ساعات مريرة عاشتها قرية الصوامعة شرق مركز أخميم دوي فيها أزيز الرصاص بالقرية وقنابل مسيلة للدموع وقطع طريق وكر وفر. ساعات وصفت بأنها الأصعب علي أهالي قرية الصوامعة شرق. في ليلة رفضوا فيها أن تقام محطة صرف صحي لا تخدم قريتهم. في المقابل الشرطة ليست طرفًا في القضية سوي تنفيذ القانون. "المساء" ذهبت إلي القرية التي تقع أقصي شمال مدينة أخميم ناحية الجبل الشرقي وعندما حطت أقدامنا هناك لا حديث سوي عن الاشتباكات التي دارت رحاها واستمرت ما يقرب من الساعتين علا فيها صوت الرصاص في الوقت الذي أكد أحد أهالي القرية يدعي "أبوعبدالله" ان ما حدث شيء لا يصدقه عقل فجأة تحولت القرية إلي مسرح للكر والفر. بل تطورت الأمور إلي إطلاق النار واستعراض القوة من قبل "طرف ثالث" عناصر لها أهداف أخري. أشار محمود إبراهيم بأن الصوامعة شهدت أحداثا دامية وأن جميع أهالي القرية يرفضون تنفيذ محطة صرف صحي بالمنطقة الجبلية المتاخمة لحدود قريتهم خوفا من حدوث أمراض وأوبئة للأهالي وأيضا المحطة لا تخدم قريتهم. مشيرا إلي أن البداية كانت دعوة لمظاهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأهالي القرية احتجاجا علي محطة الصرف وتجمع عدد من أهالي القرية معظمهم شباب بطريقة سلمية مبدين اعتراضهم علي المحطة لكن فجأة تطورت الأمور بين أهالي القرية والشرطة حيث استغل تجار مخدرات وخارجون عن القانون الذين يتخذون من الجبل وكرا لهم الموقف وجاءوا مدججين بالأسلحة الآلية والثقيلة لإشعال الموقف واستغلاله ويزداد الأمر سوءا في ظل إطلاق النار والرصاص من كل جانب في الوقت الذي يرفض أهالي القرية تلك الأحداث خاصة حصار الشرطة التي جاءت لفتح الطريق لكن تسارعت الأحداث بين أهالي القرية والشرطة اشتباكات وتراشق بالطوب والحجارة واستغل البعض الموقف. كما قال محمد أحمد الدي وصف تلك الليلة بالفوضي حيث قطع الطريق وإشعال إطارات السيارات وتحطيم سيارات للشرطة. مشيرا إلي أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض علي ما يقرب من 18 شخصا من أهالي القرية. وعن محطة الصرف الصحي التي تسببت في تلك المشكلة يقول أحد أهالي القرية إن هناك من يحاول الوقيعة وأن محطة الصرف الصحي جاءت خدمة لأشخاص وقري بعينها حيث تم تخصيص قطعة أرض مساحة 25 فدانًا من أراضي الدولة الصحراوية بالقرية لإقامة محطة صرف صحي تخدم مدينة ساقلتة التي تقع شمال قرية الصوامعة منذ سنوات وعندما قامت الشركة المنفذة بالتنفيذ العام الماضي اعترض أهالي القرية علي ذلك ليتوقف المشروع موضحا أن معظم أهالي القرية يرفضون إقامة المحطة تحت أي وضع أو أي مسمي بالقرية. فيما عدد آخر من أهالي القرية يقبلون بإقامة المحطة لكن أن تتضمن ساقلتة والصوامعة أي أن تخدم قريتهم أيضا فلا يعقل كما قال أحد أهالي القرية أن تنشئ محطة للصرف الصحي بالقرية ولا يستفيد منها أهالي القرية. وأكد عدد من أهالي القرية علي أنهم ليسوا في خصومة مع الشرطة وما ظهر علي مواقع التواصل الاجتماعي من قيام البعض بحمل بنادق آلية ورشاشات الجرينوف ليسوا من أبناء الصوامعة. وكانت قرية الصوامعة شرق بأخميم قد شهدت حالة من الكر والفر والشغب والمناوشات بين أهالي القرية وقوات الشرطة اثر رفض أهالي القرية البدء في مشروع محطة للصرف الصحي بالقرية تابعة لمدينة ساقلتة الأمر الذي اثار حفيظة أهالي القرية بعد أن توجهت قوة من رجال الأمن إلي قرية الصوامعة شرق لتمكين الجهات المختصة من البدء في تنفيذ مشروع محطة الصرف الصحي بعد أن تم تخصيص قطعة أرض لها بالقرية ومحاولة إقناع الأهالي بعدم اعتراض المشروع إلا أن الأهالي أصروا علي رفض تنفيذ البدء بالمشروع علي أساس انه لا يخدم القرية وانه يخدم مدينة ساقلتة من ناحية. ومن ناحية أخري بحسب كلام أهالي القرية ان إنشاء المحطة بالقرية سيؤدي إلي انتشار الأوبئة والروائح الكريهة بالقرية الأمر الذي نتج عنه مناوشات بين أهالي القرية والشرطة تطورت إلي رشق سيارات الشرطة بالطوب والحجارة وإطلاق الرصاص. وقامت الشرطة بإلقاء قنابل مسيلة للدموع لتفريق الأهالي المحتجين فيما قام عدد آخر من أهالي القرية بقطع الطريق الصحراوي وإشعال إطارات الكاوتشات علي الطريق ودفعت قوات الأمن ب 3 مدرعات. و10 مجموعات قتالية بقيادة الرائد علي الصغير رئيس مباحث مركز أخميم والنقباء محمد عبدالبديع ومصطفي فرغل وعمر عبدالخالق وأيمن عبداللطيف بإشراف اللواء مصطفي مقبل مدير الأمن للسيطرة علي الأحداث وتم القبض علي 18 من أهالي القرية وفرض كردون أمني وفتح الطريق وإعادة الهدوء للقرية.