قام وزير الخارجية المصري سامح شكري بزيارة للشقيقة السودان خلال الأسبوع الماضي والتقي الرئيس عمر البشير وأبلغه رسالة شفوية من الرئيس عبدالفتاح السيسي تتضمن دعم العلاقات الأخوية بين مصر والسودان. كما التقي شكري نظيره وزير الخارجية السوداني وتم التباحث في مجمل العلاقات وكان أهم شيء توصلا إليه ألا يترك للإعلام في البلدين فرصة لإساءة العلاقات بينهما.. وأن يكون هناك لقاء بين الإعلاميين الذين ينشرون الأكاذيب بأن علاقات البلدين قوية ولا يسودها التوتر وعليهم أن يراعوا علاقات الأخوة والمصلحة المشتركة بينهما. وكانت آخر إشاعة قد راجت في السودان الشقيق أنهم طلبوا من المصريين المقيمين فيها مغادرة البلاد بحجة أن مصر وافقت علي تمديد العقوبات علي السودان بشأن الوضع في دارفور.. لكن مصر سارعت بنفي هذه الشائعة وقالت إنها حريصة علي السودان حرصها علي مصر. وأعلن المتحدث باسم الخارجية المصرية أن اللجنة المختصة في الأممالمتحدة بفرض العقوبات لم تجتمع أصلاً وبذلك نفي أن يكون هناك موقف من السودان.. وأن علي الخرطوم أن تستفسر من مندوبها في الأممالمتحدة عن حقيقة موقف مصر ليؤكد أن التعاون وثيق بين البلدين في المنظمة الدولية. والغريب أنه بعد لقاء وزيري الخارجية المصري والسوداني أقدمت الخرطوم علي خطوة تنسف هذا اللقاء حيث أودعت وزارة الخارجية السودانية لدي الأممالمتحدة إعلاناً بشأن تحفظها علي مرسوم مماثل كان الرئيس الأسبق حسني مبارك قد أصدره عام 1990 وحدد فيه خطوط الأساس للمناطق البحرية المصرية. وقال موقع "سودان تربيون" إن السودان أودعت لدي الأممالمتحدة إحداثيات خطوط الأساس لمناطقها البحرية بما في ذلك منطقة حلايب وشلاتين ونقل الموقع الإخباري نص التحفظ للخارجية السودانية إلي الأممالمتحدة "إن جمهورية السودان تعلن عن رفضها وعدم اعترافها بما نص عليه الإعلان الصادر من جمهورية مصر العربية بتاريخ 9 يناير 1990 والمعنون بالقرار الرئاسي رقم 27 فيما يمس الحدود البحرية السودانية شمال حدودها البحرية علي البحر الأحمر في الفقرات 56 و60". وشدد الخطاب الرسمي الموجه للأمم المتحدة علي أن مثلث حلايب أرض سودانية تقع في إطار الحدود السياسية والجغرافية لجمهورية السودان والمتعارف عليها دولياً عبر مختلف الحقب التاريخية بما في ذلك فترة الاستعمار الثنائي. وكأن السودان بذلك ترفض أن تكون العلاقات بين البلدين طبيعية وتسير في المسار الصحيح.. فهل كانت الخرطوم تنتظر زيارة وزير الخارجية سامح شكري لتقول إن حلايب وشلاتين تابعتين لها وأن مصر تحتلهما عسكرياً!! لماذا انتظرت السودان حتي يقوم شكري بهذه الزيارة التي صدر عنها بيان يؤكد أن العلاقات بين البلدين لا يجب أن يشوبها شائب وأنها لن تسمح لأجهزة الإعلام ولا للإشاعات أن تعكر صفو هذه العلاقة. نحن هنا في موقف العتاب للمسئولين السودانيين ولا نعمل علي تعكير العلاقات بين البلدين.. خاصة أن مصر أبدت حسن نوايا بالنسبة للبلد الشقيق.. وأن علاقات الأخوة والمصلحة المشتركة وعلاقات نهر النيل الذي تتقاسم البلدان مياهه سوف تكون علاقات قوية تزيل أثر أي خلاف بينهما. لكن يبدو أن السودان لا يشعر بمشاعر الحب والأخوة.. وهو بهذا الموقف حر في أي إجراء يتخذه.. ولكن تبقي الحقيقة واضحة وهي أن حلايب وشلاتين جزء من الأراضي المصرية.