجية. ويجب علي الزوج أن يكون أصبرهما وأرفقهما. وما دخل الرفق في شيء إلا زانه. ولا نزع من شيء إلا شانه. وأخيرا ليس هناك من دواء سحري لهذه المشكلات. وإنما تعالج بحسن الفهم والرفق والصبر والاستعانة بالله والصلاة. * يسأل عبد الرحمن نحاسة: بعض الناس يصطحب أطفاله معه إلي المسجد في الجمعة وغيرها .وقد يترتب علي ذلك التشويش علي المصلين. فما رأي الدين في ذلك ؟ ** ميز الفقهاء بين أمرين هما: اصطحاب الأطفال المميزين إلي المساجد وهم الذين يسمعون النصح والتوجيه ويمتنعون عن التشويش وإلهاء المصلين إذا نهوا عن ذلك .وهؤلاء يستحب شرعا اصطحابهم إلي المساجد لتعويدهم علي الصلاة وتنشئتهم علي حب هذه الأجواء الإيمانية التي يجتمع فيها المسلمون لعبادة الله تعالي حتي يكون ذلك مكونا من مكونات شخصيتهم بعد ذلك .مع الحرص علي تعليمهم الأدب ونهيهم عن التشويش علي المصلين والعبث في المسجد علي أن يكون ذلك برفق ورحمة .وأن يتم التعامل مع الطفل بمنتهي الحلم وسعة الصدر من غير تخويف أو ترهيب .. والأمر الثاني هو أصطحاب الأطفال الذين يعلم أو يغلب علي الظن أن الواحد منهم لا يكف عن التشويش وإلهاء المصلين إذا نهي عن ذلك فهذا أمر مكروه شرعا وذلك للحفاظ علي جو الهدوء المطلوب في المساجد لحصول الخشوع الواجب أثناء الصلاة أو الخطبة. وكذلك للحفاظ علي طهارة المسجد وسلامة محتوياته. * يسأل محمد سرور : ما حدود الكسب الحلال في التجارة ؟ ** قال الرسول صلي الله عليه وسلم "التاجر الأمين الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين" .وقد شارك النبي صلي الله عليه وسلم في بعض الرحلات التجارية .وعاش من العمل في هذا المجال عمره الأول .وكذا كان صحبه رضوان الله تعالي عليهم . والتجارة علي كل حال ينبغي أن تكون شريفة الوسائل .نبيلة المسالك. حيث حذر النبي صلي الله عليه وسلم من الغش والخداع والجشع . بقوله صلي الله عليه وسلم "إن التجار يبعثون فجارا يوم القيامة إلا من اتقي وبر وصدق". أما فيما يتعلق بحدود الكسب الحلال في التجارة فنقول ليس لأرباح التجارة حد تقف عنده وتحرم بعده. ربما لا نجد نصا صريحا في تحديد الربح والذي نراه أن الظروف الطبيعية تقف بالمكاسب عادة عند حد الاعتدال. وذلك لأن التاجر يشتري السلعة بثمن ما ولكنه عندما يضع لها سعرا للبيع يضيف إلي ثمنها الأصلي نفقات التخزين والنقل .ثم الربح الذي يقيم عليه حياته. وقد يضيف إلي ذلك زيادة ما لضمان غده. لأن التاجر في الغالب ليس موظفا حكوميا له أجره الرتيب وله مدخرات تكفل معاشه بعد ترك الوظيفة والناس تعلم ذلك وترضي به في نطاق الاعتدال .ولهذا نهي الشارع سبحانه وتعالي عن الاحتكار وعده جريمة خلقية واجتماعية .وهو أقصر طريق لأكل أموال الناس بالباطل وإشباع النهم الفردي من احتياجات ذوي الحاجات .وأثني علي ربح التجارة المشروع بقوله تعالي "يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم" فالتراضي هو طيب النفس بالأخذ والعطاء. وهو ما ينطبق علي اعتدال الكسب الحلال في التجارة.