لغط كثير يدور منذ عدة اسابيع حول التغييرات القادمة في المؤسسات الاعلامية والصحفية القومية تواكب مع إنشاء الهياكل التنظيمية للهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للاعلام وباعتبار أن الهيئتين ستساهمان الي حد كبير في اعلان تلك التغييرات في الصحف وفي الاعلام المسموع والمرئي وهو امل طال انتظاره كثيرا خاصة إذا علمنا أن هناك مئات الآلاف من العاملين في هذا القطاع الحيوي الهام الذي يدخل الي البيوت والعقول المصرية احيانا كثيرة دون استئذان خاصة في الاذاعة والتليفزيون. وللحقيقة فإن من يتصور ان أي قيادة ستأتي لتولي تلك المؤسسات بالأماني بدون أن تكون لديها خطط حقيقية للنهوض بها ووفق جداول زمنية محددة فانها ستصبح مثل سابقيها.. فالمشاكل كثيرة ومتراكمة وبعض تلك المؤسسات عشش فيها الفساد لسنوات طويلة لدرجة اننا لم نعد نعرف الصالح من الطالح فيها من كثرة ما سمعنا عن وقائع فساد تحقق فيها الأجهزة الرقابية منذ سنوات دون الوصول لنتائج والغريب في الأمر أن كل مؤسسة يوجد بها مكتب للجهاز المركزي للمحاسبات الممثل الشرعي والرقيب علي أموال تلك المؤسسات باعتبارها مالا عاما ولا نعرف كيف يتواجد الفساد وممثلو الجهاز موجودون؟! وهنا لا اشكك في أحد لانه ليس لدي الدليل لكن ما أريد التأكيد عليه هو ان الاصلاح لا يتحقق بين يوم وليلة فالمؤسسات الصحفية وماسبيرو يدفعون ثمن سوء الادارة منذ حقبة الستينيات وحتي الآن جميعهم لعبوا ادوارا اسياسية في تثبيت كيان الدولة المصرية وابراز مزايا الأنظمة السياسية باعتبار اننا دولة انتقلنا من النظام الملكي الي الجمهوري ثم بعد ذلك الي الدولة التي تتبني القضايا العربية والقومية أي دولة المواجهة مع العدو الصهيوني وما تبع ذلك من حروب ومواجهات عسكرية ثم الانتقال الي مرحلة السلم وبناء مؤسسات الدولة وفي كل تلك المراحل وجميعنا يلعب دور الرقيب علي نفسه قبل أن يراقبنا غيره. ومع مرور الالفية الثانية بدأت مصر تري انفتاحا صحفيا بمؤسسات مستقلة بعضها لخدمة مصالح اقتصادية وسياسية ضخمة لمالكيها والبعض الآخر لمصلحة مخططات خارجية معروفة كان ظاهرها صحافة حرة وباطنها التعجيل للاطاحة بنظام مبارك. وفي نفس الوقت ايضا ظهرت القنوات الفضائية الخاصة التي جذبت شرائح ضخمة من مشاهدي التليفزيون المصري الذي تراجع الي حد الترنح. لكن هل لدي كل تلك المؤسسات الكوادر التي تضمن لها العودة مرة أخري للانطلاق؟! الاجابة نعم ولكن الأمر يحتاج كما سبق وقلت للادارة بالاهداف فإذا ضمنا أن من يتولي أي مؤسسة عليه أن يحدد اجندة أهدافه فاذا فشل في تحقيقها يكون رحيله امرا لا مفر منه نكون وضعنا اسسا صحيحة للعمل.. واسأل الله لاعلامنا ومصر العافية.