رغم انتشار سيارات التبرع بالدم ومحاولات إغراء المتبرعين بالهدايا وكروت الشحن فقد تلاحظ عزوف وتراجع كبير في أعداد المتبرعين عكس ما كان سائداً في السابق فهل السبب في ذلك الخوف من التلوث والعدوي أم انعدام الثقة في توصيل الدم المتبرع به للحالات الحرجة والمحتاجين؟! قامت "المساء" بمناقشة أسباب التراجع وكيفية إعادة الثقة في سيارات التبرع وكيف نعيد ثقافة التبرع من جديد علي نحو مطمئن وما الإمكانيات التي تفتقدها المستشفيات لإنقاذ المرضي؟! "تبرع بالدم.. كي تستمر الحياة" شعار تستخدمه حملات التبرع بالدم المنتشرة في معظم محطات مترو الأنفاق والميادين والمناطق المكتظة بالمواطنين. يحاول القائمون علي الحملة إقناع المارة بالتبرع بالدم. إلا أن عدداً ضعيفاً جداً هو الذي يستجيب والأغلبية تخشي من نقل العدوي أو تلوث المعدات المستخدمة أو عدم وصول الدم لمستحقيه. أكد مسئولو الحملات أن عدم إقبال المتبرعين بالدم سببه عدم الثقة في وصول الدم لمستحقيه ووقوف بعض الحملات والسيارات الاستثمارية الخاصة في الميادين للحصول علي الدم من المارة وجذبهم عن طريق هدايا أو كروت شحن أو "تي شيرت" أو "وجبة وخلافه" مما أفقد بعض المواطنين الثقة في الجميع. "المساء" قامت بجولة علي أماكن تمركز سيارات وحملات نقل الدم التابعة للمركز القومي لخدمات نقل الدم بوزارة الصحة ورصدت الأوضاع علي الطبيعة.. حيث وجدنا مجموعة من الأشخاص يفترشون جزءاً من الرصيف في الشارع وبجوارهم سيارة خدمات نقل الدم وآخرين يفترشون جانباً من محطة مترو الأنفاق ومعهم مجموعة من الأدوات الطبية اللازمة للتبرع بالدم.. يناشدون المارة للتبرع بالدم ويحاولون إقناعهم بفوائد العمل الإنساني الذي يقدمون عليه والثواب الذي يحصلون عليه.. وبعد كل هذا لا يستجيب إلا القليل. * قال محيي الدين محمود "مسئول علاقات عامة ورئيس حملة التبرع بالدم بميدان رمسيس" إنه يوجد 26 مركز خدمة نقل دم علي مستوي محافظات الجمهورية.. بالإضافة إلي سيارات نقل الدم المنتشرة بالميادين العامة وأماكن تجمع المواطنين وكل الأجهزة والمعدات التي يستخدمها المركز في جميع سيارات التبرع بالدم آمنة ولا تنقل أي فيروسات مطلقاً للمتبرع.. مشيراً إلي أن المعامل التابعة للمركز تجري تحليلات دقيقة علي الدم الذي تم الحصول عليه من المتبرعين للتأكد من سلامته وضمان وصوله للمريض خالياً من الفيروسات. وأحياناً يكون هناك متبرعون مصابون أصلاً بأمراض فيروسية مثل الإيدز أو الزهري أو فيروس C أو B ولا يعلمون شيئاً عن إصابتهم. فيتم إخطارهم بالإصابة وإرشادهم إلي الأماكن المتخصصة لتلقي العلاج المناسب. أضاف أنه يتم طمأنة المتبرع عن طريق رؤيته "للشكاكة" المستخدمة وأنها تستخدم لشخص واحد فقط وأن كيس الدم مغلق ولا يوجد احتمال بنسبة 1% لوجود أي فيروسات بها وكلها آمنة بنسبة 100%.. مشيراً إلي أن جميع العاملين بالمركز يحصلون علي دورات دورية في