تشير الحكمة القائلة إلي "إعرف من أنت حتي تعرف ماذا تريد". وفي حقيقة الأمر يجب علينا أن نجيب عن هذا التساؤل بكل شفافية لأن صالحنا وصالح بلدنا مرتبط بالإيجاب علي هذا السؤال ولا نبغي المعلومات الخاصة بتحقيق الشخصية ولكن نبغي ما يشير الله عز وجل إليه في القرآن الكريم "وفي أنفسكم أفلا تبصرون" صدق الله العظيم. فهل الشعب الذي قيل عنه انه هو الذي صنع الثورة هو الذي سيستطيع أن يحدد مصيره هل سوف نتفق علي تحديد هدف واحد وبأسس ومبادئ واحدة سوف نتحد جميعاً لنحققه أم سنختلف ونخالف بعضنا البعض وتضيع أحلامنا لنسقط جميعاً في بحر الفوضي الذي تغرق فيه الأمم المتخلفة والتي لا تملك ثقافة الحوار. فإن كنا نمتلكها فلماذا إذن نختلف وأين نحن الآن وماذا صنعنا بعد الثورة هل خطونا خطوات للأمام أم للخلف وما مقياس ذلك؟ الأوضاع الاقتصادية التي تدنت! أم أين حكماؤنا وما دورهم في ذلك الموقف المحير والتي تختلط فيه كافة الأوراق وهل الانتماءات السياسية والدينية أهم وأعظم شأناً من وحدة المصريين! أم أن العصبية القبلية هي الأغلب والأقوي! أين الشعب المصري العظيم الذي ضحي بأرواح ودماء أبنائه من هذه الأحداث المتلاحقة أكتب عليه دوماً أن يدفع الثمن ويأتي أصحاب المصالح الشخصية المتربصين ليتحكموا في مصائر أبنائه..؟! أين أنتم يا أبناء مصر؟!. إلي متي ستظلون هكذا! ألستم من صنعتم ثورتكم! ومن حقكم أن تشاركوا في نهضة بلدكم! إذن لماذا هذا التكاسل ألا تعلمون ان "التخطيط" هو أولي خطوات الإصلاح الحقيقي الذي لابد وأن نطالب جميعا بإنشاء "المجلس الأعلي للتخطيط" الذي يحقق لنا السيطرة الكاملة علي أعمال جميع الوزارات ويخطط لها ويباشر أعمالها من خلال هيئات متخصصة تشمل جميع التخصصات والكوادر في المجتمع لنفعل سوياً دور الهيئات والمؤسسات ونؤيد التمسك بالقطاع العام فهو الأمن والأمان لأبنائنا وما قامت الثورة إلا لفشل النظام في إدارة القطاع العام وتنصله من المسئولية ومحاولة تبرئة نفسه من أي التزامات نحو المواطنين فالمجلس الأعلي للتخطيط سوف يكون المحلل والمخطط لجميع الأنشطة والمسئول الأول والأخير عن الإعداد والتخطيط ومتابعة أعمال التنفيذ لكافة الخطط بمدد زمنية محددة ليتحقق لنا شوري الإدارة ومركزية التنفيذ بمشاركة جميع الأحزاب والنقابات فلن يفلح عمل وزارة التخطيط علي حالها هذا ويجب أن يتولي رئاسة المجلس الأعلي للتخطيط رئيس الوزراء شخصيا لانه المعني والمختص بأداء الحكومة وهذا هو فيما أعتقد مفتاح الأمن والأمان والاستقرار لنا ولأبنائنا فلماذا إذن نحن غافلون!! ياليت كل منا يسعي لوقفة صادقة مع نفسه