كسبت "ميلانيا ترامب" سيدة البيت الأبيض الأولي. أول قضية رفعتها ضد الصحافة. "ترامب" نفسه. يعتبر الصحافة عدوه الأول. ويصف الصحفيين بأنهم أسوأ فئة علي وجه الأرض. قال ذلك خلال حملته الانتخابية. وكرره بعد أن أصبح رئيساً. وطبقه عملياً بمقاطعة بعض الصحف وبعض الصحفيين. وكان ذلك بسبب ما يراه هجوماً غير مبرر- من وجهة نظره- عليه. أو نقداً. لكنه نقد غير منصف لأفكاره وتوجهاته. واختلاقاً لشائعات ووقائع لم تحدث. "ميلانيا".. كان لها توجه آخر. لم تهاجم الصحافة والصحفيين. ولم تتخذ موقفاً منهم. وإنما لجأت إلي القضاء. وكسبت القضية. الحكاية بدأت بمقال نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في 20 أغسطس 2016 عن ميلانيا بعنوان: "صور عارية وأسئلة مثيرة حول ماضي زوجة ترامب يمكن أن تطيح به من سباق الرئاسة". واستندت "ديلي ميل" في مقالها إلي تقرير نشرته مجلة في "سلوفينيا" التي تنتمي ميلانيا إليها. يقول إن وكالة عرض الأزياء التي عملت بها ميلانيا في التسعينيات كانت تقدم خدمات جنسية لعملائها. وتضمن التقرير صوراً عارية لميلانيا. بعد أسبوعين من نشر المقال. تراجعت "ديلي ميل" عما نشرته وقالت إنه لم يكن دقيقاً. لكن الصحيفة لم تقدم اعتذاراً لميلانيا. في نسختها الورقية. ولا علي موقعها الإلكتروني "ميل أون لاين". وسارعت ميلانيا بتكليف محامي الأسرة برفع دعوي قضائية ضد الصحيفة أمام المحاكم البريطانية في سبتمبر 2016. وطلبت 150 مليون دولار تعويضاً. واستند محامي ميلانيا إلي أن ما نشر أصاب موكلته بأضرار بليغة. كما أصاب الأسرة كلها بنفس الأضرار في وقت كان فيه الزوج- ترامب- يخوض معركة انتخابية حاسمة وضارية للوصول إلي البيت الأبيض ورئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال المحامي إن كل ما تضمنه المقال أكاذيب وشائعات غير صحيحة بنسبة مائة بالمائة. ولم تكتف ميلانيا بذلك. بعد أن نقل أحد المواقع الإلكترونية الأمريكية ما جاء ب "الديلي ميل" فرفعت ميلانيا دعوي قضائية أخري ضد الجريدة ولكن في أمريكا هذه المرة. هذا الأسبوع تمت تسوية القضيتين بعد أن حكمت المحكمة العليا في بريطانيا لصالح ميلانيا. قدمت "الديلي ميل" اعتذاراً علنياً مناسباً بسيدة البيت الأبيض الأولي. وتم الاتفاق بين الصحيفة ومحامي الأسرة علي تعويض مالي. ولكن في حدود 3 ملايين دولار فقط تحصل عليه ميلانيا. وسيكون هذا التعويض هو أكبر مبلغ تحصل عليه منذ دخلت البيت الأبيض قبل ثلاثة شهور في الوقت الذي اكتفي فيه "ترامب" بمهاجمة الصحافة والصحفيين دون أن يكسب شيئاً.