وسط غياب تام للأصدقاء والزملاء من الوسط الفني شيع أهالي قرية أبوفودة التابعة لمركز شربين بمحافظة الدقهلية جثمان الفنان مظهر أبوالنجا عن عمر يناهز "76 عاما" بعد صراع مع المرض أدي إلي نقله إلي أحد المستشفيات الخاصة بمنطقة المهندسين بالقاهرة إلي أن وافته المنية. وقد اصطف الأهالي بمدخل القرية منذ لحظة سماع خبر وفاته حتي تشييعه إلي مثواه الأخير بمقابر الأسرة حسب وصيته بجوار والديه في صحن المسجد الكبير بالقرية. أقيمت صلاة الجنازة التي تقدمها نجله الأكبر اسلام أبوالنجا. حيث أعلن وهو في قمة التأثر والدموع تتساقط من عينيه أن من كان له دين طرف والده الراحل فهو المسئول عنه. ومن كانت له مظلمة تجاهه فليسامحه وتقدم للكل بالرجاء أن يدعو له بالرحمة والمغفرة. وبعد الخروج من المسجد تسابق الحضور من الأهل والمشيعين في حمل الجثمان حباً ووفاء للفنان الراحل وصولاً إلي مقابر الأسرة. حيث تقدم شيخ المسجد لإلقاء خطبة عظة الموت ورحمة الله للأموات. ثم بدأ في ترديد الأدعية ويؤمن المشيعون من خلفه بأعلي أصواتهم "اللهم آمين" وظل البعض الآخريتلو القرآن ترحماً علي روحه والدعاء بالمغفرة. قالت الحاجة نجاة أبوالنجا: شقيقي الفنان الراحل كان يشعر بدنو أجله وأن أيامه في هذه الحياة أصبحت معدودة بدليل أنه اتصل بها منذ عدة أيام وأوصاها بإعداد مقبرته وتجهيزها علي نفقته الخاصة وأن يوضع جثمانه بداخل النعش الموجود داخل المسجد الكبير بالقرية والمعد للمتوفين من الأهالي. وشدد علي عدم وضع الجثمان علي تروللي سيارة الاسعاف وأن يتم الدفن بالطريقة الشرعية بمقابر الأسرة بمسقط رأسه بقرية أبوفودة بجوار والده ووالدته التي رحلت منذ حوالي خمسة أشهر ويوم تشييعها تنبأ بأنه سيكون أول من سيلحق بها من أبناء الأسرة. قال ابن شقيقه الدكتور عبدالله عطية وكيل إدارة شربين الصحية: عمي كان رجلاً مصرياً أصيلاً محباً لوطنه ولأهله ولجمهوره. حريصاً علي صلة رحمه وخدمة أبناء القرية وكل من يلجأ إليه ولم يتأخر يوماً عن مشاركة الأهالي في السراء والضراء وزيارة القرية من الحين للحين. وآخر زيارة كانت منذ حوالي ثلاثة أشهر وكانت زيارة قصيرة وبعدها بفترة بسيطة تأثرت حالته الصحية ودخوله المستشفي إلي أن توفي. أشار إلي أنه أوصي بأن تكون مراسم تشييعه بسيطة بعيداً عن مظاهر التباهي والتفاخر وأن يدفن بمسقط رأسه بمدافن الأسرة. أشار المحاسب محمد عبدالفتاح إلي أن رحيل الفنان مظهر أبوالنجا خسارة فنية كبيرة لأنه كان صاحب شخصية فنية متفردة وهو في نفس الوقت كان يعد مثالاً للفنان العصامي الذي حفر طريقه في الصخر بمفرده معتمداً علي موهبته بعيداً عن الوصولية والفهلوة وظل محتفظاً بقيمته وكرامته حتي النزع الأخير. أبدي أحمد بكر استياءه الشديد من تنصل أهل الفنان كعادتهم في مثل هذه الظروف وعدم المشاركة في وداع زملائهم. خاصة حال غياب المسئولين والكبار في الوقت الذي يجب أن يكون الفنانين مثالاً يحتذي به وقدوة للأجيال علي اعتبار أنهم شخصيات عامة ومحط أنظار الناس.