شاهدت مباراة الزمالك والاسماعيلي بالدوري المصري أمس. وبعدها بدقائق شاهدت مباراة يوفنتوس الإيطالي وموناكو الفرنسي في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال الاوروبي. ولك أن تتخيل حالة من شاهد مباراة من العك الكروي بالدوري المصري. ثم أتبعها بمشاهدة مباراة في فنون الكرة العالمية. طبعاً لا مجال للمقارنة ولكن أعتقد أن هناك حداً أدني من مستوي المهارة والخطط واللياقة وحالة الملاعب وحتي مهنية مخرجي ومصوري المباريات. هذا الحد الأدني ليس موجوداً عندنا. وبالتالي تحولت مباريات الدوري المصري إلي ساعة ونصف الساعة من المعاناة وحرق الأعصاب لمن يريد مشاهدة مباراة. هذا الكلام لا ينطبق علي مباريات الزمالك صاحب "مدرسة الفن والهندسة سابقاً" ولا الاسماعيلي "برازيل الكرة المصرية سابقاً" ولكن ينطبق أيضاً علي الأهلي "الشياطين الحمر سابقاً". ففي مباراة الزمالك والاسماعيلي رأيت لاعبين أقرب إلي أصحاب المعاشات عندما يلعبون مباراة في الكرة. لا مهارة ولا لياقة ولا جمل تكتيكية تم التدريب عليها. ووجدت لا مبالاة واستهتاراً واعتراضاً علي قرارات الحكم "عمال علي بطال". ولاعبين يتحركون ببطء ويتميزون بثقل الوزن وتمريرات مقطوعة أكثر من التمريرات السليمة. وانهار مستوي بعض النجوم الذين كانوا منقذين لفرقهم. وظهر معظم لاعبي الفريقين غير جديرين بارتداء فانلة الزمالك أو فانلة الاسماعيلي. وبالمثل ظهر معظم لاعبي الأهلي في مباراته الأخيرة أمام الإنتاج الحربي خارج السلوك المعروف عن أبناء الأهلي وغير جديرين بارتداء الفانلة الحمراء وافتقدوا روح هذه الفانلة وكانوا قليلي الحيلة.وبلا مهارة ولا لياقة ولا خطة ولا أداء يقنع الجمهور الأهلاوي. أما بالنسبة للإخراج التليفزيوني للمباريات فحدث ولا حرج. ففي الوقت الذي يكون فيه المشاهد منتبهاً لمتابعة هجمة مهمة لفريقه تجد المخرج يعيد هجمة سابقة أو يركز علي وجه لاعب محدد لمدة نصف دقيقة كاملة مثلا أو يركز علي أفعال أطفال أو فتيات من الجمهور مما يجعلك تلعن هذا المخرج أو من وضعه في هذا المكان وكلفه بهذه المهمة. باختصار.. إذا استمر حال فرق الأهلي والزمالك والاسماعيلي ومعهم المصري وسموحة والمقاصة بهذا الشكل فأعتقد أن مستقبل المنتخب الوطني سيكون في خطر يهدد وصولنا إلي نهائيات كأس العالم المقبلة. أما مباراة المتعة والروعة الكروية والوجبة الفنية الدسمة فكانت في لقاء يوفنتوس وموناكو ومن قبلها بيوم مباراة ريال مدريد وأتلتيكو مدريد. هناك تجد الكرة كما يقول الكتاب. وهناك تجد مهارات ولياقة ولمسات فنية ودقة في التمرير وخططاً وجملاً تكتيكية وأداءً واحتراماً لقرارات الحكام. وتجد المدربين كل المدربين لا ينظرون للحكام بتعال واحتقار. أما التصوير التليفزيوني فهو متعة بحد ذاته تصويراً وإخراجاً وإعادة للفرص المهمة لكل فريق. وجمهوراً راقياً يحترم اللعبة واللاعبين والمدربين والحكام والأمن وكأنه يذهب في نزهة لقضاء وقت ممتع وتجد الأب والأم والأبناء والأصدقاء بلا خوف من الاستماع إلي ألفاظ خارجة ممن يسمون "التراس" فهذه الأشياء لا وجود لها في بلاد تحترم كل شيء حتي اللعب. مباراة الزمالك والاسماعيلي انتهت بالتعادل. ومباراة يوفنتوس وموناكو انتهت بفوز يوفنتوس بهدفين نظيفين للنجم هيجوايين. وظهر الفارق بين الاثنتين كالفارق بين المتعة والعذاب. وباختصار فإن الدوري المصري أصبح من أسوأ الدوريات العربية بعد أن كان في المقدمة والفضل طبعاً للمنظومة الكروية الفاشلة التي يديرها مجموعة من الأشخاص معظمهم تحكمهم المجاملات وأشياء أخري. وأحمد الله أنه ما زالت هناك فرصة لمشاهدة مباراتي العودة لهذا الدور من دوري الأبطال الأوروبي ثم مباراتي الدور النهائي التي ستكون درساً مهماً لأنديتنا ولاعبينا وكل المهتمين بالشأن الكروي المصري. وأخيراً فإن نجاح مفاوضات انتقال النجم المصري محمد صلاح من نادي روما الإيطالي إلي نادي أتلتيكو مدريد الإسباني سيمثل بارقة أمل ونقلة نوعية للكرة المصرية نتمني أن تنعكس بالإيجاب علي المنتخب المصري.