الإسعافات الأولية وتحفيز المتبرعين وطريقة شك المتبرع للحصول علي العينة المبدئية علي أيدي محاضرين متخصصين لتطبيق سيستم المركز ونظام الجودة المعتمد. * قال د. خالد حسن "مسئول حملة التبرع بالدم بمحطة مترو العتبة" إن هناك عدة خطوات يتم اتباعها قبل التبرع بالدم حفاظاً علي صحة المتبرع بداية من سحب عينة من المتبرع أولاً لمعرفة الفصيلة الخاصة به ونسبة الحديد في الدم لمعرفة هل يوجد أنيميا في الدم أم لا وقياس الضغط وملء استمارة لكل متبرع مدون عليها السن وأرقام التليفونات وبيانات المتابعة مع المتبرع في أي وقت. * أكد نذير سعيد "تسجيل طبي بحملة التبرع بالدم في محطة العتبة" أن هناك شروطاً للتبرع بالدم ومنها أن يتراوح سن المتبرع من 18 : 60 عاماً ولا يقل الوزن عن 50كجم ونسبة الحديد في الدم 12 بالنسبة للسيدات و13 للرجال ولا يفضل أخذ عينات من مريض القلب أو السكر أو السرطان ومرور 3 أشهر علي المتبرع حتي يتمكن من التبرع بالدم مرة أخري.. مشيراً إلي أنه يتم استخدام الباركود في الأكياس لعدم اختلاط عينات المتبرعين. * علي الجانب الآخر قال بعض المتبرعين بالدم إنهم كانوا متخوفين في البداية من التبرع لعدم تأكدهم من وصول الدم لمستحقيه والخوف من انتقال العدوي أو تلوث الأدوات المستخدمة ولكن عندما شاهدوا جميع مراحل نقل الدم وتأكدهم من وصوله لمستحقيه أقدموا علي التبرع دون تردد خاصة أن التبرع له فوائد عظيمة وثواب كبير ويعتبر صدقة جارية. * قال يوسف طارق "متبرع" إن التبرع بالدم مرة واحدة يجعلك تنقذ حياة ثلاث أرواح تحتاج للدم. خاصة أنه بعد عملية سحب الدم من المتبرع يمكن أن تقوم بعض بنوك الدم بفلترة الدم وفصل مكوناته عن بعضها وتقسيمها حسب احتياج الحالات لديهم.. كما أن المتبرع له فوائد أخري مثل تقليل نسبة الإصابة بأمراض تصلب الشرايين وتجلط الدم ويكون أقل عرضة للخطر في حالة حدوث إصابة لا قدر الله. * قالت أسماء ماهر "متبرعة" إن التبرع بالدم صدقة جارية لحياة الإنسان ونقوم بالتبرع من دافع إنساني وهو فرض كفاية علي كل إنسان لأنه تكافل اجتماعي ويستفيد منه الجميع وله ثواب عظيم عند الله. * دعاء أحمد متولي ومحمد حسين "متبرعان" أكدا إقبالهما علي المشاركة الإيجابية في حملات التبرع بالدم التابعة للمركز القومي لخدمات نقل الدم بوزارة الصحة لأنه ينقذ حياة أهالينا دون مقابل. بالإضافة إلي أن أكياس الدم تذهب إلي مستشفيات التأمين الصحي ووزارة الصحة ومستشفي 57357 الأمر الذي يساهم في إنقاذ مريض والحصول علي ثواب العمل الإنساني. * قال ميسرة صلاح الدين "متبرع من السودان" إنه حريص علي التبرع بالدم باستمرار لحماية جسمي من الأمراض وتجديد نشاط الجسم والمساهمة في إنقاذ المرضي.. مشيراً إلي أنه لا يوجد فرق بين مصر والسودان خاصة أنه لا يشعر بالغربة في مصر ويجد كل الحب والمودة ويتعامل كأنه مصري ولذلك يقوم بالمشاركة في حملات التبرع بالدم.